قبل 8 أشهر صحيفة عبرية حذّرت من حرب في السويداء تدخل إسرائيل طرف فيها
تقرير: أشرف التهامي
قبل ما يقرب من 8 أشهر ، نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريراً ، رجّحت فيه نشوب صدام مسلح جنوبي سوريا في وقت قريب يؤدي إلى “حربٍ صغيرة” وفق وصفها، قد تجرّ إسرائيل لتكون طرفاً فيها.
التقرير المنشور بتاريخ 27/1/2023 فى “هآرتس” حمل عنوان: “حرب صغيرة تلوح في الأفق في جنوبي سوريا قد تجد إسرائيل نفسها متورطة فيها”،
وأشارت”الصحيفة” إلى أن واقع الصدام بين الفصائل الإرهابية المحلية في السويداء من جهة، والقوات الإيرانية و”حزب الله” والروس والقوات السورية من الجهة الأخرى، قد يتطور إلى حرب قد تصبح إسرائيل طرفاً فيها.
وجاء فى التقرير ما يسير إلى أوضاع أبناء الطائفة الدرزية الذين يشكلون غالبية سكان مدينة السويداء القريبة من هضبة الجولان.
كما أوضح أن دروز سوريا لم يحملوا إجمالاً السلاح ضد الدولة السورية ولم ينخرطوا في المعارضة باستثناء قلة، كما تخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم، بينما غضّت الدولة السورية الطرف عنهم إلا أن ذلك كله قد يتغير قريباً.
وبحسب التقرير الذي أشار إلى أن السويداء ودرعا، المدينة التي اندلعت فيها شرارة ما تسمى بالثورة ضد الدولة السورية قبل 12 عاماً، لم تهدآ تماماً. فبين الحين والآخر، تندلع مظاهرات مناهضة للدولة تؤدي إلى اشتباكات عنيفة، كتلك التي جرت في كانون الاول2022 في إحدى بلدات السويداء، وطالبت بإخراج القوات الإيرانية وعناصر “حزب الله” اللبناني المتمركزين بالقرب منها.
وذكر التقرير – أيضا – أن روسيا وإسرائيل توصلتا في مايو 2018 إلى اتفاق تكون بموجبه روسيا مسؤولة عن إبعاد “الحرس الثوري الإيراني” والقوات التابعة له وعناصر “حزب الله” اللبناني، لنحو 85 كيلومتراً على الأقل شرق الحدود مع إسرائيل، ونشر قوات الجيش السوري بدلاً من ذلك على طول الحدود مع إسرائيل.
وأكد التقرير أن الوعد الروسي لم يُنفّذ، حيث تم تحريك مواقع “حزب الله” شرقاً، ولكن ليس للمسافة التي طلبتها إسرائيل، وتمركزت قوات إضافية تابعة للحزب وقوات تابعة لإيران في المناطق القريبة من السويداء ودرعا، مشيرا إلى وجود تقارير تتحدث عن تخطيط إيران لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة تتركز فيها قواتها، بدلاً من أن تتشتت في مواقع منفردة متفرقة.
وأضاف التقرير أنه لم يتم التأكد من دقة هذه التقارير، لكنها أشارت إلى أن الوجود الإيراني في جنوب سوريا منخرط أيضاً في أنشطة إضافية لا تقلق إسرائيل فحسب، بل الأردن أيضاً، لافتا إلى أن مصادر سورية محلية أفادت بأن القوات الموالية لإيران، بالاشتراك مع قوات الجيش السوري، أنشأت معامل في المنطقة لتصنيع مادة الكبتاغون المخدرة. وتسعى إلى تحويل الأردن لبلد عبور، كما يتضح من مصادرة الأردن لنحو 6 ملايين حبة كبتاغون كانت وجهتها النهائية المفترضة دول الخليج.
وناشد الأردن الروس لإيجاد حل، وبالفعل استجابت موسكو بسرعة، وزادت من دورياتها وأقامت مواقع حراسة إضافية على طول الحدود مع الأردن. كما تحاول روسيا تجنيد مجموعات من المقاتلين الدروز من منطقة السويداء لمحاربة تهريب المخدرات، وفقا للتقرير. إلا أن الشيخ يحيى الحجار، قائد “قوات رجال الكرامة”، رفض ذلك ملتزماً مبدأ الحياد، وهذا الموقف لن يمنع أبناء السويداء من مكافحة تهريب المخدرات واعتقال المهربين وتسليمهم للسلطات، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن هذه الخطوة قد تكون غير مجدية “لأن هؤلاء المهربين يعملون، من بين أمور أخرى، في خدمة الدولة السورية أو على الأقل في خدمة القوات الموالية لإيران في سوريا”.
وواصل التقرير أنه في ظل الاختلافات في وجهات النظر بين فصائل السويداء من جهة والقوات الموالية لطهران وقوات الروس والدولة السورية من جهة ثانية، فإن تحول كل ذلك إلى مواجهة عنيفة قد تصبح فيما بعد حرباً إقليمية صغيرة، ليس سوى مسألة وقت، وفق التقرير.
واختتمت صحيفة “ها آرتس” تقريرها بالآتى: “إسرائيل في الوقت الحالي غير معنية بهذا كله، لكن إطلاق صاروخ عرضي باتجاه أراضيها أو أي استفزاز من نوع آخر سيكون كافياً لجرها لهذا الصراع وربما حتى تبادل الضربات مع أحد الطرفين”.
ويؤكد مراقبون أن إسرائيل تخطط للاستيلاء على الجنوب السوري المتمثل بالسويداء ودرعا والقنيطرة، وفى هذا الصدد، سبق وأن أعلن أحد كبار قاداتها أن تركيا في عشر سنوات سيطرت على عشرة أضعاف ما اقتطعته إسرائيل من سوريا في خمسين عام.
كما أن إسرائيل تخشى من انتشار القوات السورية بمشاركة الصديق الإيراني و حزب الله في 58 نقطة وقاعدة عسكرية بالجنوب السوري وعلى الحدود معها..
وجدير بالذكر أن التلويح الأمريكي بعملية عسكرية شرق الفرات، وقطع الطريق الواصل من البوكمال إلي الجنوب السوري مروراً بدمشق، ما كان إلا لتمهيد ما يحدث حاليا بالجنوب السوري وللتمهيد بعزل القوات الإيرانية وحزب الله وتطويقهما لحرب تعد لها إسرائيل منذ فترة.