رئيس حزب تركى يحذر من حرب داخلية بين الأتراك واللاجئين السوريين

 

 

 

حاوره: أشرف التهامي

حذر السياسى التركى أوميت أوزداغ، رئيس حزب النصر في تركيا ، من “حرب أهلية” بين السوريين والأتراك في تركيا في حال لم تتم إعادة اللاجئين إلى بلدهم، قائلا إنه مستعد للذهاب إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد للاتفاق على آلية تعيد نحو خمسة ملايين سوري، بينهم ثلاثة ملايين شخص مسجلون في تركيا.
وأوضح أوزداغ أنه وضع مع المعارضة التركية، التي خسرت انتخابات شهر مايو/أيار الماضي، خطة لإعادة اللاجئين السوريين مدتها سنة، تتضمن عودتهم بالتزامن مع انسحاب الجيش التركي من سوريا ودعم الجيش السوري لقتال “حزب العمال الكردستاني”الانفصالي في سوريا.
وقال إن تركيا تضم 13 مليون لاجئ من عدة دول حول العالم، وأن اللاجئين أصبحوا “قضية وجودية لتركيا ولا بد من حلها”، لافتا إلى أن تركيا أصبحت “رواندا أوروبا”، كما هو الحال مع رواندا التي وقعت اتفاقا مع بريطانيا لاستقبال اللاجئين غير الشرعيين وغير المقبولين.
وتوقع أوزداع حصول انتخابات رئاسية مبكرة في تركيا، وربما خلال 18 شهرا، لأن أردوغان “لن يكمل ولايته لخمس سنوات، بل سيدعم ترشيح أحد المقربين له في الانتخابات المبكرة”، قائلا إنه سيرشح نفسه في هذه الانتخابات عندما تبدأ.
وفى التالى نص الحديث الذي أجريناه في مقر حزب النصر في أنقرة مع أوزداغ:

اللاجئون السوريون
اللاجئون السوريون

 ما رؤيتك لموضوع اللاجئين؟

– في تركيا، نحو 13 مليون لاجئ من مناطق مختلفة حول العالم. لدينا خمسة ملايين سوري ومليونان أرقاما غير رسمية. أي سبعة ملايين سوري في تركيا. مليونان من أفغانستان، ومليونان من أفريقيا. كلهم معا نحو 11 مليونا، ومليونان يعيشان في تركيا من باكستان والعراق وإيران ومصر واليمن ودول أخرى.
هذا تهديد جدي لتركيا. تهديد اقتصادي لأنها تنفق الكثير من الأموال علـى اللاجئين. تهديد لتركيا لأنه إذا بقي هؤلاء في تركيا لوقت طويل، فإن النسيج الاجتماعي لتركيا سيتغير.
إنه لأمر مستحيل على أي أمة أن تدمج 13 مليونا ضمن هويتها القومية. هذا مستحيل. لذلك نحن في حزب النصر، لسنا أعداء للسوريين أو الأفغان. في الحقيقة، نحن أصدقاء للشعب السوري، لأننا نتمسك بوحدة الأراضي السورية، فإذا تقسمت سوريا، فإن هذا سيؤدي إلى مشاكل جيوسياسية لتركيا. نعرف أنه بعد الحرب الأهلية في العراق، تأسست كردستان الانفصالية في شمال غربي العراق. الآن، الأكراد يريدون تأسيس كردستان انفصالية ثانية في القسم الشمالي لسوريا. هذه الخطة ترمي إلى تأسيس “كردستان العظمى”الانفصالية.
لاحظنا تطهيرا عرقيا في شمال سوريا، “حزب العمال الكردستاني”، الانفصالي و ”وحدات حماية الشعب” الإرهابية الكردية أجبرا العرب والتركمان وبعض الأكراد المعارضين لهما، كي يغادروا قراهم ويأتوا إلى تركيا.
ويدعم حزب النصر وحدة الأراضي السورية، ونريد أن نرسل السوريين إلى بلدهم. هذا لن يكون على طريقة ستالين (الزعيم الروسي جوزيف ستالين)، أي لن تكون إعادة جبرية، بل سنؤسس السلام مع الدولة السورية، وسنطلب من السيد الرئيس بشار الأسد أن يقبل عملية رقابة من قبل الأمم المتحدة.

