الإسرائيليون على حدود دول المواجهة في حالة هلع من احتمال تكرار 7 أكتوبر

ترجمة: أشرف التهامي

تقرير موسع نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قبل ساعات، يكشف حالة الهلع و الخوف التي يعيشها الإسرائيليون في البلدات الحدودية مع دول المواجهة مصر والأردن وسوريا من احتمال تكرار عملية طوفان الأقصى، التى انطلقت في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.
وقالت “هآرتس” إن: “الشعور بالأمن على حدود إسرائيل، التي كانت حتى وقت قريب تعتبر هادئة – حدود سوريا والأردن ومصر ومنطقة التماس على طول الخط الأخضر – أصبح مهزوزًا تمامًا، منذ 7 أكتوبر”.
وتختلط المخاوف من سيناريوهات لا تزال تبدو غير منطقية، مثل غزو آلاف الجنود الأردنيين، أو عمليات اغتيال من الحوثيين، بمخاوف ذات أساس أكثر صلابة.

والإسرائيليون الذين نظروا حتى وقت قريب إلى الغرب أو الشرق ورأوا منظرًا خلابًا يشرح الصدر للبلد المجاور، يركزون الآن أنظارهم على السياج في المنتصف، ويسألون أنفسهم: كم من الوقت يستغرق قطع السياج الحدودي بمنشار ، أو أي نوع جرافة سيقوم بإسقاطه بضربة واحدة.
حتى في البلدات الهادئة والمسالمة، والتي يتميز بعضها بخصائص الهيبيز، هناك من يحاول تفعيل علاقاته للحصول على وسائل رؤية ليلية أو المزيد من صناديق الذخيرة.

عناصر الأمن صارت تثير الشكوك

وأكدت الصحيفة أن العديد من العناصر الأمنية التي زرعت في الماضي الطمأنينة، تثير الآن الشكوك.

إيتان رونن، يسكن على حدود مصر، ينظر بقلق إلى الدبابة التي وُضعت على التلال لحراسته، ويقول: “ذات مرة، كانت الدبابة الإسرائيلية ذات اعتبار عظيم، الآن، يبدو الأمر مختلفًا، بعد أن أصبح من الواضح أن أداة طيران صغيرة بدون طيار رخيصة الثمن يمكنها التغلب عليها.

ويضيف: “حتى الدبابة يمكن تعطيلها، لقد فقدنا الثقة”.

ويخشى رونن سيناريوهات مختلفة: خلية إرهابية في سيناء تقرر التحرك، ورجال شرطة مصريون يفقدون صوابهم، وإرهابيو حماس الذين غادروا غزة إلى مصر، ومن هناك سيبحثون عن طريقة للتسلل إلى إسرائيل.

نحن نبدأ حالة تأهب عند الفجر.. ننظر إلى الخارج. جميعنا نجهز أسلحتنا، في انتظار معرفة من سيأتي إلينا من الضباب”.
مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، يُطلب من سكان كيبوتس اشدوت يعقوب (القريب من الحدود الأردنية) أن يحبسوا أنفسهم في منازلهم بسبب إنذار بتسلل. “الهلع رهيب هنا”، يقول إيلي أرازي، أحد قدامى المحاربين في الكيبوتس، “إنه أمر مرهق للأعصاب”.

وتقول غاليت كوسوفسكي مزراحي من مروم الجولان: “لقد أوقف زوجي سيارتينا في موقف السيارات العام، كي يبدو الأمر وكأن لا أحد في المنزل”. وتضيف: “أسمع الأطفال، الذين تبلغ أعمارهم 11 و12 و15 عامًا، يتحدثون مع بعضهم البعض عن المكان الذي سيختبئون فيه، وجميع أنواع الحيَل التي سيفعلونها إذا حدث شيء ما.
تقول هداس رابوبورت، من تسوفر: “في السابع من أكتوبر، تلقيت رسالة مفادها أن هناك تسللًا لإرهابيين. أخذت سكاكين المطبخ ودخلت الغرفة مع الأطفال.

فرضيات نتنياهو المنهارة

أما أيهود براك فيقول: كثير ة هي الفرضيات التي اعتمدها نتنياهو وانهارت هي أيضا في 7 أكتوبر، ويضيف فى تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت أن 7 أكتوبر في تاريخنا، سيُخَطّ بأنه القصور (الإخفاق) الأخطر في تاريخ الدولة.

قصور الاستخبارات والمنظومة العملياتية، قصور قيادة الأمن ورئيس الحكومة، سترافقنا الهزيمة والخذلان لسنوات.

ويؤكد أن توغل الجيش الإسرائيلي عميقاً في غزة، يدمر بنى تحتية لحماس، ويتقدم نحو تحقيق الأهداف، وفي مركزها تحييد قدرة حماس العملياتية والسلطوية، إلى جانب تحرير المخطوفين. تدور الحرب في ظل أربعة “اضطرارات”، ما قد يحبط قدرتنا على تحقيق الأهداف، ويوضح هذه المور الاضطرارية فى التالى:
تحرير المخطوفين، وردع “حزب الله” وإيران، والإبقاء على الشرعية للعمل لزمن طويل.

