تاريخ أغفله التاريخ.. قصة إغراق المدمرة الإسرائيلية يافو مع المدمرة إيلات

أحمد أبو بيبرس

سردية يكتبها أحمد أبو بيبرس

.. تــاريخ أغفـــله التاريخ.. أكتبه لوجه الحقيقة و التاريخ.
والسطور التالية تحمل قصة تدمير المدمرة الإسرائيلية الثانية يافو، التى لايعرفها أغلب المصريين الذى حققوا هذا الإنجاز المذهل إبان “حرب الاستنزاف”.
يحتفل سلاح البحرية المصرى كل عام بعيده يوم 21 أكتوبر 1967 حيث جرى إغراق المدمرة إيلات فخر قطع السلاح البحرى الإسرائيلى خلال حرب الإستنزاف المجيدة.

إسرائيل أخفت الفضيحة

لكن هل تعلم الأجيال الجديدة أن المصريين لم يدمروا المدمرة الإسرائيلية إيلات فقط وإنما تم تدمير مدمرة إسرائيلية أخرى، تمثل الأخت التوأم للمدمرة إيلات كانت تحمل إسم (يافو) وتعنى يافا باللغة العربية كانت قد خرجت لنجدة المدمرة الأولى إيلات ولكن إسرائيل أعلنت فقط عن غرق إيلات وأخفت خبر إغراق يافو لإخفاء تلك الفضيحة الكبيرة والهزيمة الثقيلة لسلاح البحرية الإسرائيلية ولتقليل من فرحة المصريين بالنصر.

وللأسف تماهت القيادة السياسية المصرية فى ذلك الوقت مع الإعلان الإسرائيلى بغرق إيلات فقط خوفا من إتهاماها بالمبالغة نتيجة الحساسية الشديدة من مهزلة بلاغات حرب 1967 التى كانت تبشر بتحقيق نصر كاذب لم يتحقق فى الواقع.

الحساسية لدى المصريين

ولنفس تلك الحساسية أغفلت القيادة العسكرية المصرية تأكيد إنتصارات جوية مصرية أخرى تحققت على طيران العدو الإسرائيلى طوال حرب الإستنزاف بسبب خشية عدم تصديق الشعب لتلك الإنتصارات وإتهام البلاغات المصرية بالكذب.

إذن.. ما الذى جرى مساء يوم 21 أكتوبر 1967 أمام سواحل بور سعيد ؟.
ــ رصدت ردارات البحرية المصرية إقتراب المدمرة إيلات من سواحل بورسعيد فخرج لنش الصواريخ المصرى رقم 504 يقوده البطل احمد شاكر ليتصدى لها وتم قصفها بصواريخ بحرية بحر / بحر من طرازب ـ 15 ستايكس سوفيتية الصنع بمدى بحرى 37 كلم وبرأس مدمرة تزيد حمولتها عن 450 كيلوجرام إستخدمت لأول مرة فى التاريخ العسكرى.

صورة الصاروخ البحرى المصرى الذى أغرق كلا من المدمرتين إيلات ويافو
صورة الصاروخ البحرى المصرى الذى أغرق كلا من المدمرتين إيلات ويافو

وغرقت المدمرة الإسرائيلية فى قاع البحر بصاروخين أطلقا على التوالى وذلك فى حوالى الساعة السابعة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 لكن بعد ان نجحت إيلات فى إرسال إستغاثة إلى القيادة البحرية للعدو وصلت متأخرة إلى الموانئ الحربية الإسرائيلية التى أخرجت المدمرة الأخرى يافو من ميناء العريش لنجدة المدمرة الأولى إيلات.

 المدمرة إيلات من نقش نوع المدمرة يافو
المدمرة إيلات من نقش نوع المدمرة يافو

مرة اخرى بعد حوالى ساعة من غرق المدمرة الأولى إيلات رصدت ردارات البحرية المصرية قطعة بحرية معادية اخرى موجودة بنفس المنطقة التى غرقت فيها إيلات فساد إعتقاد خاطئ لدى البحرية المصرية بأن بدن المدمرة الإسرائيلية لازال عالق يطفو فوق الماء ولم تغرق إيلات بعد . فتم إخراج لنش صواريخ مصرى أخر برقم 501
بقيادة البطل لطفى جاد الله للتأكد من غرق المدمرة إيلات ولقطع الشك باليقين
شاهد لطفى جاد الله قطعة بحرية أخرى للعدو هو وأفراد طاقمه بنفس حجم إيلات فقام بإغراقها بصاروخين أخرين من نفس الطرازالسابق وعلى أثر ذلك طاردته الهليكوبترات الإسرائيلية وقطع البحرية الأخرى المعادية التى حضرت مسرعة لنقطة غرق إيلات لعمل على إنقاذ ما تبقى حياً من أفراد طاقمها حاولت لنشات العدو وقطعه البحرية الإنتقام من اللنش المصرى بقيادة البطل لطفى جاد الله فنجح البطل لطفى جاد الله فى الفرار باللنش المصرى بعيدا عن مخالب العدو ونيرانه حتى جنح على شاطئ دمياط.

