القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران في الجنوب السوري: التحليل والنتيجة

 

 

 

رسالة سوريا من: أشرف التهامي

تشهد مناطق من محافظتي القنيطرة ودرعا جنوب سورية عمليات قصف متبادَل بين إسرائيل والقوات الإيرانية، وذلك على خلفية اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023.

وقد استهدفت إسرائيل 8 مواقع عسكرية، إما تم استخدامها لإطلاق قذائف مدفعية باتجاه الجولان المحتل أو يُتوقع استخدامها لذات الغرض.

والمواقع التي استهدفتها إسرائيل هي منشآت عسكرية ومدنية تابعة للجيش السوري وتستخدمها القوات الإيرانية، لا سيما حزب الله، ولا تبعد سوى كيلو مترات قليلة عن الجولان المحتل، وتقع في درعا، والقنيطرة، وتفصيلاتها كالتالى:
1- سرية عابدين.
2- سرية صيدا الجولان.
3- وسرية المجاحيد.
إضافة لمواقع أخرى في تل الجموع وزيزون ووادي جملة ونبع الفوار؛ حيث يتم استخدامها للأغراض الآتية:
1- التسليح.
2- الدعم اللوجستي.
3- تجميع القوات.
وتحتوي تلك المنشآت على شاحنات متوسطة الحجم تضمّ: أسلحة، وصواريخ، ومُعَدّات عسكرية، وأجهزة خاصة بالمراقبة والرصد والتشويش.
فيما اقتصر القصف الذي نفّذته القوات الإيرانية على إطلاق قذائف المدفعية، بينما استخدمت قوات الكيان الصهيوني: القذائف، والصواريخ، والطيران الحربي والمسيَّر والاستطلاع.

وكان قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، قد قام بزيارة إلى سورية منتصف أكتوبر الجارى لمتابعة غرفة العمليات المشتركة التي تم تأسيسها قبل أشهُر لمراقبة الوضع الحالي وتنسيق نشر القوات.

لكن ميدانياً ما يزال القصف الذي تنفذه القوات الإيرانية محدوداً للغاية، ويقع ضِمن قواعد الاشتباك، وهناك محاولة واضحة لتوسيع حالة التصعيد بحيث لا تشمل مواقع جيش الكيان الصهيوني في الجولان المحتل بل تشمل القواعد العسكرية الأمريكية في سورية.

التحليل:

تُشير عمليات القصف التي تقوم بها قوات الجيش والقوات الإيرانية إلى عدم وجود ترتيبات قتال تنمّ عن القيام بهجوم جبهوي نحو الجولان المحتل.

لكن بالمقابل يبدو من الرد السريع والمُركّز على مصادر النيران الذي تنفذه قوات الكيان الصهيوني استعداد جيش الكيان وجاهزيته لخيار القتال البري.

ومن خلال هذه العمليات تُحاول إيران إظهار إمساكها بقرار العمليات العسكرية من الجبهة السورية؛ لكن ميدانياً ما يزال القصف الذي تنفذه القوات الإيرانية محدوداً للغاية، وهناك محاولة واضحة لتوسيع حالة التصعيد بحيث لا تشمل مواقع جيش الكيان الصهيوني في الجولان المحتل بل تشمل القواعد العسكرية الأمريكية في سورية.

النتيجة:

من المرجح أن تُوظّف إيران الأعمال العسكرية التي تقوم بها ضد المواقع الإسرائيلية والأمريكية كأداة ضغط وتفاوُض مع الولايات المتحدة لوقف قصف المدنيين بغزة وتشتيت قدرات جيش الكيان الصهيوني ولإنهاء التواجد الأمريكي في سورية. ومن غير المتوقَّع أن تلجأ إيران لتوسيع القصف جنوب سورية إلى مواجهة عسكرية مع قواتها.

زر الذهاب إلى الأعلى