رفعت رشاد يكتب: التحالف الوطني

بيان

دول العالم كلها تعتمد الآن على المجتمع المدنى، والعمل الأهلى التطوعى ، لمساندة الحكومة والاضطلاع بدور كبير فى العمل التنموى، وفى سنوات ماضية قريبة كان المجتمع المدنى مشغولا بالعمل السياسى على حساب العمل الاجتماعى، ومنذ أن تولى الرئيس السيسى بدأ العمل على تعديل المسار وضبط الإيقاع، وهذا المقال الذى نشره الكاتب الكبير رفعت رشاد فى صحيفة “الوطن” يناقش إسهامات العمل الأهلى التطوعى، انطلاقا من تمهيد الأرضية التشريعية له.. اطلع على نص المقال فى التالى:

وافق مجلس النواب منذ أيام على قانون التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي . صدور القانون يكرس وجود التحالف حقيقة على أرض الواقع بعد أن أثبت إمكانياته وقدراته على تقديم المشروعات الخدمية والتنموية خلال فترة عام ونصف العام الماضية حيث قدم المساعدات لمئات الآلاف من المواطنين الأكثر احتياجا.

جاءت فكرة التحالف في إطار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتي رأت الدولة أن من أهم حقوق الإنسان حقه في حياة كريمة حيث يعيش في ظروف تتناسب وقيمته كإنسان .

واكب هذا التفكير حدوث أزمتين كبيرتين على مستوى العالم هما جائحة كورونا التي ضربت الاقتصاد العالمي ككل في مقتل وبعدها حرب روسيا وأوكرانيا التي أضرت بشدة الاقتصاد خاصة في الدول التي ترتبط بعلاقات اقتصادية مع إحدى الدولتين أو كلتاهما مثل مصر.

وانطلق في تلك الظروف في مارس 2022 نشاط التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي حيث ضم الاتحاد العام للجمعيات الأهلية الذي يضم ما يزيد على 50 ألف مؤسسة وجمعية وكذلك ما يزيد على 30 منظمة مدنية أخرى كبيرة.

بجانب منظمات المجتمع المدني يضم التحالف الجانب الحكومي والقطاع الخاص والهدف تجميع إمكانيات الأطراف الثلاثة لتعظيم منظومة الحماية الاجتماعية وتحقيق التنمية المجتمعية لمصلحة المواطنين على امتداد كل المحافظات.

يتميز التحالف بضم قدرات إدارية وكوادر بشرية مدربة ومؤهلة تستطيع تقديم الخدمات بسرعة وكفاءة عالية، والقدرة على الوصول إلى الأسر والفئات المستهدفة وتقديم الخدمات لها في مختلف المجالات، انطلق التحالف بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حرص في كل مناسبة على تأكيد مساندته لنشاط التحالف وأهدافه ودعمه بكل ما يحتاج من دعم.

ويحظى التحالف بوجود ما يقرب من 300 ألف متطوع نسبة كبيرة منهم من المتطوعين الدائمين. وتبلورت جهود التحالف يمتطوعيه في عدة مبادرات خدمية استهدفت الأسر والأفراد الأكثر احتياجا وخرجت ” كتف في كتف”.. و “ستر وعافية” و “ازرع” وكلها مبادرات تهدف في مجالات عديدة إلى تحسين حياة المواطنين.

جاء التحالف كترقية للعمل الأهلي في مصر والذي له جذور وتاريخ طويل كترجمة لفكر التكافل الاجتماعي الذي يميز المجتمع المصري. فقد كان المجتمع المدني يعمل بمعزل عن الجهات الحكومية وكذلك عن القطاع الخاص لكن بوجود التحالف أمكن بناء قاعدة أساسية لبيانات ما يزيد على 35 مليون مواطن يعتبروا الأكثر احتياجا لمظلة الحماية الاجتماعية.

ومن مزايا هذه البيانات تقديم الخدمة لمن يستحقها وبدون ازدواجية , فمن قبل كان يمكن للبعض أن يحصل على ميزة أو فائدة أكثر من مرة بينما كان يحرم آخرون من الحصول على أي شئ , وبوجود قاعدة البيانات يمكن توزيع الخدمات والمزايا بالمساواة أو بنوع من العدالة.

أنفق التحالف من خلال أطرافه وأعضائه حوالي 12 مليار جنيه منذ انطلق في مارس 2022 على مشروعات ومساعدات مشتركة للأسر والأفراد . وأطلق المبادرات والقوافل ومول مشروعات متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة ودعم علاج مواطنين في مستشفيات تملكها أطراف التحالف.

لقد أدركت الدولة مدى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني بتوحيد جهوده مع الحكومة ومع القطاع الخاص بدلا من أن يعزف كل منهم منفردا.

زر الذهاب إلى الأعلى