وشهد شاهد من إسرائيل: المستوطنون ووحدات الاحتياط تروع وترهب الفلسطنيين فى الضفة الغربية

كتب: على طه

أكد تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل” الصحفى أن هجوم حماس في 7 أكتوبر دفع إسرائيل إلى الحرب وجلب معه أكبر تهديد أمني لإسرائيل منذ نصف قرن، مؤكدا أنه في الوقت نفسه، أطلق هجوم 7 أكتوبر العنان لرد فعل عنيف في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين، الذين يتعرضون لهجمات عنيفة ومضايقات من قبل المستوطنين المتطرفين ووحدات الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تم تشكيلها خصيصا لتوفير المزيد من الأمن للمستوطنات الإسرائيلية.


وينقل “تايمز أوف إسرائيل” عن مجموعات ناشطة مثل “بتسيلم” و”سلام الآن”، اللتين تعارضان الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية، فضلا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن هذه الموجة من المضايقات دفعت مئات الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق الريفية المستضعفة إلى ترك منازلهم وقراهم.
وواصل التقرير “الكاشف” سرد الحقائق المريعة على الأرض نقلا عن منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان الإسرائيلية، ناقلا عن منظمة “بتسيلم”، كشفها عن نزوح حوالي 963 فلسطينيا من 16 تجمعا في الضفة الغربية نتيجة الهجمات منذ 7 أكتوبر.
كما سجل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أرقاما أعلى للفلسطينيين النازحين، ويقول إن 1149 شخصا من 15 تجمعا رعويا قد نزحوا بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول إلى الأراضي.
وقام صحفيو موقع “تايمز أوف إسرائيل” بزيارة إحدى القرى الفلسطينية التي تحولت إلى قرية مهجورة، وتحدثوا مع العديد من السكان الفلسطينيين حول الهجمات، ومن ضمن الوقائع التى سجلوها أن جنديا احتياطيا مسلحا وملثما من الجيش الإسرائيلي من إحدى “كتائب الدفاع الإقليمي” التي تم إنشاؤها حديثا، يضايق الفلسطينيين في قرية التواني في منطقة تلال جنوب الخليل بالضفة الغربية، 12 نوفمبر، 2023.
وأكد تقرير الموقع أن حوادث المضايقات آخذة بالازدياد.
وأضاف: يوم الأحد، وصل جنديا احتياط إسرائيليان ملثمان ومسلحان إلى قرية التوانة في تلال الخليل الجنوبية في مركبة لا تحمل لوحات ترخيص، وحاولا إزالة العلم الفلسطيني من مبنى إحدى المدارس.
وقد وقعت العديد من الحوادث الأخرى التي تم الإبلاغ عنها هذا الأسبوع وحده، بما في ذلك اتلاف مركبات زراعية في قرية وادي التيران وتدمير توربينة الرياح في وادي اجحيش.
وقُتل سبعة فلسطينيين على يد مستوطنين متطرفين، رغم أن ملابسات بعض هذه الحوادث غير واضحة ولم يكن بالامكان تحديد ما إذا كان هؤلاء الأفراد قد قُتلوا بنيران المستوطنين أو بنيران قوات الأمن الإسرائيلية.
وأضاف تقرير “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن منظمة “يش دين”، وهي مجموعة أخرى تعارض السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، فقد وقع أكثر من 185 هجوما للمستوطنين ضد الفلسطينيين في أكثر من 84 بلدة وقرية حول المنطقة منذ 7 أكتوبر.
ووقعت إحدى هذه الحوادث في قرية سوسيا الفلسطينية في تلال جنوب الخليل في 28 أكتوبر، وروى أحمد جبر نواجعة، وهو راع ومن سكان القرية، لصحفيى “الموقع” كيف تعرض للضرب من قبل رجال مسلحين وملثمين بزي عسكري إسرائيلي وهددوا بقتله إذا لم يترك أرضه.
وقال نواجعة إنه كان ينام في عربة زراعية في أرضه مع زوجته وابنتيه خشية من عنف المستوطنين واحتمال إحراق منازلهم وهم بداخلها.
وأضاف: “لقد استيقظنا على صرخات عالية، ورأينا أسلحة موجهة نحونا” .
وروى أن الرجال كانوا مسلحين ببنادق هجومية من طراز M-16، ويعتقد أنهم مستوطنون ارتدوا زيا عسكريا إسرائيليا.
واستدعى هؤلاء الرجال جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي إلى مكان الحادث، وقام الأخيرون بفحص هوية نواجعة ثم طلبوا من المجموعة الأولى من الرجال مغادرة المكان، لكن في وقت لاحق من تلك الليلة، في حوالي الساعة الرابعة صباحا، عاد الرجال الذين يعتقد نواجعة أنهم مستوطنون من كتيبة دفاع إقليمية احتياطية تم إنشاؤها حديثا، وقاموا بسحبه من العربة، واعتدوا عليه بالركلات والضرب، وهددوه بقتله إذا لم يقم بهدم جميع المباني الموجودة على أرضه ومغادرة الموقع.
وقال نواجعة “عندما وضع البندقية على رقبتي شعرت بالرعب. ظننت أنه سيطلق النار، واعتقدت أن هذه هي النهاية. كان قلبي ينبض بجنون” مضيفا أن ابنته سارة تقيأت بينما أصيبت ابنته الأخرى سوار بنزيف في الأنف بسبب التوتر والخوف أثناء الواقعة.
وأضاف نواجعة إن مثل هذه الهجمات العنيفة والخطيرة هي تطور جديد منذ 7 أكتوبر، وإنه يشعر بالقلق إزاء وقوع المزيد من مثل هذه الحوادث، وأضاف: “ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه ليس لدينا أي بديل”.
وقدمت محامية سكان سوسيا شكوى إلى الشرطة عبر نظام الشكاوى عبر الإنترنت، لكنه لم يتلق أي رد من الشرطة بعد، حسب “تايمز أوف إسرائيل”.
وفى ذات السياق، يقول تقرير “تايمز أوف إسراءيل” نقلا عن يهودا شاؤول، المدير المشارك في معهد الأبحاث الحمائمي “أوفيك” إن: “هناك مستوطنون عنيفون، الذين كانوا قبل شهرين أو ثلاثة يضربون ويهاجمون ويضايقون التجمعات الفلسطينية بهدف طردهم من أراضيهم. الآن تم تجنيدهم في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهم يرتدون الزي العسكري ويحملون الأسلحة، ويتمتعون بالسلطة الكاملة كجنود، وهم يفعلون الشيء نفسه”.
وفى فقرة تالية يكشف التقرير: “منذ عام 1985، تم هدم العديد من مباني سوسيا على أيدي موظفي إنفاذ القانون في الإدارة المدنية، وتم إصدار أوامر هدم ضد المباني الحالية في القرية منذ عام 2015 على الأقل، وهي أوامر أيدتها محكمة العدل العليا.. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ عمليات الهدم بسبب الضغوط الدولية القوية ضد إسرائيل، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”.

