اغتصاب ونهب وتدمير واستخدام المحتجزين دروعا بشرية.. سفير السودان بالقاهرة يكشف جرائم ميليشات الدعم السريع

كتبت: مونيكا مكرم الله
قال السفير محمد عبدالله التوم سفير السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن بلاده منذ الخامس عشر من أبريل 2023 تعانى من مخطط تآمري كبير إثر تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة، والحرب الشاملة التي شنتها هذه الميليشيا على الشعب السوداني وما أعملته في البلاد من قتل ونهب واغتصاب وتدمير.

ووصف التوم خلال كلمته في الاجتماع الاستثنائي للاتحادات العربية لدعم مبادرة ” نبض للعرب ” لإسناد السودانيين المتأثرين بالحرب برعاية جامعة الدول العربية ، قوات الدعم السريع بالميليشيا البربرية التي تمارس وترتكب ابشع الجرائم في حق الشعب السوداني ، مضيفا: أنها ترتكب في حقه ما لم يفعله التتار في بغداد، وما لم نقرأه في كتب التاريخ حديثه وجديده” ، لقد ارتكبت هذه الميليشيا المتمردة انتهاكات فظيعة وجرائم بشعة ضد الشعب السوداني بكامل فئاته، وعاثت في الارض فسادا وقتلا ونهبا واغتصابا.

وأضاف السفير السوداني أن قولت الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك التطهير العرقي، مما حدا بالمحكمة الجنائية الدولية الى فتح تحقيق حول هذه الجرائم، كما قررت الولايات المتحدة أخيرا فرض عقوبات ضد قادتها مما يدل بأن المجتمع الدولي بأسره قد بدأ يفهم الآن طبيعة هذه الميليشيا الدموية الارهابية وأبعاد مخططها التدميري في السودان والمنطقة وزيف وادعاءات قادتها.

وتابع التوم ، رغم كبر واتساع هذه المؤامرة إلا أن قواتنا المسلحة السودانية قد تصدت لها بكل بسالة وحزم وأفشلت المخطط الغادر بالاستيلاء بالقوة على السلطة استهدافا للبلاد في عمق هويتها وصلب مقدراتها ومواردها، وذلك رغم الإعداد الكبير الذي جرى في التخطيط والتمهيد لهذا التمرد بقوات فاق عددها الثمانين ألف مقاتل تسللوا بليل إلى الأحياء السكنية والمرافق الخدمية ومؤسسات الدولة الحيوية، واحتجزوا المدنيين الأبرياء رهائن ودروع بشرية.

وقال التوم إن الميليشيا المتمردة ” قوات الدعم السريع” تسببت في أنهاك وتدمير النظام الاقتصادي في البلاد بشكل غير مسبوق من حيث تدهور البنى التحتية وانهيار بيئة الاقتصاد الكلي، وزيادة نسبة التضخم مؤخرا مما ادى الى ارتفاع الاسعار وندرة السلع بعد أن تم تدمير المصانع ووسائل الانتاج المختلفة التي تعود ملكيتها للمواطنين السودانيين.

وأوضح التوم أن هذه الميليشيا لا سقف لها ولا وازع في ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات ، لافتا إلي وجود الآلاف من المواطنين السودانيين المحتجزين والمختطفين والأسرى لدى الميليشيا تحتفظ بهم كدروع بشرية في مراكز اعتقال جماعي تفتقر الى ابسط مقومات الحد الأدنى وأساسيات التعامل الانساني اللازم توفرها في مثل هذه الحالات

وأشار سفير السودان إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء المحتجزين والأسرى هم من المدنيين الأبرياء ولم يكونوا مقاتلين، حيث بعضهم اختطف من منازلهم وآخرون كانوا بمجرد الصدفة أو الحظ العاثر في مناطق دارت فيها اشتباكات أو تلك التي تقيم فيها المليشيا نقاطا للتفتيش، وتستخدم الميليشيا هؤلاء المحتجزين والأسري دروعا بشرية بينما تعرضهم للتجويع والحرمان من العلاج فضلا عن التعذيب الجسدي والنفسي وبعضهم قد قضى نحبه جوعا ونقصا في الأدوية والعلاج وأخرون جراء التعذيب الجسدي الوحشي.

طالع المزيد:

قوات الدعم السريع تعلن عن إسقاط طائرة ميج للجيش السودانى

رئيس مجلس السيادة السوداني يقرر حل قوات الدعم السريع

وكشف السفير أن حوالي 20.3 مليون شخص سوداني يمثلون 40% من جملة السكان هم حاليا في وضع الطواريء، منهم حوالي 8.6 مليون شخص يحتاجون الى اجراءات عاجلة لانقاذ حياتهم وسبل عيشهم.

كما أوضح التوم ، أن اندلاع التمرد في ابريل الماضي أدي الى ركود الاقتصاد بشكل عام وشلل النظام المالي والمصرفي، مما أثر على التجارة الداخلية والخارجية وعطل سلاسل التوريد.

وأضاف أن تمرد الميليشيا بحسب الدراسة تسببت في تعطيل النظام المصرفي، و تعميق الحالة الانسانية العامة في البلاد واعاقة ايصال المساعدات بسلاسة، و نزوح المواطنين من منازلهم ومدنهم الى الولايات الأخرى والى خارج السودان. حيث أدت جرائم واعتداءات الميليشيا في كل من الخرطوم ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى، الى نزوح ما يقدر بحوالي 2.6 مليون شخص ولجوء حوالي 740 ألف الى دول الجوار.

وأشار سفير السوادن الي تدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس ومصادر الطاقة والمياه والاتصالات السلكية واللاسلكية. فضلاً عن النقص الحاد في المواد الغذائية وغير الغذائية الأساسية في جميع انحاء البلاد بسبب النهب الواسع للأسواق والبنوك والصناعات والمباني العامة والمخازن. وارتفاع اسعار المواد الغذائية واضطراب الأسواق المحلية بسبب ضعف القدرة الشرائية. ووقف أنشطة كسب العيش وما تسبب فيه ذلك من تعطيل للانتاج الزراعي والانتاج الحيواني كذلك.

وأوضح السفير التوم ، أن هذا العدوان الممنهج على البلاد قد تسبب في وقف وتدمير وسائل كسب العيش وخلق حالة عطالة عامة في الخرطوم العاصمة وأجزاء من ولايات دارفور الكبرى وكردفان الكبري، بالإضافة إلي تعطيل دورة الانتاج الزراعي والحيواني وتوقف حلقات التواصل الخلفية والأمامية في العمل الصناعي.

وضرب السفير مثلا فقال إن ما ينتج عن نقص في انتاج الموسم الزراعي الحالي سيؤدي، ليس فقط إلى إفقار المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة في حياتهم كمهنة أساسية، بل سيعني أيضا تفاقم الحالة الإنسانية في العام القادم بسبب ضعف المخزون الاستراتيجي من الغذاء والحبوب.

زر الذهاب إلى الأعلى