رفعت رشاد يكتب: 11سبتمبر .. موقعة في التاريخ

بيان

وسيقى يوم 11/9/2001 فارقا فى تاريخ العالم الحديث، والمسلمين والعرب تحديدا، هذا مقال عن الحدث الجلل الذى وقع فى هذا اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية، فهز العالم، الكاتب الكبير رفعت رشاد لا يكتفى بسرد الحدث، ولكنه يرصد مقدماته، وتداعياته، المقال منشور فى صحيفة “الوطن”، وهذا نصه:

تتشابه الأيام على الأرض منذ مليارات السنين , ما يفرق بينها الأحداث التي تقع في هذا اليوم أو ذاك كأن تقوم ثورة أو تشتعل حرب أو تقع كارثة أو تستعمر بلاد .

وعلى المستوى الشخصي , كأن تلتقي حبيبتك أو تتزوج أو تنجب طفلك الأول أو تفقد أحد والديك .

ومن الأيام التي تعتبر نقطة تحول في تاريخنا المعاصر يوم 11 سبتمبر 2001 بعدما ضربت الطائرات المدنية برجي التجارة العالمي في نيو يورك بالولايات المتحدة مما أسفر عن انهيار البرجين ومصرع المئات ممن كانوا داخلهما.

كان ضرب البرجين الذي لا يخلو الحديث عن ضربهما من الكلام عن وجود مؤامرة من داخل الإدارة الأمريكية في هذا الشأن حيث بدأ بعدها على الفور الإعداد لضرب العراق .

ولأن الحرب في الزمن المعاصر لابد لها من غطاء قانوني فقد سعت أمريكا لإيجاده من خلال شيطنة صدام حسين الزعيم القومي العروبي والادعاء بأنه يملك أسلحة نووية وكيماوية قادرة على محو دولا بأكملها .

استقرت أمريكا على ضرب الشرق الأوسط بأكمله ممثلا في العراق الدولة القوية الغنية التي تملك بنية تحتية عالية المستوى تؤهلها لترك مكانها بين دول العالم الثالث لتنتقل إلى دول العالم الثاني وهي الدولة الأقوى القادرة على خوض حرب ضد إسرائيل.

كان وجود صدام حسين القومي العروبي على رأس العراق مانع شديد في مواجهة الأهداف الأمريكية .حشدت أمريكا جيوش حلفائها التابعين وأولهم إنجلترا التي تحن لممارسة نهج استعماري عاشت عليه قرون طويلة .

ولم تطبق الدول العربية معاهدة الدفاع المشترك لمساندة العراق وأصدرت وكالة الطاقة الذرية تقارير تدعم وجهة نظر أمريكا فحصلت على قانونية الحرب بقرارات مجلس الأمن الدولي .

كان ضرب العراق مخططا له منذ زمن , فالغرب لن يسمح بقوى إقليمية تناوئ مشاريعه الاستعمارية وتواجه هيمنته . ضربوا من قبل محمد علي وضربوا جمال عبد الناصر فكان لابد من ضرب صدام حسين وقتله بعد ذلك بعد أن قتلوا ولديه .لم يكن ضرب العراق كما كان ضرب فيتنام من قبل . الظروف مختلفة.

قاومت فيتنام الوحش الأمريكي لما يقرب من 20 عاما وتم تدمير البلاد بالكامل وحرق مزارعها وصٌرع من شعبها ما يقرب من ثلاثة ملايين فيتنامي .

كانت أمريكا تهدف إلى تقسيم فيتنام كما فعلت في كوريا ولكن شعب فيتنام استبسل للحفاظ على وحدة بلاده بقيادة هوشي منه والجنرال جياب البطل الذي هزم أمريكا.

كانت حرب فيتنام وقت التهاب الساحة العالمية بين الغرب والشرق وكان الاتحاد السوفييتي والصين داعمين لفيتنام, وبعد سنوات طويلة انتصرت فيتنام ورحلت أمريكا عنها بغير رجعة .لكن ضرب أمريكا العراق تم التخطيط له بطريقة أخرى فقد انتهى الاتحاد السوفييتي من الوجود كما استخدمت أمريكا وسائل الحرب الحديثة التي ضربت بها عن بعد فدمرت العراق بينما جيشها بعيد عن المعركة كما أن هناك غموضا بشأن اختفاء الجيش العراقي من المعركة وبعد ذلك تم نهب العراق بما أدى إلى انهياره تماما خاصة بعد حل الجيش رسميا.

كان ضرب العراق أول ضربة معول في تنفيذ خطة تغيير الشرق الأوسط بعدما تبعها ما سمي بالربيع العربي وضرب ليبيا واليمن وقتل القذافي وضرب سوريا التي صمدت بعد أن أدرك العالم أن هناك مؤامرة دبرتها أمريكا لتغيير الجغرافيا والتاريخ في المنطقة كان يوم 11 سبتمبر مشئوما على منطقتنا وأمتنا لعنة الله على من تسببوا فيه وفيما حدث بعد ذلك.

اقرأ أيضا للكاتب:

رفعت رشاد يكتب: عيد الفلاح

رفعت رشاد يكتب: الصناعات الثقافية

زر الذهاب إلى الأعلى