محمد أنور يكتب: اقرأ

بيان
تكمن قوة الإنسان وثروته الحقيقة فى ثراء عقله وروحه وخلقه.. ومن هذا الكون الكبير والكتاب المفتوح لكل ناظر، وميسر لكل قارئ، يستمد العظماء والعلماء ثرائهم العقلي والروحي من هذا الكون الواسع والكتاب المفتوح، من لحظات الصمت والتأمل في السماء ونجومها والأرض وزرعها، ومن لحظات الصمت المفكر التي تتيح لعقلك أن يكون نافذة على الحياة.
يحيى العقل بالقراءة المستمرة، ولو خلت الحياة من نعمة القراءة والفكر لكانت عبئا لا يطاق، إن أول كلمة تلقاها الرسول صلى الله عليه وسلم ـ من ربه ـ أقرأ.. !
تجد وراء كل عظيم حشد من الكتب، وحين تتبع سير عظماء البشرية، تجد الشغف بالقراءة، كان السمة المميزة لطفولتهم، ونشأتهم الأولى.
بكونك إنسان فأنت مطالب بأن تقرأ كثيرا، فالحياة اليوم تتعامل في مستوى رفيع وبعيد، من المسئولية والتجاوب، وأعلم أنك حين تجلس مع مع كتاب لإبن خلدون أو أفلاطون أو شكسبير.. فأنت في الحقيقة تجلس مع هولاء في في أصفى ساعات حياتهم، وتفوز منهم بمغانم قد تفوق مغانمك لو كنت تجالسهم أحياء.إقرأ في الأدب، وفي السياسية، وفي الاقتصاد، وفي الأخلاق، وفي الدين، وفي التاريخ، وفي العلم.. عش في أوسع مساحة ممكنة من المعرفة والفهم.. بعض الكلمات الأسرة تلقي بك إلى متاهات، يصعب العثور عليك فيها..!
إقرأ لتكتشف نفسك لا لتفقد نفسك، لترى الطريق، وناقش ما تقرأ، لعلك تقف أمام كلمة تحمل لك فيضا من الأسرار والأفكار، لأننا نقرأ من أجل الإلهام والأفكار والاكتشافات التي تضاف إلى تراث الفكر الإنساني.
يجب أن تقنع في يقينك، أنه لا أحد يصيب كل الصواب.. ولا أحد يخطئ كل الخطأ، فالحقيقة لا يملكها عقل واحد، وإنما تهتدى إليها كل العقول العاملة في الوصول إليها.. إننا في عصر يستمد من عمليات المعرفة، حقائقه ومذاهبه، والمعرفة ترفض التعصب رفضا مطلقا، لأن غاية المعرفة الوصول إلى ما هو حقيقي، ولا تقتنع بالاشياء التي نفسك تهوى إليها هوى.. ثم تذهب باحثا عن البراهين التى تثبت صحتها.. بل ابدأ بالبراهين أولا.. ودعها تهديك إلى النتائج الصحيحة والأحكام القوية.
لا تحقرن من تفكيرك السديد شيئا، فإنك لا تدرى ما ينطوى عليه من عطاء.. قل كلمتك فالحياة تنتظرها، ولا تحسب أنك جئت إلى العالم متأخرا، أو أن الحياة الإنسانية سوت مشاكلها، ومن ثم لم تعد بحاجة إلى من يقول ومن يفكر.

اقرأ أيضا للكاتب:

محمد أنور يكتب: الحرب مستمرة

محمد أنور يكتب: إلى الأمة العربية والإسلامية

 

زر الذهاب إلى الأعلى