عبد الغنى يروى قصة الهوس الدينى فى فلسطين المحتلة وانتظار اليهود للمسيح المخلّص

كتب: على طه

قال الكاتب الصحفى عاطف عبد الغنى، تعليقا على زيارة وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية “سى أى أيه” ، لمصر (أمس الثلاثاء، ولقائه الرئيس السيسى)، أنه طول الوقت نقول إن علاقات مصر وأمريكا علاقات استيراتيجية، وأن هناك تعاون كبير على المستوى الأمنى والاستخباراتى، ومجالات أخرى، لكن الظرف الذى تمر به المنطقة، وما يحدث فى غزة ضاغط على أعصابنا وأعصاب العالم كله، ونحن نرى هذه الأعداد المهولة من الضحايا وقد تحولت غزة من سجن كبير للغزاويين إلى مقبرة كبيرة للأشقاء الفلسطنيين، وقد تجاوزت أعداد الشهداء رقم العشرة آلاف وثلثملئة شهيد، وبلغت أعداد الجرحى ضعف هذا العدد، غير المفقودين والمدفونين تحت الأنقاض، أكثر من ألفين، وهذه مجزرة تفوق كل ما عرفناه فى التاريخ الحديث، ويحدث هذا ولا نعرف متى يستيقظ ضمير العالم.
جاء هذا خلال مشاركة عبد الغنى فى برنامج أخبار القاهرة المذاع على قناة “القاهرة” حلقة مساء أمس الثلاثاء 7 نوفمبر، من تقديم الإعلامية هبة فهمى.
وأضاف الكاتب الصحفى أن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية “سى أى أيه” ، ليست أول زيارة لمسئول أمريكى رفيع المستوى لمصر، فقد سبقتها زيارة وزير الخارجية أنتونى بلينكن، ومن قبله زار المنطقة الرئيس بايدن، ورفض الرئيس السيسى، والرؤساء العرب لقائه، لمعرفتهم ما هو قادم من أجله، وأرادوا تفويت الفرصة عليه، وتأتى زيارة بيرنز بالتأكيد من أجل توصيل رسالة ما، لكن مصر حريصة على حقوق الأشقاء الفلسطنيين، فى عدم تمرير أية مخططات تتعلق بترحيل أو تنفيذ “ترانسيفر” للأشقاء الفلسطنيين فى غزة، او تالدفع بهم خارج أراضيهم، وذلك أولا حفاظا على حقوق الفلسطنيين فى أراضيهم، حفاظا على عدم تصفية القضية الفلسطنيسة، حفاظا على إقامة السلام الشامل والعادل، من خلال إقامة الدولة الفلسطنية.
وأكد عبد الغنى على أن ما سبق يمثل ثوابت الدولة المصرية، واصفا الدولة الفلسطنية المنشودة بأن تكون كاملة السيادة على أراضيها، المتصلة التى لا تقطعها مستعمرات، تتكتع بكل حقوق الدولة المنصوص عليها فى القوانين والشرعية الدولية.
وفى الإجابة عن سؤال حول الموقف السياسى المصرى وقدرته ببراعة على تقديم القضية الفلسطينية للعالم، وفى نفس الوقت الحفاظ على العلاقات الوسطية الاستيراتيجة مع عدد من الدول على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية، قال عبد الغنى إنه فى هذا الوقت الحساس جدا ، كيف تحافظ على علاقتك بالعالم الخارجى، الغربى تحديدا، أمريكا وأوروبا، وفى ذات الوقت تصر على أن تحافظ على حقوق الفلسطنيين، وحقوق مصر، وقد كشفت الأيام الأخيرة حجم المخططات لحل القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وخاصة مصر، وإذا لم تنفع مصر يكون نحو الأردن، وكان الرئيس السيسى صوت مصر واضحا وقويا، لديكم صحراء النقب ، ولن نسمح بتصفية القضية الفليسطينية، ولا التنازل عن أراضينا لحل أزمة إسرائيلية، أو لتنفيذ أحلام صهيونية، فى المنطقة أو أحلام مسيانية، تلمودية أسطورية تحدثت فيها كثيرا، حتى ما قبل 7 أكتوبر الماضى، ويصدرّها الساسة والقادة الإسرائليين للداخل عندهم، لإحداث هوس دينى أصولى، وأصبح الإسرائليون يريدون التخلص ممن هو عربى أو فلسطينى بسبب هذا الهوس.

طالع المزيد:

عاطف عبد الغنى يكتب: « الذكاء الاصطناعى طلع صهيونى »

عاطف عبد الغنى يكتب: من بحر البقر إلى المستشفى المعمدانى

ومقابل هذا الهوس لديهم عدم يقين داخلى باستمرار دولتهم وأنها من الممكن أن تكمّل، لذلك يدافعون عن هويتهم، والسبب أنهم يعيشون فى الأوهام منذ ان أنشأوا هذه الدولة، على أوهام وأساطير، ومازالت هذه الأساطير تكبر عندهم وتسيطر عليهم الهواجس أن يكملوا بعد 70 سنة، وهذا العدد من السنين يمثل لهم عقدة تاريخية منذ كانوا فى السبى البابلى (العراق).
وواصل الكاتب الصحفى، فقال إن الناس لا تعرف أنهم مكثوا فى السبى (العبودية أو الأسر) فى بابل العراق 70 سنة قبل أن يسمح لهم بالعودة إلى فلسطين وأن يقيموا لثانى مرة المعبد رمز التوحيد فى العالم فى هذا التاريخ، ولم يكن لهم طوال الوقت إقامة دائمة أو مستقرة فى فلسطين، وكانوا يحاربون الشعوب الموجودة فيها، من فلسطنيين، وفينيقيين، وشعوب أخرى.
كان المعبد رمزا للعبادة التوحيدية الخالصة، قبل أن ينحرفوا بالعقيدة، والممارسات التى تقام فى المعبد، والتى بعث الله بالمسيح عيسى ابن مريم لتصحيحها، وطلبوا من المسيح أن يكون قائدا حربيا وملكا عليهم، فرفض، وقال قولته الشهيرة: “مملكتى ليست من هذا العالم” ، فسعوا لصلبه، ورفعه الله إلى السماء حيا فيها، وعندما ثاروا على الحكم الرومانى انتدب الرومان القائد تيطس لقمع الثورة وهدم المعبد لثانى مرة فى سنة 70 ميلادية، وكان المسيح عيسى بن مريم قد تنبأ لهم بخراب المعبد الذى حولوه من بيت عبادة إلى رمز للوثنية واللصوصية وغيرها من ممارسات مرزولة للكهنة ورجال الدين، ومع تحطيم المعبد لثانى مرة وسواه بالأرض، ومع مرور الزمن وارتفاع منسوي الأرض، بالردم وغيره، يقول الخبراء، أنه يلزم الحفر بعمق 70 قدم تحت سطح الأرض، للوصول إلى أساسات المعبد الذى لم يعد له وجود، وبعدها تشتت يهود فلسطين الشتات الأخير فى أنحاء العالم المختلفة.
وأوضح عبد الغنى أنه اليهود الآن لديهم هوس بعودة المسيح المحلّص، وبناء المعبد لثالث مرة، والمعارضون من الجماعات الأصولية، يقولون أن المعبد سوف ينزل من السماء مع مجىء المسيح المخّلص ولا يقام بيد الإنسان لأن فى هذا معصية لأوامر الرب، وإشارة لهلاك شعبه (يقصدون أنفسهم).
تفاصيل وتعليق على أخبار أخرى فى البرنامج كاملا.. شاهد الفيديو:

زر الذهاب إلى الأعلى