محمد أنور يكتب: قانون الحب

بيان

ينص قانون الحب على ضمان البقاء والانتظام في سبل الحياة والسكينة والأمن لمباهج الدنيا، وراحة القلب أشهى مباهج الحياة، وما أكثر العصور التي عجزت البشرية فيها عن إحصاء ضحاياها؛ بسبب الكراهية التى شحذت كل قواها لتفتك بهم…متزعمين بأن الحب ضعف إنساني، وأن البقاء للأشد ساعدا، و الأكثر أنانية واستعلاء!!

فطر الله – عز وجل الإنسانية – على الحب، فحين يرتبط الإنسان بالأرض يتخذ الحب سبيلا لذلك لينمو داخل نفسه وضميره وروحه، وحين يرتبط بالأسرة يبرز الحب كقانون للعلاقة بين الرجل وزوجته.

اكتشف الإنسان بعد محاولات ومجهودات أن المحبة هى القانون الحقيقي لوجوده، بل للوجود كله..!! فالجاذبية هى عماد الكون – السموات والأرض.. الشموس والكواكب والنجوم والأفلاك، كلها جميعا شاء الله عز وجل بناءها، وشد أزرها بالتآلف والجاذبية، والحب هو قوام طبيعية الإنسان، وهو جوهر طينته، وإن الإنسان خُلق يبحث ويحب.. ليألف ويؤلف.

عرفت البشرية الحق وفتحت بصرها عليه، حين اكتوت بنار الكراهية، وتحول هذا إلى خبرة غنية، ووثيقة خالدة تعلن سيادة الحب، وأن الحب يعنى ما تعنيه الحياة ذاتها، لا تدع فتن السياسية الدولية تخدعك عن رؤية هذه الحقيقة..فكل ما تراه من حروب واضطرابات وقلق – إنما هو أشبه الأشياء ببقايا الطعام الحامض والفاسد، تلقته أمعاء سليمة وتلفظه معدة قوية.

تتقدم الإنسانية والحياة ولا تتأخر، تذهر، ولا تذوى..وجوهر التقدم والازدهار هو الحب، فالحب هو لقاء عروس ترجوها، أو صديق تحبه، أو عمل تتفانى فيه، أو معلما تحترمه، أو وطن لم تفكر في خيانته ، إن الأحساس بالحب والجمال والحياة قريب من كل عقل ذكي، وكل قلب سليم، ومن مزايا هذا التقدم والازدهار في هذا العصر أنه عرف كل القيم الصحيحة واللازمة لاستمرار التقدم والازدهار البشرى ،وكان الحب على رأس هذه القيم جميعا.

تفتح الحياة ذراعيها لتضم كل محب ودود، و تنادى الطيبين إلى بذور الغد المجيد إلى طلائع البشرية المقبلة، تدخر لهم كل طيباتها، وتعمل وفق أغراضه، وليذكرنا التاريخ بكل عرش نسج مجده على بث الكراهية والاستعلاء والتسلط، كيف أنزلت مكانتهم الحياة، وكم من القلوب الطيبة الكبيرة الذين بسطوا أيديهم بالحب والخير ،فرفعت الحياة مكانتهم.

تبذل من قلبك حبا وعطاء وصفاء للآخرين، وتنثر الورود ،وتبذل الجهود لخدمة الناس؛ فلن تكون موضع الجحود والسخرية ،تستقيم الإنسانية للمحبين الطيبين ، ومن يزرع البغضاء يحصد الكراهية ،ومن يزرع المحبة يجنى الحياة ،ويمنح الآخرين الثقة به والطمأنينة إليه.

لتكون محبا يجب أن تكون مسامحا ،وضع في حسابك دوما أنك تتعامل مع الجزء الأفضل من الناس ولا تكن قوى الذاكرة تجاه إساءاتهم.

يسقي الحب والتفاؤل بماء واحد..كلاهما ثقة وفرح وطمأنينة، فإذا رأيت حربا عالمية ثالثة تجعل ما حولك حصيدا فقل: إن البشرية تتقيأ آخر أقذر أمعائها..!!

نحن بحاجة إلى التركيز بقدر أوفى على حب الوطن ،سنجد صفوفا طويلة من ذوى العظمة الصادقة أعطوا أوطانهم كل شئ، وربما أصابهم من قومهم أذى وضر ،فما ابغضوا الوطن، ولا حقدوا الأهل؛ ذلك لأن الضر مهما يشتد، عارض وسيزول..

يعتبر الحب للروح ،كالهواء للرئة..كلما تلقت الرئة هواء نقيا ،ازدادت به قوة وحيوية ، وإن كانت روحك طيبة ،فلن تشبع حبا ،فدعها تصافح كل شىء، وتحب كل ما وجد لكى يؤلف ويحب ،فالحب ينشئ عالما جديدا ،عالما من روحنا ،ومن أخلاقنا ،ليس عليك إلا أن تكون محبا..!!

اقرأ أيضا للكاتب:

 

زر الذهاب إلى الأعلى