د. هبة جمال الدين تكتب: آليات المخابرات في المقاهى

بيان

تشكل أدوات جمع البيانات للباحث اشكالية ممتدة ، ولكنها معروفة تحكمها اخلاقيات البحث العلمي ، الأمر الذي تخلت عنه عدد من جهات التدريب الأجنبية .

فهل يعقل أن يتجه المتدرب للتلصص علي المقاهي والمنازل لجمع معلومات تفيد عمله وبرنامجه التدريبي؟!.

دعونا نلقي نظرة عن أدوات جمع البيانات بأحد البرامج التدريبية:

“المقابلات مع زعماء المجتمع المحلي، ومجموعات التركيز التي تعتبر مجموعات متماثلة مختارة من المجتمع المحلي للتدقيق في الافكار، المسوح، ولقاءات المجتمع المحلي المتكررة، وإعداد جداول النشاطات اليومية حيث تقدم معلومات عن الاوقات التي يمضون الوقت فيها واحتياجاتهم اليومية وتفضيلاتهم، والطواف علي الاحياء، والطواف علي المنازل، وتحديد نقاط التأثير في المجتمع المحلي، والتجول علي مقاهي الاحياء وجمع المعلومات.”

هي ليست آليات للتخابر وجمع المعلومات كما يمكنك ان تتخيل، وأنما اليات لجمع المعلومات من داخل مقرر أحد البرامج التدريبية تحت عنوان “اعداد السياسات العامة والمدافعة advocacy” منشور باللغة العربية وموجه للشباب والشبان كما ورد في المتن.

وبدون احكام مسبقة دعونا نطرح بعد التساؤلات الموجودة في المحتوي التدريبي لنكون اكثر انصافا:
“ما هي قنوات الاتصال المحلية التي تحظي بالاتصال في المنطقة التي تستهدفها؟ وكيف تحصل منها علي المعلومات؟

ما هي العوامل الجغرافية المؤثرة في المجتمع المحلي المستهدف؟ ومن هم القادة المؤثرين في المجتمع ومن هم اقرانهم كيف يمكن لمجموعات الاقران أن تكون مؤثرة في المجتمع؟”

هذه نفحة بسيطة من التساؤلات المكتوبة هل بعض علامات الاستفهام؟
ما الهدف من تلك التساؤلات والأدوات هل تدريب بسيط أم هو تدريب علي جمع المعلومات الاستخباراتية وتسليط الضوء علي العناصر المؤثرة من أجل التجنيد والحشد وتكوين شبكة من العملاء
ربما يعتقد البعض أن بمنع هذا المركز صاحب المحتوي التدريبي من العمل في مصر قد يبعدنا عن خطر ما يطرحه ولكن دعوني اطرح عدد من النقاط:
– هذا المحتوي التدريبي لاحد مراكز ابحاث الدول الاجنبية المترصدة لمصر والدول العربية مثله مثل بقية مؤسسات التدريب الاجنبية التي تدرب ابناء الوطن من مختلف مؤسسات الدولة .
– المحتوي التدريبي في يد المدرب كم عدد الجهات التي تهتم بالمحتوى التدريبي وتتناقش مع المدرب المحتوي خاصة المدنية منها
– نتائج التدريب ومداخلات المتدربين وما يقدمونه من معلومات للمدرب ما مصيرها كيف يتم استخدامها ومن قبل من ، وأية جهة توظفها؟
– هل يتم رفع وعي المتدربين قبل حصولهم علي تدريبات من جهات اجنبية حول ما يمكن تقديمه وما لا يمكن؟
– هل تذكرنا تلك التساؤلات بحال شباب ٦ ابريل وما حصلوا عليه من تدريبات بالخارج قبل احداث ٢٥ يناير ؟ ربما التوقيت مختلف ولكن الأدوات واحدة
انه الحشد السلمي والتعبئة السلمية لخلخلة المجتمعات من الداخل ، فهي أدوات التغيير الحالية الذي يتم ليس من خلال المجتمعات المحلية وأنما برامج التدريب العلمية والفنية .
علينا الانتباه هذا لا يعني رفض التدريب من جهة اجنبية ، ولكن في مثل هذه الاوضاع المشتعله في المنطقة الأمر يتطلب الحيطة والحذر فلابد من تدريب المتدربين من قبل الجهات الامنية حول مفهوم الامن القومي ، وما يجب قوله وما لا يسمح به، يجب تنقيح البرامج التدريبية من قبل الجهات الفنية والمعنية بحماية مقدرات الدولة اذا تم التدريب داخل الوطن او بالشراكة من أحد الجهات المصرية الحكومية. مع مراعاة الانتباه إلي المتعاملين مباشرة من أذرع التدريب الاجنبي التي قد تكون غطاء لاجهزة الاستخبارات فربما يقع في فخ التجنيد الذي يبدأ بالتعاطف والانصياع
حماية الوطن أمن قومي وهي فرض واجب علي الجميع مدني كان أو عسكري، والانتباه والحيطة والتأهب لابد أن يسيروا جنبا إلي جنب مع الرغبة في التعلم والمعرفة.

اقرأ ايضا للكاتبة:

أ.د. هبة جمال الدين تكتب: الحكاية اسمها محمد صلاح والأفعي الصهيونية

د. هبة جمال الدين تكتب: سيكولوجية المطبّع.. وحماية الدولة

زر الذهاب إلى الأعلى