رفعت رشاد يكتب: حرب البقدونس

بيان

“حرب البقدونس” ما هى ؟.. ومن أطرافها؟.. وما هى أهدافها؟.. وهل هى حرب حقيقية أم افتراضية؟.. أسئلة يجيب عليها المقال التالى للكاتب الكبير رفعت رشاد، المنشور فى صحيفة “الوطن”، وهذا نصه:

اتصلت بي ربة منزل تشكو من ارتفاع سعر البقدونس، كانت كلماتها تخرج مستغيثة، أدركت أنها أرادت الشكوى والفضفضة.

وخلال حديثها صبت اللعنات على روسيا التي أشعلت حرب أوكرانيا والتي تسببت في ارتفاع سعر البقدونس وسألتها : ماله البقدونس؟ وما علاقة روسيا وأوكرانيا به؟.

قالت: الأطباء نصحوني بأن آكل بقدونس وأن أصنع منه عصير أشربه لفوائده بالنسبة لمن يعاني في مثل عمري من أمراض الكلى والمسالك وغيرها, لكني صرت لا أجد البقدونس وإذا وجدته فإن سعر الربطة منه وبها ثلاثة أو أربعة عيدان يصل إلى ثلاثة جنيهات.

أعدت عليها السؤال: ما علاقة البقدونس بحرب روسيا وأوكرانيا ؟ قالت : كلما سألت الباعة عن الأمل في خفض هذا السعر يقولون: ادعي يا حاجة أن تنتهي حرب روسيا وأوكرانيا لأنها سبب ارتفاع سعر البقدونس .

هذا القول هو كذبة كبيرة.

فلا دخل لحرب روسيا وأوكرانيا في ارتفاع ارتفاع سعر البقدونس ، فالبقدونس الذي يمكن أن نزرعه في البلكونة يرفع سعره المزارعين بالترتيب مع التجار , بل وجد الناس بعدما شددت الحكومة رقابتها خلال الفترة الماضية أن البقدونس اختفى , أخفاه المنتجون والتجار لرفع سعره مرة أخرى.

تدرك الحكومة أن مثل تلك الخضروات أساسية في طعامنا يتناولها شعبنا سدا للرمق لرخص أسعارها لذلك تحرص على مراقبة الأسواق, لكن تلاعب المزارعين مع التجار يمكن أن يرفع أسعار السلع بل وإخفاء المعروض منها . قول الباعة أو التجار بأن حرب أوكرانيا وراء ارتفاع سعر البقدونس إنما لتبرير سلوكهم المنحرف وتمرير أغراضهم غير الشريفة.

استغل التجار والمزارعون كذبة أن حرب أوكرانيا السبب وراء ارتفاع الأسعار في كل السلع ليزيدوا عليها سعر البقدونس !! هل نستورد البقدونس فزاد سعره بسبب ارتفاع سعر الدولار؟ إنهم يسعون لاستغلال أي سلعة ورفع سعرها لجني الأموال وتعظيم أرباحهم غير ملتفتين إلى ما يسببونه من ضرر كبير بأحوال المواطنين والتأثير على الاقتصاد.

حرب أوكرانيا منحت المستغلين فرصة لإلصاق كل التهم بها ووصل الأمر لتحميلها مسئولية زيادة سعر البقدونس إلى درجة خيالية لدرجة أننا يمكن أن نطلق على تلك الحرب , حرب البقدونس ونؤرخ لها بهذا الاسم.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى