رفعت رشاد يكتب: تعظيم سلام للشعب الفلسطيني

بيان

مهما حاولت إسرائيل شق الصف العربى، بدعوات السلام الكاذبة، أو بغيرها تبقى القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ومصر كبيرة العرب، التى تحمل القضية، على كتفيها وتسير بها عبر السنين، والأيام ، وإلى اليوم، تحارب وتساند وتدعم، القضية، والشعب الفلسطينى الذى يحيى هذا المقال صموده ونضاله.. المقال للكاتب الكبير رفعت رشاد ، ومنشور فى جريدة “الوطن” ونحن نعيد هنا نشره، وهذا نصه:

تتوالى الإدانات مصرياً وإقليمياً وعالمياً ضد العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى. ضربت إسرائيل بآلتها العسكرية الضارية المدنيين ولا تألو جهداً فى تدمير البنية التحتية للمدن الفلسطينية وهدم المساكن. تأمن إسرائيل مواقف المجتمع الدولى لأنها تضمن مساندة الدول الغربية التى تدعمها بحماية مستمرة منذ تم زرعها فى قلب الوطن العربى.

بالأمس أدان مجلس النواب فى مصر العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى والمدن والمخيمات وقتل المدنيين. وأدانت الأحزاب فى البرلمان هذا العدوان الغاشم الذى يدمر جهود مصر والمجتمع الدولى للوصول إلى حلول للقضية الفلسطينية. لقد مضى على نكبة فلسطين 75 عاماً ويندر أن تجد بين الأشقاء مَن عاصر نكبة الوطن الفلسطينى عام 1948.

مر 75 عاماً على نكبة العرب والمسلمين المعاصرة وهو زمن قصير بالقياس بعمر الزمان والقرون، والعبرة أن التاريخ بقراءة تحليلية واعية يؤكد أن فلسطين ستعود لأهلها وأن مرور سنوات ليس معناه استمرار الحال.

مخطئ مَن يعتقد، كما روج إعلام عربى فى السبعينات أن الفلسطينيين تركوا القضية وأنهم صاروا يناضلون فى مواخير أوروبا، هذا تشويه للنضال الفلسطينى الذى بدأ فى الثلاثينات بكفاح الفدائيين لمقاومة إنشاء الدولة اليهودية وتصاعد الكفاح فى الستينات بتأسيس منظمة تحرير فلسطين التى جاهدت بشراسة للدفاع عن الوطن الفلسطينى.

استمرار الكفاح الفلسطينى يعنى أن فكرة المقاومة وعقيدة الكفاح لا ترتبط بأجيال عاشت زمن النكبة وإنما ترتبط برواسخ داخل الإنسان الفلسطينى الذى يؤمن بوطنه وبأرضه.

لقد تقسّمت أراضى فلسطين بالحروب منذ 1948، ولكن إسرائيل لم ترضَ فشنت حرب 1967 واحتلت أراضى عربية جديدة، ومنها القدس، وتعقّدت الأمور بعدما سيطرت على روح الاقتصاد الفلسطينى وضيّقت على الشعب المحتل سبل العيش واستحدثت طرقاً جديدة لتوقيع العقوبات على المواطنين بهدم منازلهم وإبعادهم وأسرهم وإطلاق أيدى المستوطنين غير الشرعيين على الفلسطينيين لقتلهم واقتحام المسجد الأقصى ومنع وضرب المصلين فى مناسبات مختلفة وغير ذلك من الاعتقالات والسجن.

فى سبعينات القرن الماضى، صارت يد إسرائيل العليا، بينما تراجع الدور العربى بحكم الجغرافيا والاستراتيجية الدولية والإقليمية، فتخلى العرب عن دورهم فى فلسطين إلا قليلاً ونبذوا فكرة الكفاح المسلح فنزع السلاح الفلسطينى وصار هناك سلام باهت لا يغنى ولا يسمن من جوع يعانى منه الفلسطينيون بينما يستفيد منه الإسرائيليون وصارت فكرة المقاومة بعيدة المنال.

وفى الثمانينات اشتعلت الانتفاضة فى غزة وصار هناك حماس والجهاد وغيرهما ولكن تنتهز إسرائيل بين الحين والآخر أى فرصة لضرب غزة بالصواريخ والأسلحة الثقيلة وكثيراً ما تدخلت مصر لوقف ضربات إسرائيل وحماية الفلسطينيين، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لمصر قضية وطن وشعب شقيق وقضية أمن قومى لمصر التى لم تتخلَّ أبداً عن قضية فلسطين.

إن الشعب الفلسطينى يناضل من أجل استرداد وطنه السليب، بينما إسرائيل تبذل جهدها فى كل وقت لقضم قطعة أخرى من هذا الوطن ببناء المستوطنات وتسليح المستوطنين ودفعه لاحتلال المسجد الأقصى ومضايقة المصلين.

فرق كبير بين شعب يناضل وهو يعيش تحت وطأة ظروف قاسية للغاية وهو ما يجب أن نقدره فى شعبنا العربى فى فلسطين، ودولة محتلة ومعتدية على أبسط حقوق هذا الشعب ضاربة بالحائط المواثيق والأعراف الدولية التى تحمى الشعوب تحت الاحتلال. تحية للشعب الفلسطينى فى نضاله الذى لم يتوقف منذ النكبة وقبلها فى مواجهة عصابات الصهيونية.

اقرأ أيضا للكاتب:

رفعت رشاد يكتب: لم يسألني عن المصري

رفعت رشاد يكتب: لحم رخيص

زر الذهاب إلى الأعلى