د. محمد إبراهيم بسيونى يطلق تحذير: هذا الفطر قاتل
كتب: على طه
يوضح د. محمد إبراهيم بسيونى، أستاذ الطب الزائر بالمنيا أن كانديدا أوريس Candida aureus هي نوع من الفطريات الميكروبية التي تنتقل من خلال العدوى بين البشر.
ويضيف موضحا فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أن هذا النوع من الميكروبات يرتبط بما يعرف بـ “الفطريات الداخلية البيضاء”، وهي فطريات شائعة تسبب التهابات بالفم، على سبيل المثال. وقد اكتشف ذلك الفطر لأول مرة في القناة الأذنية لمريض ياباني في مستشفى طوكيو لرعاية المسنين في عام 2009.
وفي أغلب الأحيان تعيش هذه الفطريات على سطح بشرتنا دون أن تسبب أي مشاكل، لكن بإمكانها أن تسبب التهابات عندما نشعر بالإعياء أو المرض عندما تضعف المناعة، وعندما يدخل الفطر إلى أماكن مثل الدورة الدموية أو الرئتين.
ويواصل د. بسيونى يصنف فطر “كانديدا أوريس” بأنه أكثر الميكروبات خطورة داخل المستشفيات على مستوى العالم حاليا، ويطلق عليه البعض لقب “الفطر القاتل”، رغم اكتشافه منذ 10 سنوات، نظرا لما يسببه من التهابات في الدورة الدموية التي تؤدي إلى وفاة 60% من المرضى الذين يصابون بهذا الفطر الذي غالبا ما يقاوم الأدوية المعتادة؛ ما يجعل علاج الإصابة به أمرا صعبا.
ويعد فطرا عنيدا جدا، ويمكن أن يبقى على الأسطح لمدة طويلة، كما أنه لا يمكن التخلص منه باستخدام المنظفات والمطهرات المعروفة، ولذا يعد استخدام المواد المنظفة ذات التركيب الكيميائي المناسب أمرا مهما جدا للقضاء على هذا الفطر في المستشفيات خاصة لو انتشرت الإصابة به.
ويستطرد: من المستبعد أن تنتقل العدوى بسهولة إلا أن المخاطرة قد تكون أكبر في حالة المكوث في المستشفى لمدة أطول أو في مركز للرعاية والتمريض، أما مرضى الرعاية المركزة فإنهم أكثر عرضة بكثير من غيرهم للإصابة بهذا الفطر.
وطالبت هيئة المراكز الأمريكية المتخصصة في السيطرة على الأمراض والوقاية منها بضرورة وجود فهم أفضل لهذا الفطر لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به والحد من انتشاره وتقليل مخاطره. وذكرت المراكز الأمريكية أن دولا أكثر حول العالم أبلغت عن حالات الإصابة بـ”كانديدا أوريس”، وفي بريطانيا أصيب نحو 60 شخصا بالفطر سنة 2013.
وتقول إيلين كلاوتمان جرين، (والكلام مازال للدكتور بسيونى) وهي طبيبة متخصصة في السيطرة على العدوى، والمحاضرة في “يونيفيرستي كوليدج لندن”: “إن عددا من المستشفيات البريطانية شهد تفشيا للمرض بشكل يستدعي الدعم من قبل مؤسسة الصحة العامة في انجلترا”.
وأضافت: “إن فطر كانديدا أوريس يعيش في بيئة المستشفيات، ولذا فالنظافة شيء جوهري للسيطرة على الفطر، والكشف عنه يعد أمرا مهما للمريض والمستشفى، لأن السيطرة عليه قد تكون صعبة”.
ومن المستبعد أن تنتقل إليك العدوى من هذا الفطر. مع هذا، فإن المخاطرة قد تكون أكبر لو مكثت في المستشفى لمدة أطول، أو في مركز للرعاية والتمريض، أما مرضى الرعاية المركزة فإنهم أكثر عرضة بكثير من غيرهم للإصابة بهذا الفطر.
كما تزداد مخاطر الإصابة بالفطر أيضا إذا تناولت مضادات حيوية بكثرة، لأن المضادات الحيوية تقتل البكتريا المفيدة في أجسامنا اليي كلاي E. coli، والتي من شأنها أن تمنع الميكروب الفطري من الدخول إلى الجسم. عثر في معظم سلالات الفطر التي وجدت في أجساد المرضى بهذا الميكروب، على آثار لمقاومة هذا النوع من الفطر للأدوية المضادة للفطريات، مثل فلوكونازول.
ويؤكد أستاذ الطب أن ارتفاع درجات الحرارة يرتبط بانتشار فطر كانديدا أوريس، ويعني هذا أن تلك الأدوية لا تعالج فطر الكانديدا أوريس، ولهذا استخدمت أدوية مضادة للفطريات أقل انتشارا من الأدوية المعروفة لعلاج الإصابات، لكن تمكن الفطر أيضا من مقاومة هذه الأدوية.
وقد أظهرت نتائج تحليل الحمض النووي أن هناك أدلة على أن جينات مقاومة الفطريات في فطر كانديدا أوريس تشبه بشكل كبير تلك التي توجد في “الفطريات الداخلية البيضاء” الشائعة. وهذا يدعو إلى القول إن جينات المقاومة قد انتقلت من جيل إلى آخر أو نوع إلى آخر من هذا الفطر.
واقترحت إحدى الدراسات أن السبب الذي جعل العدوى بالفطر أكثر انتشارا قد يعود إلى أن هذه الأنواع من الفطريات أجبرت على العيش في درجات حرارة مرتفعة بسبب تغير المناخ، فمعظم الفطريات تفضل درجات الحرارة الباردة التي توجد في تربة الأرض، ولكن بعد أن ارتفعت درجات الحرارة على مستوى العالم، فإن هذا الفطر قد أجبر على التأقلم مع درجات حرارة أعلى.
ويضيف أن هذا قد يفسر سهولة نمو تلك الفطريات داخل جسم الإنسان، الذي تبلغ درجة حرارته المعتادة من 36 إلى 37 درجة.
وينصح د. بسيونى بأن أول خطوة لتقليل عدد الإصابات الفطرية هي دراسة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفطر. وعلى العاملين في مجال الرعاية الصحية أن يعرفوا أن الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا في المستشفيات ومراكز التمريض، والذين قد تتعرض أجهزتهم المناعية إلى خلل ما، يواجهون مخاطر كبيرة للإصابة بهذا الفطر.
ولا تشخص كل المستشفيات الفطر بنفس الطريقة، ومن ثم يكون هناك خطأ أحيانا في تشخيص التهاب الفم الناتج عن الفطريات، ومن ثم يقدم العلاج الخاطئ.
تحسين طرق التشخيص سيساعد في تشخيص المصابين بفطر كانديدا أوريس في وقت مبكر، مما يعني أن المريض سيتلقى العلاج الصحيح وفي الوقت المناسب، ويترتب على ذلك وقف انتقال العدوى من شخص إلى آخر.
إن فطر كانديدا أوريس عنيد جدا، ويمكن أن يبقى على الأسطح لمدة طويلة، كما أنه لا يمكن التخلص منه باستخدام المنظفات والمطهرات المعروفة.
وينتهى د. بسيونى إلى القول : “لذا، يعد استخدام المواد المنظفة ذات التركيب الكيمائي المناسب أمرا مهما جدا للقضاء على هذا الفطر في المستشفيات، وخصوصا لو انتشرت الإصابة به”.