اليوم التالي

أمن “الغلاف” وماذا وكيف سيحصل لكي يتمكن سكان الشمال من العودة إلى بيوتهم.
وجدعون ليفي حذر: المفاجأة القادمة ستأتي من الضفة الغربية ولن تفاجئ: كآنية ضغط على شفا الانفجار.
يقول ليفي في هآرتس بتاريخ16/11/2023، المفاجأة القادمة لن تحصل فجأةً. قد تكون أقل فتكاً من سابقتها، تلك في 7 أكتوبر، لكن ثمنها سيكون باهظاً. عندما ستقع على رؤوسنا المصدومة من وحشية العدو، لن يتمكن أحد من تبرئة نفسه والادعاء بأنه لم يكن يعلم أنها ستقع. وسيكون الجيش الإسرائيلي آخر من له الحق في ادعاء ذلك، لأنه هو نفسه لم يتوقف عن التحذير منها، لكن التحذير من دون أن يحرك ساكنًا لمنعها. لذلك فإن مسؤوليته لن تكون أقل خطورة من مسؤوليته عن مجزرة الجنوب، وليست أقل من مسؤولية المستوطنين، ولا أقل من مسؤولية السياسيين الذين للوهلة الأولى يمنعونه من التحرك.

الطوفان القادم

إن آنية الضغط التالية التي توشك على الانفجار في وجوهنا تغلي في الضفة الغربية. والجيش الإسرائيلي يعرف ذلك، ولا يتوقف قادته عن التحذير منه. هذه تحذيرات منافقة ومتغطرسة ووقحة لا مثيل لها، لأن الجيش الإسرائيلي، بكلتا يديه وبجنوده، يؤجج النار ليس أقل من المستوطنين. والتظاهر بأننا سنواجه جبهة أخرى فقط بسبب المستوطنين، هذا تساذج وكذب. لو رغب الجيش أن يتحرك لتهدئة الميدان على الفور، لفَعَل. لو أراد ذلك، لتحرَك ضد المستوطنين كما يجب ان يفعل الجيش النظامي ضد الميليشيات والكتائب المحلية.
عدو إسرائيل في الضفة الغربية هو المستوطنون
إن عدو إسرائيل في الضفة الغربية هو المستوطنون أيضاً، ولا يفعل جيش الدفاع الإسرائيلي شيئاً ضدهم، فجنوده مشاركون نشطون في المذابح، ينكلون بالسكان بطريقة مشينة، يلتقطون الصور ويهينونهم، يقتلون ويعتقلون، ويدمرون النصب التذكاري لياسر عرفات في طولكرم، ويخطتغون آلاف الأشخاص من أسرّتهم – بهدف تأجيج النار. جنود متعطشون للانتقام، يشعرون بالغيرة من رفاقهم في غزة المنفلتين في الميدان.
كثيرون مع يد خفيفة ومتحمسة على الزناد، وعدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب -يقترب من 200، ولا توقُف. القائد العسكري للمنطقة غير موجود، ولا قائد الفرقة ولا قادة في الميدان لوقف الانفلات. ربما هم أيضًا معنيون بذلك، فمن الصعب تصديق أن رعب المستوطنين يصيبهم بالشلل، ألا يعتبرون شجعانًا؟.

طالع المزيد:

وشهد شاهد من إسرائيل: المستوطنون ووحدات الاحتياط تروع وترهب الفلسطنيين فى الضفة الغربية

والمستوطنون منتشون. فرائحة الدم والدمار المنبعثة من غزة تحمسهم على الانفلات أكثر من المعتاد. ليست مجرد حكايات خرافية عن اعشاب ضارة: فالمشروع الاستيطاني بالعاملين فيه وميزانياته الكبيرة لا يتحرك ضد المذابح التي تخرج من لدنه. الحرب هي فرصتهم الكبيرة والسانحة. وبرعاية الحرب ووحشية حماس، تتاح لهم الفرصة لترحيل أكبر عدد ممكن من السكان من قراهم، وخاصة الأضعف في الأطراف المترامية، تمهيدا للترحيل الكبير الذي سيأتي في الحرب القادمة، أو التي بعدها.

فرق الاستنفار

كنت هذا الأسبوع في المنطقة المستباحة في جنوب جبل الخليل: لم تبدُ هكذا من قبل أبدًا. كل مستوطن هو عضو في “فرقة الاستنفار”، وكل “فرقة استنفار” هي ميليشيا مسلحة وبرية، مع تصريح بالتنكيل بالرعاة والمزارعين ومضايقتهم. وقد تم بالفعل تهجير 16 قرية في الضفة الغربية، ويستمر الترانسفير بكامل قوته. جيش الدفاع الإسرائيلي غير موجود. إسرائيل، التي لم تهتم قط بما يحدث في الضفة الغربية، وهي الآن بالتأكيد لا تريد أن تسمع عنها. هناك اهتمام كبير في وسائل الإعلام الدولية، لأنها تدرك إلى أين يقود هذا.

إسرائيل لم تتعلم

ووراء كل ذلك، مرة أخرى الغطرسة الإسرائيلية، التي كانت أيضاً وراء مفاجأة 7 أكتوبر. حياة الفلسطينيين بنظرها قمامة، والانشغال بمصيرهم وبالاحتلال هو مصدر إزعاج قهري، والفكر السائد هو أننا إذا تجاهلناه ستنتظم النجوم. إن ما يحدث الآن في الضفة الغربية يؤشر الى ظاهرة لا تصدق: فحتى بعد 7 أكتوبر، لم تتعلم إسرائيل أي شيء. فإذ حلت بنا الكارثة في غلاف غزة بعد سنوات من الحصار والإنكار والإهمال، فإن الكارثة القادمة ستحدث بعد أن لم تعلم الكارثة السابقة اسرائيل درسًا بأن تأخذ التحذيرات والتهديدات والوضع الصعب على محمل الجد.
الضفة الغربية تئن، ولا أحد في إسرائيل يسمع صرختها. المستوطنين منفلتون، ولا أحد في إسرائيل يوقفهم. كم سيتحمل الفلسطينيون أكثر؟
فاتورة الحساب ستُقدم لاسرائيل، ساخنة أو باردة، لكنها نازفة دمًا كثيرًا.

زر الذهاب إلى الأعلى