في اتفاقكم مع كليشدار أوغلو في الدورة الثانية من الانتخابات، في المادة الثالثة، قلتم إنكم سترسلون السوريين إلى بلادهم. ما الخطة التفصيلية لإعادتهم؟

– سوريا وإيران وتركيا وقعت اتفاقا ضمن عملية آستانة، قبلت فيها بعودة كل السوريين الذين يعيشون في تركيا إلى بلدهم، عندما يتمكنون من ذلك. نحن نقبل اتفاقية آستانة. وسنقوم بزيارة السيد الرئيس بشار الأسد ونقول لهم: سنرسل السوريين خلال سنة إلى بلدهم.
وعندما يعودون سنحميهم من أي انتهاكات لحقوق الإنسان. هذا جيد للدولة السورية. لذلك، يجب أن نؤسس عملية لمنع الانتهاكات الحقوقية تحت مظلة حقوق الإنسان، وتركيا ستنضم إلى العملية وسنطلب من روسيا أن تنضم، وسوريا يمكن أن تدعو دولا من الاتحاد الأوروبي للانضمام إلى عملية الرقابة لثلاث سنوات. علينا أن نضمن حقوق الإنسان للاجئين السوريين في سوريا.
ثم نعود إلى تركيا ونقول للسوريين في تركيا إن الحرب الأهلية انتهت وعليكم أن تعودوا إلى بلدكم، وسنوقف الدعم المالي وسنوقف الدعم الصحي والاجتماعي. هذه سنتكم الأخيرة في تركيا وسنساعدكم في عملية التنقل للعودة إلى بلدكم. سيكون هذا ضمن إطار القانون الدولي.

أردوغان والأسد
أردوغان والأسد

أنت مستعد للذهاب إلى دمشق للالتقاء بالرئيس الأسد لإعادة السوريين؟

– نعم، إنها الحكومة الشرعية في سوريا.

حتى الآن لم تعترف بشرعية الحكومة؟

– عندما نكون في الحكومة سنكون الشرعية في تركيا، ولن نهتم بموقف حكومة “حزب العدالة والتنمية”الاخوانية.
أنت ولدت في طوكيو اليابانية، وتعلمت في ميونيخ الألمانية، وعملت مدرسا في أميركا، أنت منتج عالمي، لكنك تطالب بطرد المهاجرين من بلادك.

كيف؟

– كنت التركي الوحيد الذي ولد في اليابان، لكن إذا ولد مليون تركي في اليابان، صدقني فإن الشعب الياباني كان سيقول: لا. والدي كان دبلوماسيا تركيا في طوكيو وولدت في اليابان، لم يكن هناك خيار آخر. درست في ألمانيا وعملت في جامعة أميركية، لكن وطني هو تركيا، أحب وطني، لست ضد الثقافة السورية أو العربية ولست ضد العرب.
أحترم الثقافة العربية، لكنني ضد مشاركة السوريين ككتلة في دولة أخرى. نحترم وحدة الأراضي السورية وندعم حق السوريين في العيش في وطنهم الأم. نحن الأصدقاء الحقيقيون للسوريين في سوريا وفي تركيا، لذلك نعمل على أن يعودوا إلى بلدهم وإنهاء حالة اللجوء في تركيا وأن يروا قرى ومدن أجدادهم في سوريا. ولست ضد أن يأتي بروفسور سوري كي يعمل في جامعات تركيا. إننا لا نتحدث عن شخص، بل أعداد غير مسيطر عليها من تدفق اللاجئين. هذا غير مقبول.
كما تعرف فإن الأوروبيين أسسوا جبهة بين تركيا واليونان لمنع تدفق اللاجئين، وأن جيشا أوروبيا قرر إطلاق النار على اللاجئين السوريين في حال اجتازوا الحدود من بيلاروسيا. لكل أمة الحق في الدفاع عن وطنها، وهذا حقنا للقيام بذلك ضد تدفق اللاجئين.

هل سمعت باتفاق رواندا مع بريطانيا. ما رأيك؟

– طبعا سمعت بأن بريطانيا تريد إرسال اللاجئين إلى رواندا. تركيا هي رواندا، ذلك أن الدول الأوروبية تعيد اللاجئين إلى تركيا حسب اتفاق العام 2013.

