هل تتورط أمريكا فى عملية عسكرية شرقي سوريا؟!

 

 

 

تقرير: أشرف التهامي

فى الأيام والساعات القليلة الماضية يتصاعد الحديث عن عمل عسكري أمريكي في شمال شرقي سوريا، لقطع الطريق على القوات الموالية لإيران، على الخط الحدودي البري الفاصل بين العراق وسوريا.

يأتى هذا على الرغم من النفي الأمريكي المتكرر لعمل من هذا النوع في المنطقة، منذ منتصف شهر أغسطس الماضي.
وتتباين التصريحات من قبل الدولة السورية، ومحور المقاومة، والتي تتراوح بين استبعاد العملية من جهة، والتلويح بالرد الحاسم إن أقدمت أمريكا على مثل هذه العملية التي ستغرقها في مستنقع يغرق نظامها للحضيض ويدخل سياستها في الشرق الأوسط في نفق مظلم لا نهاية له طبقا لما يعده الجيش السوري وحلفاؤه من استعدادات وحيل استراتيجية عسكرية.

نصر الله يصعّد

ومنذ 28 من أغسطس الماضى، تأتى الردود تباعًا على نوايا أمريكا ، وفى هذا الصدد قال حسن نصر الله، الأمين العام لـ”حزب الله”، إن “ما يشاع أن الأمريكيين يريدون إغلاق الحدود السورية – العراقية هو مجرد أوهام، ولن يُسمح بذلك”.
وفى مزيد من التصعّيد قال نصر الله: “إذا أراد الأمريكيون أن يقاتلوا بأنفسهم أهلًا وسهلًا”، معتبرًا أن هذه هي “المعركة الحقيقية التي ستغير كل المعادلات”.

المالكى يستبعد

وفي مقابلة مع قناة “الشرقية” العراقية، قبل أقل من أسبوع، استبعد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، أن تكون مساحة التحركات الأمريكية ضمنها العراق.
وقال المالكي: “الشيء الذي يبدو أنه محقق، محاولة هذه القوات غلق الحدود بين العراق وسوريا، ولماذا هذا الغلق؟!.. وما هي الخطة الأمريكية بالنسبة للوضع داخل سوريا؟!.. هذه إلى الآن لم تتضح”.

ويؤكد محور المقاومة أنه من الغباء السياسي أن كانت هناك خطط أصلاً!

كما ربط المالكي احتجاجات الجنوب السوري (درعا والسويداء)، بما يجري على الحدود العراقية، معتبرًا أن هناك أمر يُراد تنفيذه في سوريا، مشيرًا إلى إغلاق المجالات البرية والبحرية والجوية بوجه الدولة السورية في وقت سابق، باستثناء العراق، ما مكن الدولة السورية من المقاومة، وغلق هذه الحدود يعني استكمال الحصار، وتحريك الوضع في الجنوب، بالإضافة إلى الأوضاع في شمال غربي سوريا، وشرقي الفرات، ما اعتبره نية حركة ضد “الجمهورية السورية”، لتغيير أو إسقاط رأس الدولة على حد تعبيره.

كما أشار المالكي إلى أن القوات الأمريكية المتحركة حاليًا، ليست ضمن الأراضي العراقية، ويبدو أن الهدف في سوريا، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تأخذ موافقة من العراق بهذا الصدد.

الخارجية السورية: سيقابل بصمود سوريا”

وفي الـ 30 من أغسطس، اعتبر وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن هدف الحشود الأمريكية على الحدود العراقية هو الضغط على “الدولة السورية” للتراجع عن مواقفها، وهذا ما لن يتحقق.

كما لفت المقداد إلى أن العراق لن يسمح بشن “عدوان من أراضيه على سوريا”، التي تثمن موقف العراق وتثق أن الأشقاء في العراق لن يسمحوا للولايات المتحدة ولا لـ”تحالفها المزعوم” بالتأثير على العلاقات مع سوريا.

ووفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، لوّح المقداد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، إلى أن تنفيذ الولايات المتحدة لتهديداتها سيقابل بصمود سوريا”.

طبقاً لمصالح الشركاء

ولو كانت الولايات المتحدة، بصدد القيام بعمل عسكري لنفذته منذ زمن، ولو كانت لدى الجانب الأمريكي رغبة بتقييد التحركات العسكرية في المنطقة، لقيّد التحركات التركية، فالجانب الأمريكي يتعامل مع شمال شرقي سوريا وفق آلية واضحة، وهي أن أي تعرض للمصالح الأمريكية (لا مصالح الحلفاء) للخطر، سيستدعي الرد على هذا الخطر، دون التقدم نحو هذا الخطر.

طالع المزيد:

من السويداء إلى شمال شرق وغرب سوريا.. جغرافيا العمالة وتقسيم الدولة

وبناء على ما سبق فالعمل العسكري الأمريكي لن يكون في شمال شرقي سوريا، بل وفق مصالح شركاء الولايات المتحدة الحاليين، كالأردن الذي يعاني مشكلات في ضبط الحدود أمام محاولات تهريب المخدرات في البادية التي تربط سوريا بالعراق والأردن، مثلا.

والولايات المتحدة الامريكية لا تريد من سوريا سقوطها ولا إسقاط الحكم السياسي فيها، وإنما تريد النفط والقمح وتأمين وحفظ أمن ربيبتها إسرائيل، وغير معنية بأمن عملائها الانفصاليين الأكراد.

نفى رسمى

وجددت الولايات المتحدة الأمريكية قبل 3 أسابيع تقريبا، نفيها الرسمي لنية إطلاق عمل عسكري يقطع الطريق على القوات الموالية لإيران، والتي تستجلب دعمها من طهران وصولًا إلى لبنان، ومرورًا بسوريا والعراق.

وردًا على سؤال حول تحرك محتمل لقوات أمريكية من قاعدة “التنف” شرقي سوريا، قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بات رايدر، إن حماية الحدود السورية – العراقية ليس من مهام القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

كما قال قائد عملية “العزم الصلب” في قيادة “قوة المهام المشتركة”، الجنرال ماثيو ماكفارلين، خلال إيجاز صحفي، في 16 من أغسطس الماضى ، إن التحالف يركز على محاربة تنظيم “الدولة” الارهابي، ويتعاون مع قوات الأمن العراقية في هذا الصدد.

وأضاف أن “التحالف لا يعد لأي عمليات عسكرية لقطع الطريق على أي جهة غير تنظيم الدولة الإرهابي “داعش”، مضيفا: “نحن نواصل التركيز على التنظيم، وانعدام الاستقرار الذي قد تتسبب به حفنة من المقاتلين إذا استعادت السيطرة أو أعادت بناء عديدها لتشكل تهديدًا أكبر”.

لا وجود لحشود عسكرية أمريكية

وفي 22 من أغسطس، نفى مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الأمنية، خالد اليعقوبي، وجود حشود أمريكية داخل العراق، مؤكدًا أن هناك استبدالًا للقطعات المنتشرة في سوريا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).
وختاماً فإن محور المقاومة عامة وإيران خاصة لن تتنازل عن فرصتها العسكرية والسياسية الذهبية بتواجد قواتها على مرمى حجر من اسرائيل.
ولا عن استعادة الدولة السورية للمناطق التي يعبث فيها لصوص جبل قنديل ولا عن قطع يد الكاو بوي الامريكي للكف عن سرقة النفط السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى