رفعت رشاد يكتب: مستقبل «نيباد»
كيف تقدم وجبة سياسية دسمة، وشهية، يقبل عليها القارىء، الذى غالبا ما لا يقبل على هذا النوع من الموضوعات.. هذا المقال الذى نشره الكاتب الكبير رفعت رشاد فى صحيفة الوطن، يحقق المعادلة الصعبة، حين يكتب عن “نيباد” ويجذب القارىء من سطر المقال الأول لمتابعته حتى النهاية.. والسؤال: ما هى “نيباد” ؟.. اقرأ المقال التالى واعرف الإجابة:
تشهد نيروبى عاصمة كينيا اليوم انطلاقة جديدة لمبادرة «نيباد» فى الاجتماع التنسيقى الخامس نصف السنوى للاتحاد الأفريقى والتجمعات الاقتصادية الأفريقية والآليات الإقليمية، حيث يشارك فى الاجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى ورؤساء الدول الأفريقية وحكوماتها.
ويلقى الرئيس كلمة تتضمن رؤية مصر خلال رئاستها «نيباد» لمستقبل المبادرة وتدعيم مقرراتها وتحقيق الاندماج التجارى لدول القارة وتعزيز حرية الحركة واتخاذ خطوات لإصدار جواز السفر الأفريقى الموحد وكذلك تطوير نيباد إلى سوق أفريقية مشتركة لتسريع التجارة البينية وتطوير الإنتاج الزراعى وتبادل المهارات فى مجالات التكنولوجيا والاتصالات.
تعلق شعوب القارة آمالاً كباراً على التعاون المشترك بين دول القارة السمراء التى تبنت مبادرة نيباد بعد تجريب عدة مبادرات سبقتها.
كانت خمس دول رئيسية من القارة وراء المبادرة وهى مصر والجزائر والسنغال وجنوب أفريقيا ونيجيريا وانضمت إليها 15 دولة أخرى لتمثل كل منطقة من مناطق القارة الخمس بأربع دول.
واكب تأسيس نيباد تأسيس الاتحاد الأفريقى بديلاً عن منظمة الوحدة الأفريقية وذلك فى بداية الألفية الثالثة واتخذت المبادرة سكرتارية لها فى جنوب أفريقيا.
عندما أسست منظمة الوحدة الأفريقية فى بدايات الستينات من القرن الماضى كان الهدف من وراء تأسيسها استكمال التحرر من السيطرة الاستعمارية وتحرير جنوب أفريقيا من سياسة التمييز والفصل العنصرى.
بمرور الزمن وتحرر غالبية دول القارة ظهرت محدودية أهداف المنظمة خاصة بعد أن برزت مشاكل من نوع جديد فى القارة مثل الأزمات السياسية والحروب الأهلية وارتفاع مديونيات غالبية دول القارة، مما حدا بالمنظمة إلى إعادة ترتيب أولوياتها وتعديل مسارها ليكون أكثر شمولاً وتأثيراً.
وتأسس بذلك الاتحاد الأفريقى الذى واكبته مبادرة نيباد التى ظهرت بفكر قادة جدد للقارة.
استهدفت نيباد إيجاد الحلول لمشاكل الفقر فى القارة والسعى لتحقيق حياة أفضل للمواطن الأفريقى والاتجاه نحو إقامة مشاركة بناءة مع الدول المتقدمة والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية تقوم على الندية والمسئولية المشتركة وذلك بجانب المشاركة الجادة والفعالة بين دول القارة وتجمعاتها الإقليمية الاقتصادية.
تعمل نيباد من خلال برامج تسهم فى دعم السلام والأمن فى القارة والسعى لتحقيق الحكم السياسى والاقتصادى الرشيد وتعميق فكر الديمقراطية وتحسين البيئة وتطوير التعليم والبحث العلمى.
تعمل نيباد أيضاً على تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا لتطوير الرعاية الصحية للمواطنين فى القارة.
حرصت نيباد منذ وجودها فى بدايات الألفية على تقوية علاقاتها مع الدول الصناعية الثمانى من خلال لقاءات قمة سنوية بين رؤساء الدول الخمس أصحاب مبادرة نيباد وقادة الدول الصناعية بهدف التعاون لمساندة الجهود الأفريقية لتحقيق أهدافها والتى تتطلب إلغاء نسبة كبيرة من ديون دول القارة وتوفير التمويل الدولى اللازم لمشروعات التنمية.
بعد مرور ما يزيد على عشرين عاماً على وجود نيباد ثبت أنها التجمع الأكثر فاعلية وجدية لتدبير وتوجيه المساعدات الدولية لتحقيق التنمية فى القارة خاصة أنها نجحت فى بدايات تأسيسها فى الحصول على اعتماد الأمم المتحدة المبادرة كإطار للتنمية ودعت منظماتها وأجهزتها ووكالاتها المتخصصة لدعم جهود نيباد والتنمية فى أفريقيا.
يضع اجتماع نيروبى أجندة لسبل توفير التمويل لمشروعات دول القارة حتى عام 2063 والتركيز على تعافى القارة الاقتصادى ومواجهة التحديات والديون والتغيرات المناخية.