تركيا هي رواندا الأوروبية؟

– نعم. هذا يستحق أن يكون أهم نقطة. تركيا هي رواندا الأوروبيين.
لماذا؟
– بسبب سوء إدارة حكومة حزب العدالة والتنمية الارهابي وموقفها العقائدي. إن آيديولوجيا “الإخوان المسلمين” الارهابية كان لها دور كبير على السياسة الخارجية لتركيا في العقد الأخير. لسوء الحظ. مثلا، ندعم علاقات جيدة مع مصر والمملكة العربية السعودية. إنني أدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، و ضد ”الإخوان” الشأن المصري شأن داخلي.

وقعتم اتفاقا مع كليشدار أوغلو في الجولة الثانية، لكن خسرتم؟

– لو ربحنا الانتخابات، كنت سأزور دمشق وألتقي بالسيد الرئيس الأسد لنتحد حول العملية الضخمة لإرسال ملايين السوريين إلى بلدهم في سنة واحدة.

ماذا ستعطيه في المقابل؟

– وحدة الأراضي السورية.

ستسحب الجيش التركي من سوريا؟

– نعم.

فورا؟

– سوريا للسوريين.

الحكومة التركية الحالية لديها خطة لإعادة اللاجئين السوريين، وهي تبني وحدات سكنية شمالي سوريا. ما رأيك؟

– ليست خطة جدية.

لماذا ؟

– لا يريدون إعادة السوريين إلى بلدهم. كما قلت يوجد خمسة ملايين في تركيا رسميا، والحكومة التركية تقول إنها ستؤسس وحدات سكنية مع قطر لإرسال مليون سوري. لكن ماذا عن الملايين الأربعة الآخرين؟

هم يقولون إنها البداية؟

– لا يقولون ذلك. إننا ضد الخطة لأننا لا نملك الحق كي نؤسس وحدات سكنية في بلد ثان. سوريا هي بلد ثان، كيف تؤسس وحدات سكنية في دولة ثانية؟ أنا لا أتهكم، بل الحكومة، كيف تؤسس مساكن في دولة أخرى، هذا ضد الاتفاق بين روسيا وتركيا وإيران في آستانة.

أنت تحدثت عن الجيوسياسة، الحكومة التركية لن تسحب جيشها قبل انسحاب أميركا التي تدعم الأكراد الانفصاليين في سوريا، وأنت قلت إنك ضد كردستان الانفصالية في سوريا والعراق؟

– أولا، ليست مهمتنا ولا مهمة الجيش التركي الدفاع عن الأرض السورية، إنها مهمة الجيش السوري. أين الجيش التركي؟ إنه ينتشر في شمال غربي سوريا، ووحدات الشعب الكردية الانفصالية في شمال شرقي سوريا، حسب خريطة سوريا (موجودة على جدار في مكتبه)، وملايين اللاجئين ينتشرون في تركيا.

كيف ستنفذ الخطة عمليا؟

– نعيد اللاجئين إلى سوريا بالتوازي مع الانسحاب التركي من سوريا.

عملية متوازية؟

– نعم إنها عملية متوازية: إعادة اللاجئين والانسحاب التركي، وسيقوم الجيش السوري بالانتشار محل الجيش التركي ومواجهة حزب العمال الكردستاني الانفصالي ، وسندعم الجيش السوري ضد حزب العمال الانفصالي.

هل تؤيد دعمهم عسكريا؟

– الجيش السوري ليس بحاجة لدعمنا، لكننا مستعدون لدعمه.

هل موقفك مؤيد من الشعب التركي؟

– نعم من الشعب ومن الجيش التركي والمخابرات ووزارة الخارجية، لأنهم يعرفون أنه تهديد وجودي بالنسبة إلى تركيا.
بعض المحللين يقولون إنك شعبوي تساير مزاج النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، ولديك مليونان ونصف المليون متابع

على “تويتر”؟

– لن أجيب على هذه الاتهامات السخيفة. إننا نتحدث عن 13 مليون لاجئ في تركيا، نتحدث عن أزمة اقتصادية، نتحدث عن تهديد وجودي وقضية وجودية، وبعض الأغبياء اليساريين العلمانيين يتهمونني، بأنني شعبوي. لدينا قول في تركيا: اذهبوا إلى الجحيم.

تقول إن اللاجئين تهديد وجودي؟

– هم بالتأكيد قضية وجودية لتركيا لأنه إذا بقي السوريون والأفغان في تركيا، كيف سيكون هيكل السكان في تركيا بعد 20 سنة؟ سيكون هناك أكثر من عشرين مليون سوري في تركيا بعد 20 سنة.

