من السويداء إلى شمال شرق وغرب سوريا.. جغرافيا العمالة وتقسيم الدولة

 

 

 

تقرير: أشرف التهامي

لليوم السابع على التوالي، وبحضور نسائي لافت، تستمر الاحتجاجات المدعومة صهيوأمريكياً، في مدينة السويداء جنوبي سوريا.
ومع توسع نقاط المظاهرات يرفع المتظاهرون راية الطائفة الدرزية التى تتألف من خمسة ألوان، لرمزيتها في المدينة والمعروفة براية “الخمسة حدود”.

حكاية الراية والنجمة الخماسية

ويأتى رفع الراية الدرزية فى إشارة إلى دعوات الانفصال والحكم الذاتي، وظهرت الراية في مظاهرات بمدن وبلدات الشمال السوري، التي شهدت احتجاجات مشابهة تلبية لنداء الانفصاليين و الخونة وتجديدًا لأمنيات الغرب بإسقاط الدولة السورية.
ويوجد شكلان مختلفان للعلم الدرزي، الأول راية، والآخر على شكل نجمة خماسية، وفي الشكلين خمسة ألوان، وفق الترتيب من الأعلى الأخضر، الأحمر، الأصفر، الأزرق والأبيض، ولكل لون معنى خاص عند الدروز كما يدعون.

ولنشأة العلم ذي الألوان الخمسة، قصة بدأت حينما دخل مجاهدي الجبل بقيادة سلطان الأطرش دمشق في ٣٠ سبتمبر ١٩١٨ تحت راية العلم العربي، علم الثورة العربية الكبرى على الترك ، وقبل ذلك، وقبل ذلك، وبالتحديد فى ربيع ١٩١٧ ، اجتمع كوكبة من أحرار بلاد الشام في دار سلطان الأطرش بالقريا لعدة أيام ، وقرروا أن بلدة القريا ، بلدة محررة من الترك ، ورفعوا العلم العربي فوق دار سلطان، وقام البطل حمد البربور برفع العلم العربي ذاته أيضاً فوق داره ببلدة أم الرمان ، تحديا للترك وطاغيتهم جمال باشا السفاح.

ولما احتل الفرنسيون سورية ، و أعلنوا ما دعموها ( الدولة الدرزية )، اقترح عليهم أحد المشايخ – وكان من مواليهم – بعد أن سألوه عن فكرة تأسيس علم طائفي للدولة الدرزية التي صنعوها لتفتيت سورية ، فقال: اجمعوا الألوان الخمسة ، وشكلوا منها علماً لهذه الدولة و سقط ذاك العلم مع انطلاقة الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان الأطرش، الذى رفض السير تحت راية ذلك العلم الذي رفعه الفرنسيون.

ونادى الأطرش، بخروج الثوار تحت راية بيارق القرى التي كانت تُرفع عند مقارعة الأتراك ، ثم الفرنسيين.

والرواية لابد تذكرنا بالشهداء، إجلالا وتعظيما، وطلبا للرحمة، والمغفرة، لا سيما من حملة البيارق في المعارك ضد الترك والفرنسيين.

ولنتذكر – أيضا – الدماء الزكية لشهداء الإخوة من آل علم الدين وآل حمزة الذين كانوا يلتقطون البيرق عند استشهاد الأخ الذي كان بمقدمة الثوار ، فيسرع الأخ الثاني والثالث…الخ لالتقاط البيرق ورفعه عاليا.ً

والآن في هذه الأيام العصيبة هناك من يرفع العلم ذات الألوان دون أن يعرف نشأته ، وهناك من يعرف نشأته ، لكنه مهووس بتجربة ( قسد ) الانفصالية شمال شرقي سورية ، وينادي بالإدارة الذاتية ، تحت راية عرقية ، وتجبر تلك الإدارة بعض العرب من غير الكرد على رفعها. فهناك الاحتلال الامريكي الذي حرم الشعب السوري من ثرواته من نفطه ، وغازه وقمحه، لينهبها تحت راية محاربة داعش

السويداء

ومحافظة السويداء تعتبر عاصمة ومركز تجمع الدروز في سوريا، وتشير جغرافية المحافظة إلى أنها منطقة استراتيجية تقع في الجنوب الشرقي من العاصمة، وتحدها دمشق من الشمال، ودرعا من الغرب، والبادية من الشرق، والأردن من الجنوب.

رموز شمال وشرق سوريا

أما في شمال شرقي سوريا، خرجت مظاهرة في الشحيل، وأخرى في العزبة، في دير الزور، كما تظاهر آخرون في شارع تل أبيض، وسط مدينة الرقة، ومظاهرة في رأس العين، شمال شرقي الحسكة رافعة راية وشعار الإدارة الذاتية الانفصالية التي تدعم و بقوة الحركات الانفصالية بالجنوب السوري .

وتشير رموز شمال وشرق سوريا إلى الرموز الحالية المستخدمة على نطاق واسع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والمعروفة باسم روجافا، حيث اعتمدت الإدارة الذاتية الشعار الرسمي في ديسمبر 2018.

