جماعة “جنود الرب” المسيحية تهاجم ملهى للشواذ في بيروت

كتب: على طه
هاجم أفراد غاضبون من مجموعة تطلق على نفسها اسم “جنود الرب” ملهى ليلي في العاصمة اللبنانية، بيروت، واعتدوا بالضرب على المتواجدين بالملهى قبل أن يتدخل الأمن.
الملهى الذى تمت مهاجمته مشهور عنه أنه تجمع للشواذ “المثليين” ، وهذا الهجوم ليس الأول الذى تشنه المجموعة التى تطلق على نفسها مسمى “جنود الرب” ، لمثل هذه التجمعات، فقد سبق وأن تكررت هجماتها على معدد من فاعليات المثليين، منذ عام 2019، هذا العام الذى شهد ظهورها الأول من خلال معارضتها إقامة حفل موسيقي لفرقة “مشروع ليلى”، التي تضم بين أفرادها مثليين والمعروفة بمناصرتها للشواذ.

حضور لافت

وفي ديسمبر من العام الماضي، وخلال احتفال بفوز منتخب المغرب وتأهله إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم، كان لـ “جنود الرب” حضور لافت، لقطع الطريق على الشواذ، وانتشرت صور ومقاطع لأفراد المجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يحملون سيوفاً وصلباناً مسننة، ويرتدون لباساً أسود موحَّداً، خلال سيرهم في شوارع منطقة الأشرفية في بيروت على وقع التراتيل الدينية.
على وقع عبارات التحذير التى توجها الجماعة يبدأ الهجوم على التجمعات الشاذة ، على خلفية عبارات مثل: “هذا محل إبليس يروّج للمثليين في أرض الرب، هذا الأمر ممنوع، ما زلنا نخاطبكم وهذه البداية. حذّرناكم 100 مرة”.

أعضاء فى جماعة جنود الرب
أعضاء فى جماعة جنود الرب

 أحدث الهجمات

وهاجمت الجماعة الأربعاء الماضى، ملهى “Madame om”، الذي استضاف عرضاً “للشواذ” يقال إنه عرض مسرحي كوميدي في المقهى الصديق للمثليين، والذي يستقبل جميع أفرادهم (بغض النظر عن هويتهم الجنسانية أو الجندرية)، تقدمه الفنانتان اللبنانيتان المعروفتان باسم لاتيزبومبي وإيما جريشن، حاصر “جنود الرب” الملهى الموجود بالعاصمة بيروت، وهددوا باقتحامه احتجاجا على وجود المثليين بداخله.

ووصف مدير الملهى فى تصريحات لقناة “الحرة” الأمريكية ما حدث فقال: “حضر ثلاثة أشخاص وبدؤوا، بتصوير ما يحصل داخل الملهى “رغم أنه أمر طبيعي لا يخالف القانون ولا حتى معايير المجتمع، فخرجتُ طالباً منهم التوقف عن التصوير مطلعاً اياهم أنه لا يحق لهم ذلك، حينها رأيت مجموعة كبيرة من ‘جنود الرب’ حيث عرفتهم من وجوههم التي باتت متداولة كثيراً في مقاطع فيديو منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة اعتداءاتهم المتكررة التي طالت العديد من أفراد من مجتمع الميم عين ومن خارجه”.

وسارع مدير الملهى (حسب قوله) ، لتحذير الأشخاص داخله، وواصل روايته قائلا: “وإذ بعناصر جنود الرب يبدؤون بضرب المتواجدين في الخارج، ليحاولوا بعدها اقتحام الملهى، إلا أننا تمكنا من إغلاق الباب قبل أن ينجحوا في ذلك، ولولا تلك اللحظة الفاصلة لكانت حصلت مجزرة”.

ويضيف “استمر حصارهم لنا حوالي الساعة ونصف الساعة، وبعد تدخل أطراف عدة، وتهدئة الأجواء خارج الملهى تمكّن المتواجدون بداخله من المغادرة”.

