“بيبى ستوكهولم” سجن عائم يتم فيه احتجاز طالبى اللجؤ لبريطانيا.. فيديو

كتب: على طه

اتهم نشطاء الحكومة البريطانية بسؤ معاملة طالبي اللجوء “كبشر”، من خلال إيوائهم فى أحدى العائمات الضخمة (سفينة بيبى ستوكهولم) بعد تحويلها إلى مركز إقامة لطالبي اللجوء، وإعاشتهم فى أحوال مزرية.

وتفجرت القضية التى أثارت اهتمام وسائل الإعلام فى بريطانيا، وخارجها على أثر العثور على بكتيريا الليجيونيلا في نظام المياه في السفينة، حسب “سكاى نيوز”.

ما القصة؟

“بيبي ستوكهولم”، عباّرة عن سفينة ضخمة، يبلغ طولها 93 مترًا وعرضها 27 مترًا ، مكونة من 222 مقصور، وطاقتها الاستعابية من الركاب تصل إلى 500 شخصا، وهى أشبه بالسجن، حيث ممراتها ضيقة، وتحيط بها من الخارج أسوار معدنية بارتفاع 20 قدمًا،
وترسو هذه السفينة – الآن – في ميناء بورتلاند جنوب انجلترا، ، بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
وخلال الفترة من 1994 إلى 1998 استخدمت “بيبي ستوكهولم” في ألمانيا لإيواء المهاجرين والمشردين، كما استخدمتها هولندا عام 2005 لإيواء اللاجئين.
والسفينة، التي تم تحويلها إلى مركز إقامة لطالبي اللجوء إلى بريطانيا، يتم الاستعاضة بها عن تسكينهم في الفنادق حيث تصل تكلفة إعاشتهم فى هذه الحالة إلى ما يقرب من 6 ملايين جنيه إسترليني يوميًا.

ومع تزايد أعداد طالبي اللجوء، برزت إلى السطح قضية السفينة “بيبي ستوكهولم”، والتى تعتبر عنوانا على سؤ على معاملة المهاجرين، وطالبى اللجؤ، خاصة وأن التاريخ الأسود للسفينة، سجل العديد من أحداث العنف الجسدى والمعنوى التى وقعت على متنها.

تاريخها

ويشير سجل السفينة إلى أنه تم بناءها في عام 1976 وتم ورفع علم باربادوس عليها قبل أن يتم تحويلها إلى بارجة إقامة في عام 1992، كانت تعرف سابقًا باسم: فلوتيل استوكهلم.

وخلال الأعوام من 1994 إلى 1998 ، تم استخدام السفينة لإيواء المشردين ، بما في ذلك بعض طالبي اللجوء ، في هامبورج بألمانيا.

وفي عام 2005 ، بدأت هولندا في استخدامها لاحتجاز طالبي اللجوء في روتردام ، وفي عام 2013 ، استخدمت، شركة “بتروفاك” السفينة كسكن لعمال البناء في مصنع غاز شتلاند ، وخلال هذا الوقت رست السفينة فى ليرويك باسكتلندا البريطانية، ومنها إلى إيرلندا حيث تم رقض تحويلها إلى سكن لإيواء الطلاب.

وأخيرا ، وفي شهر أبريل من هذا العام 2023 ، أعلنت الحكومة البريطانية عن خطط لاستخدام السفينة لإيواء طالبي اللجوء، ورست السفينة في ميناء بورتلاند في دورست البريطانية، وبدأت فى استقبال طالبى اللجؤ لتتفجر المشاكل.

عنف جسدى ومعنوى

فى تاريخ السفينة العديد من وقوع حوادث العنف الجسدى، من المشاجرات ، إلى حوادث الاغتصاب، كما شهدت عام 2008 حالتي وفاة لشخصين عربيين نتيجة رداءة العناية الصحية المقدمة لهما.

أما العنف المعنوى فيتمثل فى بناء السفينة التى تشبه “سجن”، بحسب صحيفة التليجراف، البريطانية، إضافة إلى مشاكل أخرى عديدة، بدءًا من تأخر الإصلاحات، وصولًا إلى الاكتشافات الصحية المثيرة للقلق.

وأضافت “الصحيفة البريطانية” أن الأحداث التى اكتنفت هذه السفينة، قد أثارت غضب العديد من النواب البريطانيين، الذين وصفوا الوضع بأنه “مثير للسخرية” و”عار”.

وأكدت “التلجراف” أن تساؤلات أثيرت حول السماح للمهاجرين بالصعود إلى السفينة قبل الحصول على نتائج الاختبارات البكتيرية، وسبب نقل بعض طالبي اللجوء إلى السفينة، حتى بعد أن تم إبلاغ مسؤولين في وزارة الداخلية البريطانية بوجود بكتيريا الليجيونيلا على السفينة.

الأرقام

وقالت “الجارديان” إن عدد المهاجرين الذين يعبرون قناة المانش ، حسب الإحصائيات، قد تجاوزةا المائة ألف شخص، منذ عام 2018، حتى الآن.

طالع المزيد:

بريطانيا ترّحل اللاجئين إلى روندا وتدفع لها 210 ألف دولار عن كل رأس

 المخدر الأكثر انتشارا في مخيمات اللاجئين العرب بأوروبا

وسجلت الأرقام أنه في يوم واحد فقط، وصل 755 شخصًا على متن 14 قاربًا صغيرًا، إلى بريطانيا، هذا التطور المقلق يظهر الضغوط المتزايدة على الحكومة البريطانية، وفى نفس الوقت يؤكد الحاجة إلى أن يتم التعامل مع هذه القضية بطريقة أكثر إنسانية وفعالية.

وفى هذا الصدد يرى الرئيس التنفيذي لجمعية “كير فور كاليه أن “إيواء أي إنسان في سجن عائم مثل بيبي ستوكهولم هو أمر غير إنساني، محاولة القيام بذلك مع هذه المجموعة من الناس أمر قاسٍ بشكل لا يصدق، حتى مجرد تلقي الإشعارات يسبب لهم قدرًا كبيرًا من القلق”.

زر الذهاب إلى الأعلى