أمه مصرية وحماته عراقية وزوجته استرالية ونجا من مجزرة اغتيال أسرته.. سليمان فرنجية رئيس لبنان المحتمل

 

 

 

سردية: أشرف التهامي

الأربعاء القادم 17 أغسطس الحالى من المحتمل أن يتم انتخاب رئيس لبنان القادم.

والرئيس المحتمل من ضمن المطروح اسمائهم شخص مقرب من حزب الله، وصديق طفولة للرئيس السورى بشار الأسد، ومن قبله أخيه الراحل باسل، وتشير سيرته الشخصية إلى أن أمه مصرية وحماته عراقية، وزوجته المتمتعة بجمال محسود، عاشت طفولتها ومعظم شبابها في استراليا، وتحمل جنسيتها.

أما هو، فعاش منذ الصغر يتيم الأبوين، لا أخت له في الدنيا ولا أخ، لأن عائلته بكاملها قضت نحبها عند الفجر في مجزرة هستيرية الطراز ودموية، حين كان فتى عمره 13 سنة.

عن سليمان فرنجية الذي قد يصبح الرئيس الثالث عشر للبنان بعد الاستقلال، نكتب.

سيرة أسطورية

ووفق ما وجدنا في سيرة حياته، بعد البحث، فأن والداه وأخته الوحيدة، ومعهم 29 آخرون من أهالي بلدة إهدن في الشمال اللبناني، قتلوا بالرصاص والسكاكين والحراب في المجزرة التي لم تنقذه منها إلا مشيئة الله، ذلك لأنه لم يكن في البيت يوم حدثت قبل 45 سنة، ولكنه كان عند جده، رجا السياسة نائب لبرلمان لمرتين، والوزير 7 مرات، والرئيس الذي انتخبوه للمنصب في 1970 بفارق صوت نيابي واحد، لتندلع قبل عام من نهاية ولايته في 1976 حرب أهلية انتهت في 1990 قبل عامين من وفاته بعمر 82 سنة، فورث حفيده جين زعامته، كما ورث اسمه سليمان حين ولد قبل 58 عاما.

سليمان فرنجية الحفيد، لم يمارس أي عمل آخر غير النيابة التي أدخلته إلى البرلمان اللبناني نائبا عن قضاء زغرتا في 1991 لأول مرة، إضافة إلى منصب وزير للإسكان بعد عامين في حكومة الرئيس الراحل رشيد الصلح. وقبل النيابة بعام قام بتوحيد “ميليشيا المردة” بعد تنحية عمه روبير فرنجية عن القيادة، ثم أصبحت “الميليشيا” تيارا سياسيا يقوده منذ ذلك الوقت.

أما الهوايات فكثيرة، منها الصيد والغطس والتصوير، مع ميل كبير لحماية البيئة، حمله قبل 2008 على غرس أكثر من 600 ألف شجرة بين بلدتي زغرتا وإهدن في الشمال اللبناني.

وسمى ابنه الثاني باسل

وقبل الصداقة مع بشار الأسد، كان فرنجية صديقا كبيرا لشقيقه الراحل باسل، الذي استشهد بحادث سيارة كان يقودها في منتصف 1994 على طريق مطار دمشق، وهي صداقة امتدت من الجد الذي كان يصطحبه في رحلات إلى دمشق لزيارة صديقه الرئيس الراحل حافظ الأسد، وهناك كان الحفيد يقوم برحلات صيد مشتركة أيضا مع الابن البكر للرئيس السوري.

وتطورت الصداقة إلى درجة أن أطلق فرنجية اسم باسل على مولوده الذكر الثانى في عام 1992 من زوجته التى اقترن بها في 1983 حين كان عمره 18 سنة، وتدعى ماريان سركيس، وقد انفصل عنها في 2003 بطلاق، تلاه زواجه بعد أسبوع من المذيعة التلفزيونية ريما قرقفي، أم ابنته، التى تبلغ الآن فى عمرها الـ 16 عاما واسمها فيرا، على اسم والدته القتيلة في المجزرة.

 

فرنجية وابنه البكر مع الأمين العام لحزب الله، فرنجية مع الأسد، ومع شقيقته قبل المجزرة
فرنجية وابنه البكر مع الأمين العام لحزب الله، فرنجية مع الأسد، ومع شقيقته قبل المجزرة

 

أما ابنه البكر من زوجته الأولى التي يصعب العثور على صورة لها، مع أننا بعصر التكنولوجيا في القرن الواحد والعشرين، فأبصر النور في 1987 وسماه على اسم أبيه، طوني فرنجية، النائب والوزير الذي قتلوه طعنا برمح بندقية في منزله بالمجزرة التي قتلوا فيها زوجته، وكانت مصرية اسمها فيرا قرداحي، ومعهما قتلوا ابنتهما الوحيدة جيهان، وكان عمرها أقل من 3 سنوات، ومنذ تلك الفاجعة عاش سليمان فرنجية دائما في بيت ليس بيته، وبلا عائلة، بل عند جده وأحيانا ببيت عمه، في يتم كامل تماما.

عند الفجر قتلوا كل عائلته

أبوه القتيل طوني فرنجية، انتخبوه في 1970 نائبا لأول مرة، وبعدها اختير وزيرا في 1973 للبرق والبريد في 3 حكومات متعاقبة، وهو المؤسس عام 1969 لما سماه “ميليشيا المردة” التي قادها منذ 1975 في معارك بداية الحرب الأهلية اللبنانية، متحالفاً مع “الجبهة اللبنانية” ضد “الحركة الوطنية اللبنانية” المدعومة ذلك الوقت من الفلسطينيين، لكن خلافاً بينه وبين قوى رئيسية في “الجبهة” حمله على الانفصال عنها، فوقعت مناوشات بين الطرفين، انتهت بمقتله حين كان عمره 37 عاما في “مجزرة إهدن” الشهيرة.

كل شيء حدث عند الفجر، تحديدا في الساعة الرابعة و40 دقيقة من فجر 13 يونيو 1978 حين كان سليمان الصغير في منزل جدّه بمدينة جونية، القريبة 20 كيلومترا من بيروت.

أما في منزل العائلة ببلدة إهدن البعيدة في الشمال اللبناني 110 كيلومترات عن العاصمة، فكان ذلك الفجر الحار مختلفا تماما، حبث قام عناصر، قيل إنهم كانوا بقيادة سمير جعجع من “القوات اللبنانيّة” فى ذلك الوقت، بقتل 29 زغرتاوياً من أنصار أبيه طوني فرنجية، ثم اقتحموا عليه بيته وقتلوه بداخله هو، وزوجته وابنته الصغيرة.

فرنجية طفلا مع شقيقته التى تصغره وفى اليسار مع والدته قبل المجزرة
فرنجية طفلا مع شقيقته التى تصغره وفى اليسار مع والدته قبل المجزرة

سيرة ريما

وعن زوجته الحالية (الزوجة الثانية)، ريما قرقفي، فهي مذيعة سابقة بمحطة تليفزيون (LBCI)  في “المؤسسة اللبنانية للإرسال” وكان سليمان فرنجية وزيرا للصحة في 2003 حين اقترن بها بعد أسبوع من حصوله على وثيقة من المحكمة الروحية المارونية بلبنان، موقعة من الفاتيكان، تسمح بطلاق تقدم بطلبه قبلها بعامين من زوجته التى اقترن بها طوال 17 عاما، ماريان سركيس، والتي وجدنا صورتها صدفة في حساب “فيسبوكي” لامرأة فلبينية كانت تعمل خادمة قبل الطلاق في قصر العائلة ببلدة اهدن.

ريما قرقفي فرنجية، هي ابنة ماريا وبشارة قرقفي، وغادرت طفلة مع عائلتها إلى الغربة في أستراليا، حيث أقارب والدتها، وهناك تخصصت بالعلوم الاقتصادية، وعادت في 1993 لتصبح بعد عام مذيعة تلفزيونية في لبنان، ثم زوجة لزعيم “تيار المردة” لفتت الانتباه إلى جمالها دائما، إلى درجة أنها سجلت في منتصف 2012 أعلى نسبة إعجاب في “فيسبوك” بالوسط السياسي والاجتماعي اللبناني، متخطية زوجات جميع السياسيين اللبنانيين، على حد ما كتبوا عنها في لبنان.

ووصفوا قرقفي بأنها “خليط آشوري لبناني ساحر” من والدتها العراقية الأشورية، ومن والدها اللبناني، وهي هاوية كبيرة للأناقة البسيطة والماكياج الناعم وتسريحة الشعر الطويل، ولا تتزيّن بالمجوهرات، بل تكتفي بخاتم ذهبي بسيط رمز زواجها، وهي رئيسة “مهرجانات اهدن الدولية” المعروفة باسم “اهدنيات” للاختصار.

الزوجة التي قد تصبح “سيدة لبنان الأولى” لها أخت أصغر منها سنا، تحترف التأليف الأدبى، اسمها ريتا ، ولدت أيضا في أستراليا، ولها شقيقان متزوجان، يدعيان فيليب وفادي، ونراهما معها ومع شقيقتها ووالديها في الصورة التي نشرت للعائلة بأكملها، واستمدت من الحساب “الفيسبوكي” لوالدها، رئيس بلدية “الغابات والرويس” المعروفة كمنطقة إدارية في قضاء جبيل، ولا تبعد أكثر من 40 كيلومترا عن بيروت.

طالع المزيد:

روسيا تقوى نفوذها فى لبنان.. ميناء جديد وسوق تجارية فى مواجهة العقوبات الأمريكية

 

زر الذهاب إلى الأعلى