د. ناجح إبراهيم يكتب: تعلم فى مدرسة الرسول “صلي الله عليه وسلم”

بيان
• أقام الرسول “صلي الله عليه وسلم” مدرسة العدل السياسي والاجتماعي وكتب علي بابها ” وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ” وكان من أعظم خريجيها عمر بن الخطاب – أعظم الحكام علي وجه الأرض – ورائد العدل السياسي والاجتماعي، وكذلك حفيده عمر بن عبد العزيز.
• وأقام مدرسة العلم والقضاء وكان شعارها ” وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيم” وكان علي بن أبي طالب هو أعظم فرسان هذه المدرسة ، وصدق الفاروق في قولته “لولا علي لهلك عمر”فقد كان قاضيه ومستشاره والعالم الذي يرجع إليه عمر في الملمات.
• وأنشأ مدرسة العفو والصفح وكتب علي بابها ” فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” وقد توجت هذه المدرسة الصديق العظيم أبي بكر ليكون إماماً لخريجيها .
• وأقام مدرسة الصلح وكتب علي بابها “وَالصُّلْحُ خَيْرٌ” وليس كما يقول قومنا” والصلح شر”، فالصلح في جميع أحواله وأزمانه وأماكنه هو خير ولا يأتي إلا بالخير, ففي الحديبية كان الصلح فتحاً وكان الحسن بن علي من أعظم فرسانها, فقد أصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين وحقن به الدماء.
• وأنشأ مدرسة الشهادة في سبيل الله ، وكتب علي أبوابها ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” ، وقد توجت هذه المدرسة حمزة بن عبد المطلب “أسد الله وأسد رسوله سيداً للشهداء جميعاً, وتخرج منها آل ياسر الذين حظوا بوسام”صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.
• دشن الرسول “صلي الله عليه وسلم” مدرسة الحلم, وجعل شعارها “لا تغضب لا تغضب لا تغضب”, وكان رائد هذه المدرسة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنها الذي إختصم مع عبدالله بن الزبير فأرسل إليه ابن الزبير كلاماً شديداً فرد عليه بكل حلم, رغم أنه كان خليفة وقتها.
• وأقام مدرسة التغافل وشعارها” عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ” مع رائدها الأول يوسف عليه السلام: ” فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ” ومن أعظم روادها الحسن بن علي, والحسين بن علي, والأحنف بن قيس.
• ودشن مدرسة “كف الأذى” وجعل شعارها “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده” وجعل إماطة الأذى عن الطريق صدقة, وجعلها شعبه من شعب الإيمان, ورائدها ذلك الصحابي الذي رآه النبي في الجنة لأنه أزاح غصنا من شوك كان في الطريق.
• وأنشأ مدرسة “المساواة بين الناس “وجعل شعارها” إنما أهلك من كان من قبلكم أنهم كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد, والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها”, ورائد هذه المدرسة الفاروق عمر رضي الله عنه, الذي ضرب أروع الأمثلة في إقامة هذا المبدأ, حتى أنه كان يحاسب ولاته وعماله أشد الحساب وكذلك أسرته وعمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس العادل.

اقرأ أيضا للكاتب:

د. ناجح إبراهيم يكتب: الدخان الأزرق

د. ناجح إبراهيم يكتب: دم البعوض وفقه الأولويات

زر الذهاب إلى الأعلى