بيان عسكرى مصرى

خرج بيان عسكرى مصرى فى البداية يؤكد على إغراق مدمرتين للعدو لكن مع الإعلان الإسرائيلى عن غرق مدمرة واحدة فقط تم تعديل البيان العسكرى التالى ليتماشى مع البيان العسكرى الإسرائيلى
إلى هنا إنتهت الملحمة التاريخية دون علم البحرية المصرية أن بطلها لطفى جاد الله نجح فى إغراق مدمرة أخرى للعدو مساوية تماما للمدمرة إيلات التى اغرقها زميله منذ ساعة واحدة تقريباً دون أن يعى أحد حقيقة ذلك إذ كان مبلغ العلم أنه تم نسف وإغراق ماتبقى من بدن وحطام المدمرة الأولى إيلات فقط لكن ظهر موقع عسكرى بريطانى يؤكد أنه تم بيع المدمرتين إيلات ويافو معاً وهما من نفس النوع من فئة ( زد ) إلى إسرائيل فى منتصف الخمسينيات.
ومن هنا تحركت المجموعة 73 مؤرخين وهى مؤسسة مدنية متخصصة جداً فى دراسة وتوثيق التاريخ العسكرى المصرى قامت بالبحث والتقصى الطويلين وعمل حوارات مع من بقى على قيد الحياة من رجال البحرية المصريين
والدخول على عدة مواقع بحثية عسكرية إسرائيلية وأجنبية.
ومراجعة شهادة قائد المدمرة إيلات القبطان شوشان الذى نجا من الغرق وشهادات إسرائيلية أخرى تم التكتم عليها.

صفحة من التاريخ

والتأكد من مذكرات قائد سلاح البحرية المصرى فى ذلك الوفت لواء بجرى / محمود فهمى الذى دون فى مذكراته المعنونة بإسم ( صفحة من التاريخ ) واقعة إغراق يافو من خلال واقع شهادات ضباطه ورجاله ومراجعات الأهداف التى إلتقطتها شاشات الرادارات المصرية وفطع بصورة لا تقبل الجدل بأن البحرية المصرية أغرقت يوم 21 أكتوبر مدمرتين للعدو إيلات ويافو وليسست المدمرة إيلات وحدها ونشرت المجموعة 73 مؤرخين ذلك البحث فى دراسة لها على موقعها الإليكترونى بعنوان ( حقيقة إغراق المدمرة يافو فى نفس يوم إغراق إيلات) لمن أراد ان يرجع إليها
ومن المعروف أن الكيان الصهيونى يدمن إدمانا شديدا على مدار تاريخه الدموى الفصير تحريف الحقائق وطمسها وتشويهها وقبل كل ذلك التقليل الفادح والفاضح لخسائره سواء فى الأرواح والمعدات فى كل حروبه مع العرب إلى درجة مضحكة تثير دهشة المجانين قبل أن تثير دهشة العقلاء والأصحاء نفسياً ..!.

حدث أسطورى

ووفق ما جرى إستعراضه يحق للتاريخ العسكرى المصرى ان يذكر ذلك الحدث الأسطورى إحقاقا للحق من ناحية وإعادة كتابة وتصحيح التاريخ العسكرى البحرى المصرى من ناحية أخرى للرفع من قيمة النصر البحرى المصرى الكبير الذى تحقق فى ذلك اليوم الخالد فى التاريخ العسكرى المصرى بكسر أنف السلاح الجرى الإسرائيلى كسراً مهيناً لم يجبره شيئ بعد ذلك اليوم أبداً بخسارته لــ 100% من مدمراته الحربية البحرية وتكبده لخسائر بشرية كبيرة لعشرات العشرات من جنوده من طاقم المدمرتين بين فتيل وغريق وجريح.

ذلك اليوم الذى صار عيداً سنويا للبحرية المصرية من كل عام يوم 21 اكتوبر 1967.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى