أحمد عنتر يكتب: محمد بن زايد.. أي إنسان هذا؟

بيان

في سمت أخوي استثنائي، يجول الرجل الكبير باسما، عريق الملامح، لكنه لين القسمات، طيب الإطلالة، بشوش المنظر، يبتسم لمدينة العلمين وبهائها فتزداد المدينة بهاء وعنفوانا، ثم يشرق بروح الشباب فيلتقط مع الجميع الصور، كأنه منهم وهم منه، دون حراسة أو اعتبارات أو تحفظ وتقييد، وإن هذا ـ لعمري – ليجمع كل صفات القائد الناجح، القريب المتلطف، البشوش اللين، طيب الخاطرة، عظيم التفاعل، ذلك ما يلخص بقوة مشهد ظهور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات في العلمين الجديدة.

الرجل الكبير جمعه لقاء، وصفه الجميع، رسميا وشعبيا، بالأخوي، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، فالقائدان بينهما توافق إداري وسياسي، لكن التوافق الشخصي والأخوي والإنساني يبدو أكثر عمقا وأصالة، خاصة أن السياسييّن ينتهجان نهجا واحدا ورؤية متوافقة للنهضة ببلديهما الشقيقين، وسط تسارع الأزمات العالمية، وتشعبها، واستفحال بعضها وشراسته، وهو ما يزيد من مسؤولية كل منهما تجاه الوطن والمواطن.

وظهور عطاء محمد بن زايد، يغني عن إظهاره، فالجميع، دون استثناء، يلمس أعماله وإنجازاته الإنسانية، فالرجل يرى دائما ويؤكد ويشدد على أن “الإنسان هو الهدف والغاية”، الإنسان بذاته المجردة من أي تعريفات أخرى أو انتماءات عرقية أو عقدية، فإنسانية بن زايد كاملة شفافة نافذة، لا عنصرية فيها، إذ امتدت بيده، يد الخير الإماراتية إلى أكثر من 135 شعبا حول العالم خلال عام 2020، خلال أزمة كورونا ووسط جل ذروتها.

ذلك الشعور الإنساني المنزه عن التمييز يظهر في جولات الرجل الكبير، إذ يظهر متواضعا مترفعا عن العنصرية، يشمل بتفاعله الصغير والكبير، بل لا يميز حتى في حياته العادية في تعاملاته بين مختلف الأديان والأعراق والجنسيات، لذا كان متوقعا أن يلقى ذلك التسامي وتلك الروح، امتنانا ومحبة وتقديرا من كل البشر وكافة المنظمات، وهو ما جعل اسم بن زايد محطا للتكريم ومحلا للاحتفاء ومنزلا للأوسمة عبر سنوات طويلة، وبينها أو أكثرها وضوحا وسام “رجل الإنسانية”، الذي منحته إياه مؤسسة الفاتيكان في 6 يوليو 2021، تقديراً للجهود الإغاثية والإنسانية، التي يقدمها للبشرية، والتي وصلت إلى قمتها في أثناء جائحة كورونا.

محمد بن زايد، ودون مزايدة، تبنى مبادرة “الأخوة الإنسانية” رمزا لاتحاد البشرية، وإشارة إلى أنه لا نجاة للكون إلا بأن ينبذ البشر بإنسانيتهم الصراعات والتخبطات، وأن يتجنبوا بتآخيهم الخلافات والحروب، فيتحقق بينهم الاتساق والتفاهم والتواصل والشمول، مع التنوع والتعدد والتمايز في الوقت نفسه، وهي الفلسفة التي قامت عليها، وأطلقت على أساسها، وثيقة الأخوة الإنسانية من أرض الإمارات في 4 فبراير من العام 2019، بمشاركة الإمام الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، لتتحول تلك المناسبة إلى يوم عالمي يُحتفى به دوليا كل عام.

رئيس الإمارات يفيض عطاءً كمسؤول، لكنه فوق كل ذلك ينثر البهجة كإنسان، أينما حل، فالرجل رغم قدره، بسيط، ورغم منصبه ليّن، حاضر الطرفة، شديد القرب من الجميع، لا يميز في تعاطيه مع أحد، ولا يتجاهل مُطالبةً، ولا يتقهقر أمام احتياج، وهو بحضوره في العلمين الجديدة كان قريبا من شعب مصر المتقارب معه في سماته وسمته، شعب يحتفي بالضيف ويقدر الآخر، ويحترم الطيبين أبناء الأصل والمروءة.

اقرأ أيضا:

المقال الذي قلب إسرائيل.. توماس فريدمان يفضح الوجه الحقيقي لتل أبيب  

زر الذهاب إلى الأعلى