روسيا تراقب “طوفان الأقصى” فماذا تنتظر؟.. المصالح والحسابات
تقرير: أشرف التهامي
تتابع روسيا تطورات المواجهات الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل تواصل عملية “طوفان الأقصى”. وتتسم ردود فعل المسؤولين الروس بالحذر والترقب والدعوة لضبط النفس.
وتسعى روسيا إلى تحقيق عدة أهداف من خلال الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك تخفيف الضغط على روسيا في أوكرانيا، وتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا، وتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.
وفى هذا الصدد قال ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط و أفريقيا إن: “تصعيد الصراع كان بمثابة مفاجأة لموسكو، وإنها لو كانت تتوقعه لما سمحت به”.
وأضاف بوغدانوف، أن موسكو على اتصال مع إسرائيل وفلسطين والدول العربية في ما يتعلق بتفاقم الوضع وأضاف بوغدانوف أن “العمل جار لفهم ما يحدث ولماذا وما العواقب التي ستترتب على ذلك”.
فيما تشير تصريحات المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، تشير إلى أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان التصعيد الحالي سيؤثر في العلاقات بين روسيا وحماس، موضحا أنه “يجب أن يخرج الوضع من مرحلة الحرب الساخنة أولا”.
وأفاد بيسكوف في وقت سابق بأن جدول الرئيس الروسي لا يتضمن اتصالات مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية. ونفى فرضية وجود مصلحة روسية من التصعيد الجاري من زاوية تراجع الدعم العسكري والمالي والتكنولوجي الغربي لأوكرانيا وتوجيهه إلى إسرائيل، وقال إنه “في كل الأحوال سيدخل هذا الدعم منحى تنازليا، وإنه سيحدث لا محالة”.
وأكد تقرير لصحيفة “فيدومستي” الروسية أن نواب مجلس الدوما (البرلمان الروسي)، ومن بينهم أعضاء لجنة الشؤون الدولية، رفضوا التعليق على الصراع العسكري الجاري، ولم يجيبوا عن سؤال ما إذا كان المجلس سيتبنى أي بيان أو قرار بشأن هذه المسألة.
المصالح الروسية
والحديث المباشر عن المصالح الروسية فى هذه الحرب، جاء على لسان أحد حلفاء كييف، ومنهم الرئيس البولندي أندريه دودا -التي قررت بلاده إرسال وحدة عسكرية وطائرات لإجلاء مواطنيها من إسرائيل، وقد اعترف الأخير أن ما يحدث مفيد لموسكو، التي تسعى لصرف انتباه العالم أجمع عن الأحداث في أوكرانيا، حسب قوله.
كما كتبت الصحفية يفغينيا كونداكوفا في موقع “أوكرانيا رو” مقالًا تحت عنوان “الدعم لن يكون أبديا”، قالت فيه إنه “إذا اختارت الولايات المتحدة تمويل إسرائيل، فسيكون لذلك تأثير مباشر على مسار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”.
ويمكن أن نلخص هذه المصالح الروسية بشكل مباشر فى النقاط التالية:
- تخفيف الضغط على روسيا في أوكرانيا: تسعى روسيا إلى تحويل انتباه العالم عن الحرب في أوكرانيا إلى الصراع في الشرق الأوسط.
- تقويض الدعم الغربي لأوكرانيا: تعتقد روسيا أن الدعم الغربي لأوكرانيا سيتراجع إذا تركز على الصراع في الشرق الأوسط.
- تعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط: تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال دعم حلفائها في المنطقة، مثل سوريا وإيران.
بالإضافة إلى المصالح المذكورة أعلاه، قد تسعى روسيا أيضًا إلى الآتى:
- تقويض موقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط: تعتقد روسيا أن الولايات المتحدة تسعى إلى إبعادها عن المنطقة، وتسعى روسيا إلى إفشال هذه الجهود.
- تشجيع الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل: تعتقد روسيا أن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية سيعزز الاستقرار في المنطقة، وتسعى روسيا إلى دعم هذا الاتجاه.
العلاقات الروسية الإسرائيلية
تمتلك روسيا وإسرائيل علاقات جيدة نسبيًا، لكن هذه العلاقات شهدت بعض التوتر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويعيش في روسيا أكثر من 100 ألف مواطن إسرائيلي، يعيش 80 ألف منهم في موسكو، بينما يقيم مئات الآلاف من المواطنين الروس في إسرائيل.
وبداية من العام الماضى 2022، شهدت العلاقات بين روسيا وإسرائيل، تغييرات وذلك فى أعقاب الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، وأثناء فترة ولاية يائير لابيد كرئيس لوزراء إسرائيل، لكنها عادت إلى الاستقرار نسبيًا مع تولي بنيامين نتنياهو مجددًا رئاسة الوزراء.
وفيما يخص أحداث غزة ، فقد فشل مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وضع الدولة السورية
ويرى محللون أن الوجود الروسي في شرق المتوسط مرهون بوجود الدولة السورية بالتالي لن يقبل بتهديد وجودي للدولة السورية، وقد يقدم الدعم العسكري وربما هناك مصلحة روسية باستدراج الأمريكي تحديداً لجبهة أخرى تخفف الضغط عن الروس في أوكرانيا وتحول جزء من الدعم الغربي إلى العدو.