اقرأ أيضا:

خوف وضياع ورفض لوجودهم.. لاجئو سوريا بين العودة الطوعية والترحيل

ويتكون الشعار من عبارة «الإدارة الذاتية» باللغة العربية، محاطة بسبعة نجوم حمراء تمثل مناطق شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى فرع من الزيتون ومحصولين من ثمرة القمح التي تنمو في المنطقة، فيما تحيط بجميع الرموز عبارة «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» مكتوبة باللغات العربية والكرمانجية والسريانية والتركية، وهي اللغات المستخدمة في المنطقة. تمثل الدوائر النصف دائرية الزرقاء والصفراء التي وُضعت عليها الشعار بالكامل نهر الفرات و«الينبوع الدائم» في المنطقة. يتم استخدام علم آخر مع نفس شعار الإدارة الذاتية، ولكن على خلفية بيضاء، أحيانًا أيضًا لتمثيل الإدارة نفسها.أحد هذه الرموز شيوعًا، لا سيما في المناطق ذات الأغلبية الكردية، هو العلم ثلاثي الألوان الذي اعتمدته حركة المجتمع الديمقراطي، وهو تحالف سياسي ديمقراطي بارز في المنطقة. ترتبط الألوان الخضراء والصفراء والحمراء تقليديًا بالشعب الكردي، على سبيل المثال هي موجودة في علم كردستان الحديث. يستخدم حزب الاتحاد السرياني وجناحه العسكري، في المناطق ذات الوجود السرياني الأشوري الكثيف في شمال شرق سوريا، ألوانًا ثلاثية أفقية باللون الأزرق والأصفر والأحمر.

مظاهرات شمال غربي سوريا

وخرجت أيضًا مظاهرات فى شمال غربي سوريا، في كل من جسر الشغور، بريف إدلب الغربي، وبنش، ودركوش، في ريف إدلب، بالإضافة إلى مظاهرة في مخيمات مشهد وترحين ترفع علم الانتداب الفرنسي والتي تتخذه مناطق شمال غرب سوريا علماَ وراية لها .
ويعتبر اللون الأخضر في العلم تمثيلاً للخلافة الراشدة، أما الأبيض فيمثل الدولة الأموية، أما اللون الأسود فيرمز للدولة العباسية. أما النجوم الحمراء الثلاث فكانت في أصلها تمثل ثلاث مناطق في سوريا وهي حلب ودمشق ودير الزور.
وسجلت مناطق اعزاز والراعي وعفرين، بريف حلب حلب، حضورًا في المظاهرات المطالبة بأمنيات الغرب بإسقاط الدولة السورية.

دعم الغرب

ولدعم تلك الاحتجاجات غربياً علقت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، خلال كلمتها في جلسة مجلس الأمن على التطورات الأخيرة في سوريا قائلة، “في الأيام الأخيرة، شهدنا احتجاجات سلمية في مدن مثل درعا والسويداء، حيث دعا السوريون إلى تغييرات سياسية وطالب جميع الأطراف باحترام القرار (2254)، هذه هي المناطق التي بدأت فيها الثورة، ومن الواضح أن المطالب السلمية لم يتم التجاوب لها”.
بدورها قالت المبعوثة الفرنسية إلى سوريا، بريجيت كرمي، مساء أمس، “شهدنا اليوم مزيدًا من الاحتجاجات في سوريا”، مضيفة، “نقف إلى جانب الشعب السوري في مطلبه الدائم بالعيش بكرامة”.

بريطانيا وألمانيا

أما المبعوثة البريطانية إلى سوريا، آن سنو، فقد عبّرت عن دعمها لمظاهرات أمس على حسابها الرسمي على “إكس” (تويتر سابقًا)، قائلة: “‏من خلال مشاهدتي للاحتجاجات في سوريا، من الواضح أن السوريين لن يستسلموا أبدًا وأشيد بشجاعتهم، وينبغي أن يكون لكل فرد الحق في العيش بكرامة”.

وكان للمبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، موقف مشابه أيضًا، حين عبّر في 24 من أغسطس الحالي، عن دعمه لمظاهرات محافظتي السويداء ودرعا قائلًا، “نشيد بشجاعة أهالي السويداء ودرعا المطالبين بالعدالة والحرية والمواطنة”.

وأضاف، “نقف مع المطالبين بالحوار السلمي وإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق تطلعاتهم المشروعة. يستحق كل مواطن أن يكون له صوت والحق في العيش بكرامة“.
فأياً كانت عبارات هؤلاء المسؤولين الغربيين، فإن أي صوت يُرفع لقيام إدارة ذاتية انفصالية في أي شبر من الدولة العربية السورية، مرفوض من كل شرفاء القطر العربي السوري.

الرسالة:

ونقول لأهلنا الشرفاء بالسويداء علينا أن نتذكر كيف أفشل ” الكمالات الثلاثة ” مخطط إسرائيل لقيام دولة درزية ، وهم كمال جنبلاط ، وكمال أبو صالح، وكمال ابولطيف .. لأرواحهم الخلود بين أرواح شرفاء العالم..
( علينا أن نتذكر صمود الأهل في الجولان في رفضهم للهوية الاسرائيلية ، وشعارهم الخالد (المنية ولا الهوية
فلا يمكن أن يقبل أهل الجبل من أحفاد الشهداء والمجاهدين ضد الترك والفرنسيين أي شعار يسيء للتاريخ الوطني المشرف للسويداء.
وأخيرا على الرغم من الظروف المعاشية االخانقة والوضع الاقتصادي الصعب، ستبقى المحافظة، وكل سكان المحافظة من موحدين مسلمين و سُنّة.. و غيرهم ومسيحيين يذودون بالغالي والنفيس من أجل وحدة الشعب السوري والتراب السوري اقتداءاً بتاريخ المحافظة الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى