محمد أنور يكتب: غباء بنى إسرائيل وتعنتهم من قديم الزمان (٢ من ٢)

بيان

يبدو أن اليهود نفوسهم ملتوية بشكل لا تخطئه عين الملاحظة ، ويبدو عنادهم من قديم الزمان فيما يعرف بقصة البقرة ، وأصل هذه القصة أن قتيلا ثريا وجد يوما في بنى إسرائيل ، واختصم أهله ولم يعرفوا قاتله ، وحين أعياهم الأمر لجئوا إلى موسى ، ولجأ موسى لربه فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة.. وكان المفروض هنا أن يذبح القوم أول بقرة تصادفهم.

لكن تستمر مرواغة بنى إسرائيل.. واتهموا موسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا ، أفهمهم أن حل القضية يكمن في ذبح بقرة.. ويسأل اليهود اسئلتهم الغريبة ، أهى بقرة عاديةأم أنها خلق أخر تفرد بمزية ، فليدع موسى ربه ليبين لهم ما هى ، ويدعو موسى ربه فيزداد التشدد عليهم ، وتحدد البقرة أكثر من ذى قبل ، بأنها بقرة وسط ، بقرة متوسطة.

فيعودون ويسألوا موسى أن يسأل ربه عن لون البقرة المطلوبة ،فيقول أنها صفراء فاقع لونها ، تسر الناظرين ، واستمروا في المرواغة واللجاجة ، فيشدد عليهم الله كما شددوا على نبيه وآذوه ، وأخيرا وجدوها عند يتيم فاشتروها منه وذبحوها ، ومسك موسى ذيل البقرة وضرب القتيل فنهض من موته ، سأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه ثم عاد إلى الموت.

وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم ، وانكشف غموض القضية التى حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم.

ونلفت انتباه القارىء إلى سوء أدب القوم مع نبيهم وربهم ، وقد عذب بنو إسرائيل موسى عليه السلام عذابا نستطيع ـ نحن أبناء هذا الزمان – أن ندرك وقعه على نفس موسى النقية الحساسة الكريمة ، ولم يقصر العذاب على العصيان والغباء واللجاجة والجهل وعبادة الأصنام ، وإنما تعدى الأمر إلى إيذاء موسى في شخصه.

ونعتقد أن اليهود آذوا موسى إيذاءا يدمى النفوس الكريمة ويجرها حقا ، وبهذه النفسية حكم الله عليهم بالتيه أربعين سنة ، حتى فنى جيل بأكمله.

مات موسى عليه السلام ، قبل أن يدخل بنو إسرائيل الأرض التي كتب الله عليهم دخولها ، إن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفى في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.

خرج يوشع بن نون ببنى إسرائيل من التيه وقصد بهم الأرض المقدسة ، قطع بهم نهر الأردن وانتهى بهم إلى أريحا ، حاصروها ستة أشهر ، ثم أحاطوا بها يوما وهم يضربونها بالأبواق ، فتفسخ سورها وسقط دفعة واحدة.

صدر الأمر الإلهي لبنى إسرائيل أن يدخلوا المدينة سجدا ، أى راكعين مطاطئى رءوسهم شاكرين لله عز وجل على ما من به عليهم من الفتح..

خالف بنو إسرائيل ما أمروا به قولا وفعلا ، دخلوا الباب متكبرين متعاليين ، وبدلوا قولا غير الذى قيل لهم ، وأصابهم عذاب من الله بما ظلموا ، كانت جريمة الآباء هى الذل ، وأصبحت جريمة الأبناء الكبرياء والافتراء ، وتحولت التوارة بين أيديهم إلى قراطيس يبدون بعضها ويخفون كثيرا.

ينطبق الكلام على احفاد بنى إسرائيل الذين عاشوا في فلسطين الآن.. لم تسلم التوارة من العبث ، وكان الجحود هو المسئول عما أصاب بنى إسرائيل من عقوبات.

أعتقدوا أنهم شعب الله المختار ، وتصوروا إنطلاقا من هذا الاعتقاد أن من حقهم ارتكاب أى شئ وكل شيء.

تتكاثر خطايهم ، وتمتد جرائمهم ، وقتلهم الأنبياء ، جاء من بعد موسى أنبياء وماتوا وقتلوا ، وانهزم بنى إسرائيل وضاع منهم كتابهم التوارة ، واستولى أعدائهم على تابوت العهد وفيه بقية مما ترك آل موسى وهارون ، وتشرد بنو إسرائيل وطردوا من ديارهم وأرضهم وساءت حالهم ، لم يبق فيهم إلا إمرأة حامل ، جعلت تدعوا الله عز وجل أن يرزقها ذكرا.

طالع المزيد:

محمد أنور يكتب: غباء بنى إسرائيل وتعنتهم من قديم الزمان (1من2)

محمد أنور يكتب: الحرب شر لابد منه

زر الذهاب إلى الأعلى