خاص | حصار إيطاليا بين النار والإعصار.. خسائر فى الأرواح وأضرار مادية فى أسؤ كوارث مناخية
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
عدد من الكوارث الطبيعية المناخية، ضربت إيطاليا هذا الأسبوع ، هذه الكوارث التى تعد الأسوأ في تاريخها ليس فقط من ناحية حجم تأثيرها ولكن لغرابة كيفية حدوثها أيضا .
وخلال الأيام القليلة لماضية واجه الشمال الإيطالي محنة تعرضه لعواصف رعدية منذ عدة أيام مصحوبة بفيضانات تسببت فيها الأمطار الغزيرة.
كما واجه الجنوب أيضا أخطار الحرائق الشديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المعتاد فى هذا البلد الواقع فى نطاق حوض البحر المتوسط شمالا.
في إقليم لومبارديا استيقظ سكان المنطقة أول من أمس الإثنين علي عاصفة رعدية وصفت من قبل خبراء المناخ والبيئة أنها لم يسبق لها مثيل تسببت في العديد من الأضرار ونتج عنها عدد من حالات الوفاة، إضافة إلى الأضرار المادية الناتجة عن تساقط الأشجار علي السيارات المارة والمتوقفة علي جانبي الطرق، ونتج عن ذلك تلف المئات من تلك السيارات وإصابة عشرات الأشخاص ووفاة آخرين .
وجاءت أولي حالات الوفاة بسبب سقوط الأشجار على سيارة سيدة مغربية تبلغ من العمر 58 عاما وكانت تقود سيارتها متوجهه لعملها بينما سقطت شجرة علي سيارتها أدت إلي تحطم السيارة وهي بداخلها بينما فشلت وسائل إنقاذ السيدة مما أدي إلي وفاتها .
والرياح الشديدة التي وصلت سرعتها لأكثر من 100كم / ساعة تسببت – أيضا – في انقطاع التيار الكهربائي نهائيا لساعات طويلة في مناطق عديدة، وهو الأمر الذي نتج عنه وجود ما يقرب من 15 ألف شخص يعيشون في الظلام في مناطق فيرونا وتريفيزو وبريشيا.
كما تم إغلاق 11 مدرسة للأطفال و 3 دور حضانة ، حيث كانت هناك معسكرات صيفية ، وجاء قرار الإغلاق بسبب تسرب المياه والأشجار المتساقطة، وأمرت البلدية بإغلاق جميع الحدائق المسورة (مثل منتزه سيمبيون وحدائق مونتانيلي) بالإضافة إلى حظر الوصول إلى مناطق غير مسورة ومفتوحة تصطف على جانبيها الأشجار.
وأيضًا لأسباب تتعلق بالسلامة وبسبب تلك الكوارث الطبيعية، تم إغلاق بعض المزارات السياحية والأثرية مثل: “Castello Sforzesco” ، حيث سقطت بعض البلاط ، أمام الجمهور ، بالإضافة إلى إغلاق جناح الفن المعاصر ومتحف العلوم الطبيعية والقبة السماوية.
طالع المزيد:
– بمجرد حصولها على الجنسية الإيطالية أعلنت التمرد.. مأساة أسرة مغربية مصدومة فى ابنتها
– « البحر المتوسط يجب ألا يكون مقبرة ».. أهم رسائل مؤتمر روما حول الهجرة غير الشرعية
وضرب الطقس السيئ أيضا منطقة فينيتو بشدة ، حيث أصيب 30 شخصًا ، أحدهم أصابته خطيرة للغاية، وهو طفل يبلغ من العمر 16 عامًا أصيب بفرع في زيميلا (فيرونا).
وتم الإبلاغ عن أكبر الأضرار التي لحقت بالمنازل والمحاصيل في منطقتي فيرونا وتريفيزو، واضطربت حركة السكك الحديدية بشدة بسبب صاعقة في غرفة التحكم المركزية فى القطارات في فيرونا، اضطرت معه العديد من القطارات إلى التوقف على طول الخط، وهو ما زاد الأمر سوءا بسبب تأثر حركة القطارات والمترو بالعاصفة والتي تم إغلاق العديد من محطاته وإلغاء العديد من رحلات السكة الحديدية ليصبح الإقليم في حالة شلل تام.
وبسبب ما سبق أضطر رئيس الإقليم أتيليو فونتانا للمطالبة بإعلان حالة الطوارئ في الأقليم حيث جاء علي لسانه أن الخسائر الأولى تقدر بأكثر من 100 مليون يورو ، وطالب الحكومة رسميًا بإعلان حالة الطوارئ.
وتوقف رئيس الدولة سيرجيو ماتاريلا ، في ميلانو لحضور حفل افتتاح بطولة العالم للمبارزة ، وتحدث ماتاريلا مع رئيس البلدية جوزيبي سالا ، وقال له الأخير: “أعتقد أن العاصفة التي ضربت لومباردي يمكن اعتبارها الأشد منذ عدة عقود”.
كما علق رئيس المنطقة ، متحدثًا عن ظواهر لم يسبق لها مثيل من قبل، مثل تلك الأضرار الهائلة التي لحقت بمزارع العنب ودور الحضانة، لدرجة أن المنطقة ، بعد تقدير الأضرار، سو تطلب إعلانها حالة كارثة بالإضافة إلى عدم التقيد بالقانون الذي يستثني الشركات غير المنصوص عليها في التأمين ضد الكوارث من المساعدات.
حرائق في صقلية
ومن باليرمو إلى كاتانيا إلى تاورمينا كان هناك منازل تحاصرها الحرائق ، وشهدت تلك المناطق نزوح ما يقرب من ألفي شخص، وتم العثور علي جثتين متفحمين لمسنين في السبعين من العمر في سينيسي، ووفاة سيدة 88 عاما جراء إصابتها في الحريق .
الجنوب – أيضا – بات ضحية للحرائق التي تسبب فيها الارتفاع المباغت لدرجات الحرارة حيث حاصرت الحرائق إقليم صقلية اندلعت ليلة الإثنين الماضى، وأدت إلي حدوث أضرار وتلفيات بالمنازل والممتلكات وإجلاء المئات من السكان إلي المدن المجاورة فرا من ويلات النيران التي كانت كجحيم يتصاعد .
وبدورها دفعت الحماية المدنية، بأكثر من 4000 رجل إطفاء مع المئات من سيارات الإطفاء وعشرات الطائرات الهيليكوبتر في محاولة للسيطرة علي تلك الحرائق وخاصة في مناطق الغابات .
وهكذا باتت إيطاليا محاصرة بين النار والإعصار.. وفيات وجرحى بالمئات وأضرار مادية فى أسؤ كوارث مناخية، جنوبا وشمالا.