ونفى مصدر أمني فى تصريحات إعلامية ما يدّعيه مدير الملهى، مشدداً على أنه “عندما تبلّغنا كان الإشكال بدأ، وفور حضورنا، أوقفنا الاعتداء على الأشخاص ومنعنا التعدي على الملهى، وفتحنا محضراً بناء لإشارة القضاء وأي متضرر يمكنه الادعاء”.

“جنود الرب”.. من هم؟

وحسب “الحرة” نقلا عن قائد هذه المجموعة، ويدعى جوزيف منصور، فأن الجماعة التى تطلق على أفرادها “جنود الرب” يعرفوّن أنفسهم بأنهم: “أبناء الرب يسوع، أولاد الكنيسة، كل شخص معمد باسم الأب والابن والروح القدس، هو تلميذ الرب يسوع حسب الكتاب المقدس”، وشدد على أن كل كلمة ينطقون بها مصدرها الكتاب المقدس.

وعن انطلاقة المجموعة والسبب الذي قامت لأجله، قال منصور إن: “جندي الرب أو تلميذ الرب يسوع أو الرسول أو القديس بحسب الكتاب المقدس، لا يحركه موعد أو تاريخ محدد، الروح القدس هي من تحدد توقيت متى تستيقظ بالإنسان وتقوده نحو دوره.. وهذا الأمر حصل بالنسبة لنا عام 2019، والهدف من ذلك هو نشر البشارة بالملكوت الأبدي، وليس لدينا أي هدف أرضي، سياسياً كان أم مالياً أو رتب أو ماديات، كل ذلك ليس من أهدافنا”، ويعتقد منصور بأنه لا ينطق بندائه “بل هو نداء الروح القدس”.
ويضيف زعيم الجماعة إنه توجد “مخططات إبليسية” من أجل حرف جيل كامل من الأطفال وطلاب المدارس، “يُشربونهم أفكاراً غربية تعلمهم الزنا بين الصبي والصبي، وبين الفتاة والفتاة، أفكاراً تكسر قوانين الإله السماوية ووصاياه التي تقول: ‘لا تزن’، بالتالي لا يمكننا القبول بتشريع المثلية”.
ويواصل: “ومع ذلك نحن لا نفرض شيئاً، من يريد أن يزني هو حر، ولكن نحن نقول لهم لا يمكنكم أن تدخلوا هذه السموم في عقول الأطفال والمجتمع، بأساليب إبليسية تحت شعار حقوق الإنسان”.

طالع المزيد:

وشدد قائد المجموعة على عدم تعاملهم مع أفراد من تجمعات الشواذ، قائلا: “أينما كان وفي كل المناطق هناك مثليون حولنا، أين تعرضنا لهم ولو بكلمة واحدة، هل سجل هكذا أمر من قبلنا؟ أبداً لأن تعاليمنا الدينية، تمنعنا من ذلك، والرب يسوع قال لنا ألا ندين كي لا ندان”.

لا علاقة لهم بـ “حزب الله”

وتحاول مصادر إعلام غربية أن تربط ما بين جماعة “جنود الرب” وحزب “القوات اللبنانية” لتسييس المسألة، لكن قائد الجماعة نفى أن تكون لها علاقة بـ “حزب الله” قاءلا: “ولا علاقة لنا بالميول السياسية للأفراد، ولكننا لا نتعاطى بالسياسة أبداً، وإنما ننشر فقط تعاليم الرب يسوع”، وحسب قائد “جنود الرب”، لا تتبع المجموعة أى كنسية في لبنان،
وجدير بالذكر ان لبنان يشهد في الآونة الأخيرة تصعيداً في الخطاب المعادي للمثليين، ويجرّم القانون العلاقات “المنافية للطبيعة” بالسجن لمدّة تصل إلى سنة.

زر الذهاب إلى الأعلى