دير الزور والسويداء وثالثهما قسد.. الأزمة الإقتصادية وفتن الانفصال
تقرير: أشرف التهامي
التطورات الأخيرة المستعرة في كل من دير الزور شرقي سوريا والسويداء في أقصى الجنوب ، لم ولن تجدي في إحياء الفتنة و الاضطرابات بالملف السوري.
يأتى هذا على الرغم من انقضاء ما يقرب من 3 سنوات على مايوصف بالركود الناتج عن تموضع القوى المختلفة وإيجاد حدود لأماكن سيطرتها على الأرض، وارتفاع الأصوات الداعية لإنهاء الصراع الذي تشهده البلاد منذ 12 عاما بتحلل الدولة السورية.
وعلى الرغم من تزامن التطورات الجارية في سوريا في كل من السويداء ودير الزور خلال الأسابيع الماضية يحاول المراقبون ربطها وإيجاد قواسم مشتركة بينها، بزعم أنها ستؤدي في النهاية إلى تغيرات دراماتيكية في المعادلة السورية المعقدة بنهاية، قسد الانفصالية وكسر عنفوان التمرد بالسويداء، وربما إجبار ما يسمى بالتحالف الدولي من الهروب من سوريا كما حدث لأمريكا في أفغانستان ومن قبلها في فيتنام.
قتال العشائر العربية و “قسد”الانفصالية شرقا
وكانت اشتباكات قد اندلعت الأسبوع الماضي في بضع قرى بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور (شرقي البلاد) بعد اعتقال ما تسمى (قسد) الانفصالية، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها المدعو أحمد الخبيل، ما دفع مقاتلين محليين موالين له إلى شن هجمات عليها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات انضمت إليها العشائر العربية، التي ينتمي إليها سكان المنطقة الممتدة حتى الحدود مع العراق شرقا، وأسفرت عن سيطرة العشائر على معاقل كبيرة لـ”قسد” الانفصالية.
وأفادت مصادر محلية في سوريا بأن القتال بين العشائر العربية وقوات قسد الانفصالية امتد خلال اليومين الماضيين إلى ريفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) المجاورتين لمحافظة دير الزور، وسيطروا على عدد من المواقع التابعة لـ”قسد” الانفصالية فيهما.
وطرد مقاتلو العشائر العربية في بادئ الأمر القوات التي يقودها الانفصاليون الأكراد من عدة بلدات كبيرة، لكن قوات قسد الانفصالية تدعي إنها بدأت في استعادة السيطرة على الوضع.
كما أن الولايات المتحدة لم تدخل طرفا في القتال إلى جانب حليفتها قوات قسد الانفصالية بدعوى أنها تخشى زعزعة الاستقرار في المنطقة و خشيت أن تتحول حقول النفط والغاز التي تسيطر عليها ويوجد فيها جنود أميركيون إلى جزر واقعة في محيط معادٍ لها كونها تقع في منطقة العشائر العربية.
وأوفدت واشنطن مسؤوليْن رفيعين اجتمعا مع قيادات من الطرفين المتقاتلين، واتفقوا على “نظر المظالم المحلية” و”وقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن”.
طالع المزيد:
– من السويداء إلى شمال شرق وغرب سوريا.. جغرافيا العمالة وتقسيم الدولة
وأفادت المصادر بأن المسؤوليْن الأميركيين أكدا على أهمية الشراكة مع قوات قسد لانفصالية في جهود دحر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، حيث تعتمد أمريكا على هذه القوات في فرض السيطرة على المناطق التي تم طرد تنظيم الدولة الارهابي منها في سوريا عام 2019.
وتتقاسم السيطرة حاليا على محافظة دير الزور، التي يقسمها نهر الفرات، قوات الجيش السوري من جهة، وقوات قسد الانفصالية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى.
كما يرى مراقبون أن الاشتباكات الجارية قد تمتد إلى مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري خاصة أن بعض المواقع التابعة لقواته سيطر عليها مقاتلو العشائر خلال اليومين الماضيين.
إلا أن آخرين يرون أن الجيش السوري هو المستفيد الأكبر من الاشتباكات الحالية بين العشائر وقوات قسد الانفصالية كونها تضعف الطرفين في مناطق خارجة عن سيطرته، وأيضا تُدخل الولايات المتحدة في دوامة صراع عرقي من المؤكد ستؤثر على وجود قواتها في سوريا.
احتجاجات الدروز ضد الحكومة السورية جنوبا
على مدى الأسبوعين الماضيين، خرجت مظاهرات عديدة في محافظة السويداء الجنوبية، التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا، بدعوى الاحتجاج على سوء الأوضاع المعيشية وطالبت بتنحي الرئيس بشار الأسد عن منصبه.
وردد المحتجون خلال الاحتجاجات شعارات أطلقها متظاهرون خرجوا للمطالبة بإسقاط الرئيس الأسد عام 2011 .
والجمعة الماضي، بثت شبكات معارضة للدولة السورية-ترصد الحراك في السويداء على مواقع التواصل الاجتماعي-مقاطع فيديو تظهر ما وصفتها بمشاهد غير مسبوقة “لأكبر مظاهرة ضد الأسد” في تاريخ هذه المحافظة القريبة من الحدود مع الأردن.
واندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس الماضي بسبب رفع الدولة السورية الدعم عن الوقود نتيجة العقوبات الاقتصادية الخانقة و قانون قيصر الغاشم، مما عكس ارتفاعا للأسعار وزيادة في الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين، الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات نتيجة تلك العقوبات والحرب ضد الإرهاب.
وظلت السويداء، التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا، تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات مدعومة من الخارج بتنظيم من حزب اللواء السوري الانفصالي.
ويربط محللون بين التطورات بدير الزور والسويداء، على الرغم من أنها متباينة الخلفيات والأهداف لارتباطها بالخارج بمؤامرة واضحة وضوح الشمس للضغط على المواطن السوري في رزقه ومعيشته وقوت يومه وإضعاف مناعته الوطنية التى استمد منها الجيش السوري الدعم و القوة، واستطاع إعادة معظم المناطق التي كانت خارج سيطرته والتي تدفعه لاستعادة باقي المناطق و خاصة شرق الفرات لعودة أبار النفط السوري من لصوص جبل قنديل ومشغليهم الأمريكان.
ولن تنفرج الأزمة الإقتصادية وتنتهي فتن الانفصال قي شمال وجنوب البلاد إلا بنهاية قسد الانفصالية التي تؤجج نيران فتنة التقسيم ، وتسرق النفط والقمح لصالح الكاوبوي الأمريكي.