محمد أنور يكتب: هيكل سليمان وبني إسرائيل

بيان

تمتد يد الخراب إلى هذا الهيكل مرات عديدة؛ إذ كان هدفًا دائما للغزاة والطامعين، ينهبون ما به من كنوز، ثم يشيعون فيه الدمار.

أنفق الملك سليمان في بناء الهيكل وزخرفته في أورشليم، لأنه مركز العبادة اليهودية، ورمز من تاريخ اليهود، واحتاج في ذلك إلى أكثر من 180ألف عامل، ومدة سبعة سنوات من العمل المتواصل، حتى تكامل الهيكل وأصبح أية من آيات الدنيا في ذلك الزمان.

قام أحد الملوك بتجديد الهيكل بعد أن امتدت إليه يد الخراب، واستغرق بناء الهيكل هذه المرة 46سنة ليصبح صرحا ضخما تحيط به ثلاثة أسوار هائلة.

أقام سليمان الهيكل وكان الغرض الأصلي من بنائه، هو عبادة الله- سبحانه وتعالى- فيه، حتى اعتدت عليه اليهود وعلى قدسية الهيكل، وأهانوا رونقه وبهائه، وأحالوه إلى أسواق للبيع والشراء؛ فبعث الله- سبحانه وتعالى – من دمر الديار ودمره معها.

يذكر المفسرون ما كان من أمر هدم هيكل سليمان وخراب بيت المقدس؛ فيقولون: “أوحى الله تعالى إلى نبى من أنبياء بني إسرائيل يقال له ارميا حين ظهرت فيهم المعاصي: أن قم بين قومك وأخبرهم، أن لهم قلوبا ولايفقهون واعينا ولا يبصرون، وآذانا ولا يسمعون.. تذكر الدواب أوطانها وتعود إليها، أما هؤلاء القوم، فهم يهجرون وطنهم الحقيقي، وهو جوهر التوحيد..هم إذن شر من الدواب”.

أنكر الأحبار حق الله تعالى، والقراء عبدوا غير الله تعالى، والنساك لم ينتفعوا بما علموا، والولاة كذبوا على الله وعلى أنبيائه، خزنوا المكر في قلوبهم ، وعودا ألسنتهم الكذب، وبطرت الأمراء والملوك نعم الله وآمنوا مكره، وغرتهم الدنيا، ونبذوا كتاب الله ونسوا عهده، فهم يحرفون كتاب الله، ويفترون على رسله ويقتلونهم بغير الحق.

قال ابن كثير نقلا عن إبن عساكر: فياويل إيليا وسكانها، كيف اذللهم للقتل، وأسلط عليهم الأسر، واعيد بعد يجب الأعراس صراخا، وبعد صهيل الخيل عواء الذئاب ، وبعد شرفات القصور مساكن السباع ، ولأدوسنهم بألوان العذاب ، ثم لأمرن السماء فتكون طبقا من حديد، والأرض سبيكة من نحاس، فإن أمطرت لم تنبت الأرض، وإن أنبتت شيئا عليه الآفة، فإن خلص منه شيء في خلال ذلك فبرحمتى للبهائم، فإن دعوا لم أجبهم، وإن سألوا لم أعطهم، وإن بكوا لم ارحمهم، وإن تضرعوا صرفت وجهى عنهم.

تفرق وفر من فر من بنى إسرائيل في البلاد في ذلك الزمان، وظل المكان مقفرا لزمن طويل، حتى أذن الله تعالى لمن بقى من أحفاد القوم بالعودة فعادوا، وخلال هذه الأحداث الدامية كلها.. كان عزير نائما وميتا.. وكان هو الوحيد الذي يحفظ التوارة.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى