د. ناجح إبراهيم يكتب: سلام علي المسيح

بيان
• من لا يعرف “الحب” لن يستطيع أن يكتب حقا ً عن المسيح عليه السلام.. فهو من أعظم رموز وناشري المحبة في الكون كله ليس في زمانه فحسب ولكن في كل الأزمان.. وهو صاحب الكلمة الرائعة الأثيرة “الله محبة”.. فمن لا يعرف المحبة لا يصل إلي الله سبحانه ولا يعرفه حق معرفته.
• فالله هو المحبوب الأعظم الذي تنبثق منه كل المحاب.. فمحبة الأم والأب هي محبة إجلال وتقدير.. ومحبة الزوجة هي محبة شهوة ورغبة مع سكن ومودة.. ومحبة الولد هي محبة رحمة وشفقة وتوجيه وإرشاد.. ومحبة الصالحين هي محبة اجتماع علي الصلاح.. ومحبة الصديق والشقيق هي محبة مودة وإخوة.
• وكل هذه المحاب لا تتعارض ولا تتناقض مع محبة الله.. بل تتكامل معها وتتناغم مع سيمفونيتها.. فلن تحب الله حقا ًحتى تحب هؤلاء جميعا ً.
• وعلي قدر محبتك لله تحب خلقه جميعا ً.. وعلي قدر محبتك لله يتسع قلبك لكل الناس.. الطائع والعاصي, القريب والبعيد, والمحسن والمسيء, الذي أعطاك والذي منعك.
• لا تعجبوا أحبتي.. فإذا غمر الحب القلوب فاض علي الجميع فلم يميز بين من يستحقه ومن لا يستحقه.. إنه استقى الحب الكبير من ربه سبحانه المحبوب الأعظم وسيوزعه علي خلقه دون أن يحجبه ويمنعه عن أحد.
• وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) “لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا”.. وعدد بعض الأسباب التي توجب وتولد وتشحن الحب بين النفوس وعلي رأسها إفشاء السلام بينكم.. وأرى أن معناها أكبر بكثير من مجرد أن يقول الرجل للآخرين “السلام عليكم”.. ولكنه نشر الأمان والطمأنينة والسكينة بين الناس.. أنني أطمأن لكم وتطمأنوا لي, أن أسكن إليكم وتسكنوا إلي ّ, أن آمنكم وتآمنوني.
• لقد بذل المسيح عليه السلام الحب حتى لمن بذل له السيف فقال: “من أخذ السيف بالسيف هلك”.. أي من قابل السيف بالسيف ضاع وأضاع, إنه يسير علي مذهب ابن آدم الأول “لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ” , إنه يريد أن يقدم الوردة في مقابل الشوكة, والبسمة مكان الطعنة.
• ولكن البشرية لم تفهم سر المارد العظيم ذلك “الحب” الذي جاء به المسيح عليه السلام.. فبعضهم أشعل حروبا ً باسمه دامت 171 عاما ً وهو منها براء.. ومحاكم تفتيش تفتش عن الضمائر.. ناسين أنه من أعظم من أحيا الضمائر وجعلها وحدها رقيبة علي الإنسان.

• سلام علي المسيح بن مريم وأمه والمرسلين والحمد لله رب العالمين.

اقرأ أيضا للكاتب:

د. ناجح إبراهيم يكتب: تعلم فى مدرسة الرسول «صلي الله عليه وسلم»

زر الذهاب إلى الأعلى