عبدالله حسن يكتب: روسيا وإفريقيا والمصالح المشتركة

نشر الكاتب الصحفى الكبير عبدالله حسن اليوم السبت 29 يونيو الجارى مقالا بعنوان: “روسيا وإفريقيا والمصالح المشتركة” فى صحيفة “أخبار اليوم” وهذا نصه:

في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثاني علي التوالي انعقدت القمة الروسية الإفريقية في مدينة سان بطرسبرج الروسية بمشاركة ٤٩ دولة إفريقية بينها ١٧ رئيسا في مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإضافة لرؤساء حكومات ومنظمات إفريقية والإتحاد الإفريقي.

وتعتبر هذه القمة هي الثانية التي تعقد بين روسيا وإفريقيا حيث عقدت القمة الأولي منذ أربعة أعوام عندما كانت مصر ترآس الاتحاد الإفريقي وعقدت هذه القمة بالتنسيق والتعاون بين مصر وروسيا في مدينة سوتشي الروسية.

وانتهز الرئيس الروسي فرصة هذه القمة ليرد في كلمته في الجلسة الافتتاحية علي الشائعات التي ترددها أوكرانيا حول قراره بالخروج من اتفاقية الحبوب ومنع تصدير حبوب أوكرانيا وتأثير ذلك علي الدول الإفريقية وقال “إن ٢٠٪؜ من احتياجات العالم من الحبوب تقدمها روسيا بينما أوكرانيا تنتج ٤٪؜ فقط”.

وقال إن بلاده قادرة علي توفير احتياجات إفريقيا من الحبوب وإنها ستقدم صفقات مجانية من الحبوب وتؤمن وصولها لعدد من الدول الإفريقية وتواصل مشاركتها في تنفيذ العديد من المشروعات المهمة في مجالات الطاقة والغاز والكهرباء والسكك الحديدية.

كما تواصل جهودها لدعم العديد من المشروعات في مختلف المجالات، مشيرا إلي مشاركة روسيا في بناء منطقة صناعية كبري في مصر في منطقة قناة السويس وإنشاء أول مفاعل نووي للأغراض السلمية في مصر وتنفيذ العديد من المشروعات الصناعية المتطورة في العديد من الدول الإفريقية لسد احتياجاتها والمساهمة في تطويرها وضمان خروج البضائع إلي منطقة الخليج ودول الجنوب في إفريقيا والعديد من الدول الإفريقية.

وقال إننا مستعدون لتقديم كافة خبراتنا في مختلف المجالات التجارية والزراعية لتحقيق التكامل الإقتصادي والتجاري مع إفريقيا ومستعدون لتنفيذ المشاريع الدراسية والتعاون الثقافي ونشر تعليم اللغة الروسية ونخطط لزيادة أعداد الطلبة الأفارقة للتعليم في روسيا في مختلف المجالات.

وأضاف “كما أدعو الشباب الأفارقة لزيارة روسيا العام القادم للمشاركة في المهرجان الرياضي الكبير الذي يقام في مدينة سوتشي الروسية” .

ولاشك أن هذه القمة الروسية الإفريقية والكلمات التي ألقاها القادة الأفارقة والمباحثات الجانبية التي أجراها الرئيس الروسي علي مدي اليومين الماضيين مع الرؤساء الأفارقة ستكون بداية للمجتمع الدولي للتحرك بجدية لإنهاء الحرب العبثية الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا ووقف الدمار والخراب الذي يتزايديوما بعد يوم ويتفرغ الجميع للبناء والتنمية لصالح البشرية في كل مكان .