إسلام كمال يكتب: تأثير الانقلاب في النيجر على مصر
بيان
النيجر، الدولة المسلمة “الجيب” الفقيرة رغم أن من أكبر المنابع “اليورنيوامية” حول العالم، ودلتا نهرها النيجر من أخصب الأراضي بأفريقيا، تعيش أجواء انقلاب غامض في الساعات الأخيرة، على خلفيات عدة منها، انتقال عدوى الانقلابات في إقليم الساحل والصحراء بالوسط الأعلى وغرب إفريقيا، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون ذلك بعيدا عن أجواء القلق التى تعيشها جارتها مالى، منذ الانقلاب الأخير بها، وهى مسلمة هى الأخرى، والأعراق الأفريقية فيها تتحالف مع داعش الإفريقي وميلشيا فاجنر الروسية، التى تحيطها علامات استفهام كثيرة عقب التوتر بينها وبين النظام الروسي!
داعش الإفريقي وبوكا حرام، دمر هذا الإقليم تماما، خلال الربع قرن الأخير، فدولة مثل بوركينا فاسو، لا يسيطر نظامها الانقلابي أيضا سوى على ٦٥% منها، والباقي لداعش وغيره من العروق الإفريقية، التى كونت لها ميلشيات مع ظهور داعش للدفاع عن نفوذها وتحولت لدولة داخل الدولة.
ونفس الأجواء تقريبا تعيشها نيجريا هذه الدولة البترولية والغازية الكبري ، التى تهتم بها أوربا مؤخراً لتوفر البديل الغازى فيها، مع توقف المد الغازى الروسي، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، مع مشروع الأنابيب الغازية الممتدة من نيجريا للمغرب ومنها لأوربا، وتمر ب١١ دولة في طريقها، من المفروض أن تنقل هذه الأنابيب حياة دول المرور، وتقل توتراتها في حماية هذا الخط المنتظر.
ولبوركينا ومالى والكاميرون ونيجريا والنيجر نموذج مشابه في تشاد، بالذات بعد وفاة الرئيس التشادى ديبا وصعود ابنه للحكم وسط رفض شعبي وسياسي بدعم أجنبي وإسرائيلى، فيما تمتد الانقلابات حتى أفريقيا الوسطى، وتحاصر السودان التى تتحول لدولة فاشلة هذه الأجواء السوداء لتزيد من احتمالات تعميم الفوضي، وكل هذه التفاعلات ليست بعيدة عن مصر لكونها تقع في الحظيرة الإفريقية الخلفية البعيدة والقريبة.. لذا لزم التنويه.
ولا يمكن إنهاء التحليل المعلوماتى عن الأوضاع في هذه المنطقة المهمة من إفريقيا دون الإشارة إلى أنها على الرادار الإسرائيلي بقوة، وهناك تواجد أجنبي منوع فيها، مع التراجع الفرنسي فيها بشكل ما، مع تواجدات جديدة للإماراتيين فيها، ليس أبرزها المستشفي الميدانى في الحدود التشادية السودانية المثيرة للتساؤلات، بل هناك تواجد واضح في منطقة أزود الانفصالية بالحدود المالية الجزائرية.