أسماء خليل تكتب: زمن الهوانم
بيان
لم تكن امرأة القرون السابقة تحلم بما حصلت عليه امرأة هذا القرن والذى قبله، من استحقاقات، ولا شك أنها نالت تلك الحقوق بكل ما تتضمنه من معانٍ.
في عهدٍ ليس بالبعيد، كان الرجال يوأدون فِكر المرأة وكرامتها، وفي عهدٍ أبعد كانوا يوأدون روحها بدفنها وهي ماتزال تتنفس الصعداء.
وباتت تنادي بما يُتاح لها من رُفات الصوت، ربما يسمعها من يهمه الأمر، في زمنٍ كانت فيه المرأة مُصانة في بيتها، ويرعاها رجل، لكنه في الأغلب يهينها ويضربها ولا يُراعي حدود الله – سبحانه وتعالى – التي حدها لها، ولا يريد أن يصغي لكتاب الله وينفذ ما به من تعليمات، من شأنها الإعلاء بالمرأة في كل الجوانب.
ليحدث ما لم يخطر على عقل أحد من السابقين، وتنال المرأة – بفضل بعض الرجال أيضًا – حقوقًا ومكانة في مجتمعٍ صحح الأوضاع الخاطئة والمفاهيم البالية، مع ملاحظة أنه ما تم ذلك سوى بدفع كثير من الجهد لشخصيات مناضلة سواء من الذكور أو الإناث.
ولكن هل يعلم أحد ما حدث مع رجل 2023 ؟!..لقد بات طريد المحاكم والسجون بسبب ما عليه من ديون لامرأته المُطلقة أو المخلوعة.
“خراب بيوت مستعجل”، هذا أقل ما يُوصف به الحال الآن، فإذا كان هناك حقوقًا كانت المرأة بحاجة لها، فعليها أيضًا واجبات مختلفة عن الرجل بحكم تكوينها البيولوجي؛ فهي أكثر صبرًا، بإمكانها عمل الكثير من الأعمال في وقتٍ واحدٍ ولا تتضجر وتتحمل، وبإمكانها استخدام السياسة الاجتماعية، أكثر من الرجل الذي يحب التعامل بشكل مباشر ومختصر، كذلك هو أكثر عصبية بسبب الواجبات المفروضة عليه بشكل إجباري، وليس بصورة اختيارية مثل المرأة حتى وإن كانت أمًّا معيلة فإن المجتمع يؤازرها خلاف الرجل.
وعليه فليس على الزوجة أن تجعل زوجها يصل لحالة من التعصب الأعمى، الذي ربما يؤدي إلى تبادل الشتائم أو ربما الإهانات اللفظية أو الجسدية، ثم تأتي لذلك الرجل الذي أهمته وأعيته مشاكل الحياة، ويُتهم بأنه الجاني وكان عليه التحمل أكثر.
نعم عليه التحمل، ولكن لابد للمرأة أن تَتفهم أكثر طبيعتها ودورها بالحياة، ثم ينتهي الأمر داخل المحكمة، بامرأة إن طلقها زوجها حتى إذا كانت هي من أوصلت الأمور لذلك الحد؛ لكنها تحصل على مؤخر الصداق والنفقة وقائمة المنقولات بالكامل ما أحضره الرجل وما أحضرته المرأة، وثمن جرامات الذهب على حسب سعره بآخر ثمن في الأسواق، وتتمكن من حضانة أولادها.
حتى وإن طلبت الزوجة الخُلع وكان الزوج مظلومًا، تحصل الزوجة على كل استحقاقاتها، ولا تترك كل شيء طالما هي الكارهة كطرف في العلاقة الزوجية، وبمجرد طلب أي زوجة نفقة، مجرد أن تتقدم بطلب تحصل عليها، وتتمكن بكل سهولة من الشقة حتى وإن كانت هي المتجنية، والأكثر من ذلك أنها من الممكن أن تحصل على نفقة وتمكين من الشقة وهي ماتزال في بيت زوجها، وقد تتهمه بالعكس.
من هنا بات بعض الرجال مظلومين حقًّا، فهناك من يعترفون بالخطأ بعد حدوث خلافات، ولا تريد الزوجة الرجوع للحياة الزوجية، وبذلك تُضَيِّع على الرجل كل شيء، بالإضافة إلى من يتخذون بناتهم كسلعة يتاجرون بهن ويطلقوهن كي يحصلوا على ما لا يستحقونه، ثم يكرروا ذلك مرة أخرى، ويزوجونهن عدة مرات.
لابد من إعادة النظر في بعض القوانين، فكم من زوجة تطلب الانفصال عن زوجها لأتفه الأسباب، وكيف يستطيع الزوج تقديم إثبات أن زوجته لا تطيعه أو تعامله بشكل سيء، أو كانت تخطط لجعله يتنازل يومًا عن كل شيء؟!..
زمنًا مالت الكفة نحو اليمين، وزمنًا مالت الكفة نحو اليسار، ولا نطالب سوى بخير الأمور، ولا نطالب بالرجوع للوراء بأي حال من الأحوال، ولكن لابد من المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، كي لا يشعر طرف أنه مظلومًا، فيستدير برأسه فلا يجد سوى المجتمع بأكامله ليصوب إليه سهام الانتقام.
اقرأ أيضا للكاتبة:
– أسماء خليل تكتب: زواج بلا شريك