ماذا بعد؟

– سيكون هناك “لبننة” (لبنان) بين العرب والأتراك، بين السوريين والأتراك.

تقول إن حربا أهلية ستقع بعد 20 سنة؟

– بالتأكيد، ستكون هناك حرب أهلية سورية – تركية بعد 20 سنة.

لكن معظم السوريين مسلمون وجزء من الثقافة التركية الإسلامية؟

– نحن لا نعيش في أمة إسلامية بل في أمة تركية وطنية. الإسلام ليس كافيا كي يجعلنا معا. إذا كان الدين واللغة كافيين لخلق دولة، لكانت هناك دولة عربية واحدة، لأن كل الدول العربية تتحدث العربية ومسلمة. سوريا ومصر اتحدتا (بين 1958-1961) ولم تتمكنا من الاستمرار في الوحدة لفترة طويلة.

على أي أساس تؤمن بالدولة الوطنية؟ 

– على أساس الثقافة. الثقافة العربية مختلفة عن التركية. الدين جزء مهم، لكنه ليس كافيا. السوريون لديهم وطنهم والأتراك لديهم وطنهم.

إذا عاش السوري لعشرات السنين وصار جزءا من الثقافة التركية، لن تعتبره تركياً؟

– كشخص واحد، ممكن. لكن سبعة ملايين سوري يأتون إلى تركيا، هكذا يكون الاندماج مستحيلا.

الحصول على الجنسية التركية وجواز السفر التركي.. أليس كافيا؟

– بالتأكيد ليس كافيا.

هل ربحت أي مقعد في البرلمان؟

– لا.

لماذا؟ .. لديك هذا التصور، وهذا الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي، لماذا لم تربح أي مقعد في البرلمان؟

– لأن الانتخابات الأخيرة كانت بين الذين يكرهون (الرئيس رجب طيب) أردوغان والذين يحبونه. القضية المهمة لم تكن إرسال اللاجئين إلى بلادهم بل إرسال أردوغان (خارج الحكم). 85 في المئة من المقترعين تدعم إعادة اللاجئين إلى بلادهم. هم يرون القضية لاحقا، لكن الانتخابات الحالية تخص مستقبل أردوغان.

نجح في جعل الانتخابات حوله والمعارضة فشلت؟

– نعم هو نجح والمعارضة فشلت. ونحن في المعارضة لم نحصل على دعم وسائل الإعلام، وكان هناك حظر علينا. لم يسمح لي إلا بمشاركة في برنامج واحد خلال شهرين. كما لم تكن لدينا وسائل دعم مالي كافية. لم يكن متاحا لدينا سوى وسائل التواصل الاجتماعي.

يقولون إن تركيا تذهب إلى حقبة جديدة، “الأردوغانية” مثل “الأتاتوركية”؟

– لا أظن ذلك. أعتقد، خلال 18 شهرا ستكون هناك انتخابات رئاسية جديدة.

18 شهرا؟

– نعم. أردوغان سيترك الرئاسة وسيدعم انتخابات رئاسية مقبلة وسيدعم رجلا شابا قريبا جدا منه.

فيدان حقان؟

– لا. أقرب لأردوغان من فيدان. 

صهره؟

– لن يتمكن أردوغان من حكم تركيا في السنوات الخمس المقبلة. تركيا تواجه أزمة اقتصادية حقيقية، وأردوغان لن يحل المشكلة. أردوغان سيكون قادرا على تأجيل الأزمة لبعض الأشهر، لكن الأزمة ستضرب الذين صوتوا لأردوغان. لو جاز الحديث عن “الأردوغانية”، فإنها تقترب من خريفها.

تتوقع انتخابات رئاسية مقبلة؟ تستعد لها؟

– أنا أستعد للانتخابات المقبلة خلال 18 شهرا أو 24 شهرا. أردوغان لن يكمل ولايته من خمس سنوات. وستحصل انتخابات رئاسية مبكرة.

طالع المزيد:

إدارة شمال وشرق سوريا تطلق مبادرة سلمية لحل الأزمة السورية

«وزراء العدل العرب» ينتخب السعودية رئيسا ويستعرض اتفاقيات الإرهاب واللاجئين وغسيل الأموال

زر الذهاب إلى الأعلى