تقرير إسرائيلي: اشتباكات دير الزور السورية فرصة لتعزيز إيران ممرها البري الشمالي
ترجمة: أشرف التهامي
نشر مركز ألما البحثي الاسرائيلي تقريرا جاء فيه أن معارك عنيفة تدور في عدة مدن بمحافظة دير الزور بشرق نهر الفرات بسوريا منذ27 أغسطس الماضى.
وأضاف التقرير الذى كتبه بو عزا شابيرا الباحث بالمركز ، أن تلك المعارك أدت حتى الآن إلى مقتل عشرات الاشخاص بينهم مدنيين وإصابة عدد مماثل، وأن منطقة دير الزور القريبة من الحدود العراقية تضم عدة حقول نفطية مما يجعلها تمثل أهمية استراتيجية للقوات التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ولإيران وخلايا تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي في المنطقة.
ووقعت الاشتباكات بين القوات الكردية التابعة لقسد الانفصالية والقبائل العربية المحلية التي تدعم مجموعة تسمى مجلس دير الزور العسكري، ومن المهم الاشارة إلى أنه حتى إندلاع الاشتباكات تعاونت المجموعتان المتقاتلتين في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي وكلاهما مدعوم من الولايات المتحدة الامريكية.
بداية الاشتباكات
وبحسب عدد من المصادر، بدأت الاشتباكات بعد أن قامت القوات الكردية الانفصالية باعتقال وإعفاء العديد من القادة البارزين في مجلس دير الزور العسكري، وكانت الاتهامات الموجهة أليهم ارتكاب جرائم مختلفة بالإضافة لفشلهم في مواجهة داعش الإرهابي، لكن مصادر مختلفة قد أشارت إلى أن السبب الأساسي هو اتصال القادة مع مسؤولين بالدولة السورية وإيرانيين و روس، بالإضافة الى خلايا داعش في المنطقة.
طالع المزيد:
– حقيقة ما يحدث فى السويداء السورية.. تقرير معلوماتى
وعقب عملية الاعتقال التي جرت في مدينة الحسكة، بدأت قوات العشائر العربية بمهاجمة قوات قسد الانفصالية في المنطقة، ورداً على ذلك، قصفت القوات الانفصالية الكردية عدداً من البلدات والقرى في أنحاء مختلفة من محافظة دير الزور، وفرضت حظر التجوال في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وسيطرت قوات العشائر العربية في الأيام الاخيرة على العديد من المناطق بشرق دير الزور و نهر الفرات قرب الحدود مع العراق، و تحصنت في عدة مدن بالمحافظة، و بالمقابل واصلت القوات الكردية إرسال التعزيزات بهدف استعادة المناطق التي خسرتها على ما يبدو.
العشائر فى مواجهة قسد
وعلى إثر هذه الاحداث أعلنت العشائر العربية في شمال غرب سوريا استعدادها لمواجهة قوات قسد الانفصالية في منطقة حلب ومنبج لدعم العشائر العربية في دير الزور شرقا.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أعلنوا عن منطقة انطلاق لحشد القوات شمال شرق حلب، بل وأقاموا “خيمة حرب”، انضم اليها حتى الآن أكثر من 10 آلاف شخص.
وتأتي الاشتباكات العنيفة وسط استمرار النزاع على السيطرة على عدة مناطق في محافظة دير الزور.
بداية الصراع
فقد نشأ الصراع في عام2017 عندما سيطرت قوات قسد الانفصالية على المنطقة، وبعد هزيمة داعش الارهابي، سعت العشائر العربية لتشكيل مجلس دير الزور العسكري لإدارة المحافظة، لكن القوات الكردية التي شكلت جزءاً من قوات قسد الانفصالية، بقيادة حزب وحدات حماية الشعب الكردي الانفصالية عارضت ذلك.
و في هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن القوات الكردية تسيطر على منطقة ذات أغلبية عربية واضحة، مما يخلق توتراً عرقياً وطائفياً، كما سلطت ادعاءات المجتمعات العربية بالتمييز الكردي، خاصة فيما يتعلق بتوزيع أرباح حقول النفط في المنطقة وتوزيع الميزانيات والموارد بشكل عام، الضوء على هذه القضية.
وفي السنوات الاخيرة أظهرت العديد من المظاهرات والاحتجاجات ضد السيطرة الكردية عن سخط العرب فى المنطقة.
ومن الضروري الإشارة إلى أن المعارك بين قوات قسد الانفصالية وقوات العشائر العربية لا تمثل جزء من عدم الاستقرار العام في شرق سوريا والنشاط الإيراني في البلاد.
وفي الأيام الاخيرة هاجمت قوات الجيش السوري بدعم روسي أهدافاً للمحتجين وقوات قسد الانفصالية في شمال شرق سوريا، بالإضافة لزيادة كبيرة في نشاط داعش الارهابي في المحافظة، والذى أدى بالفعل إلى مقتل العشرات في الاسابيع الأخيرة.
إضافة إلى ذلك قام وزير الخارجية الإيرانية بزيارة إلى سوريا و لبنان الأسبوع الماضي ،حيث إلتقى بعدد من كبار المسؤولين و على رأسهم حسن نصر الله، و من أبرز الموضوعات التى تمت مناقشتها خلال تلك اللقاءات ، حد التعزيزات الأمريكية مؤخراً إلى شرق سوريا، و المساعي الأمريكية لتعطيل نشاط إيران و تطويق قواتها في المنطقة.
قلق إيران
ومن الواضح أن إيران تشعر بالقلق من هذه التطورات بسبب قدرتها على تعطيل استمرارية ممرها البري بين قوات محورها الشيعي في العراق وسوريا ولبنان.
وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن يؤدي استمرار العنف بين الأطراف إلى الإضرار بالتعاون بين القوات التي تتألف منها قوات قسد الانفصالية وتقويض سيطرة القوات الموالية لأمريكا في شرق سوريا.
على سبيل المثال، أعلنت عدة قرى وبلدات ذات سكان عرب عرب بالفعل عن إنشاء مجالس مدنية لتكون بمثابة سلطات محلية، بعد انسحاب القوات الكردية الانفصالية.
ويقول مراقبون إن تفكك قوات قسد الانفصالية في منطقة دير الزور له عدة عواقب محتملة كالتالى:
أولا: تكثيف عمليات تنظيم الدولة الإرهابي في المنطقة، ومن الممكن أن تؤدي هذه القوات إذا تم تعزيزها، إلى زيادة زعزعة الاستقرار في شرق سوريا وتهديد حقول النفط الخاضعة للسيطرة الأمريكية.
ثانياً ، سوف يؤدي الصراع على السلطة إلى إضعاف التحالف الغربي، ومن شأن مثل هذا التطور أن يسهل على إيران دق إسفين بين القوى المختلفة وتحييد القوى التى تعارض نشاطها ، وهذا سيمكن القوات الإيرانية من التوسع شرق نهر الفرات و شمالاً نحو حلب، والسيطرة بشكل فعال على الحدود بأكملها بين سوريا و العراق.
ونتيجة لما سبق، سوف تصبح إيران قادرة على اختراق المسار البري في أقصى الشمال نحو حلب بسهولة أكبر، ومن المحتمل جداً أن ينضم الإيرانيون إلى قوات العشائر العربية من خلال تحويل موارد كبيرة وتزويدهم بالدعم ضد الأكراد ، مع إثارة قضية الانفصالية العرقية.