طالع المزيد:

– «ما رأيكم في أفعال دفع الثمن التي يقوم بها المستوطنون بحق الفلسطنيين».. استطلاع رأى إسرائيلى

وزير الأوقاف الفلسطيني: بلادنا سجن كبير تحت الحصار الإسرائيلي

وتصف المنظمات المؤيدة للاستيطان، مثل “ريغافيم”، سكان سوسيا بأنهم “مستقطنون” وتقول إنه تاريخيا لم تكن هناك تجمعات سكانية فلسطينية دائمة في المنطقة.
وبحسب منظمة “بتسيلم”، قام مستوطنون متطرفون بتخريب ممتلكات في خربة الرظيم ومضايقة سكانها العشرين في خمس مناسبات في الفترة من 9 إلى 19 أكتوبر الماضى، مما دفع العائلتين اللتين كانتا تمثلان معا سكان القرية إلى مغادرة للموقع بالكامل في 21 أكتوبر.
ويواصل التقرير، كشف الانتهاكات الإسرائيلية من خلال الجيش الإسرائيلى، الذى يوظف المستوطنين لإرهاب الفلسطنبيين ، ودفعهم لترك منازلهم والهروب.
ويضيف: “حلقت مروحية رباعية مسيرة في سماء المنطقة أثناء الزيارة وهبطت على ارتفاع بضعة أمتار فقط فوق رأس هذا المراسل أثناء قيامه بجولة في الموقع.
ويقول الناشطون إن طائرات مسيرة تُستخدم بشكل متزايد لمضايقة الفلسطينيين وقطعانهم في المنطقة، إلا أنه كان المستحيل تحديد من قام بتشغيل هذا الجهاز بالتحديد.
وأوضحت حركة “السلام الآن” في تقرير لها، صادر في 10 نوفمبر أن الحرب في غزة خلقت واقعا جديدا حيث يعتمد النظام الأمني في الضفة الغربية بشكل متزايد على المستوطنين في إطار الأنشطة العملياتية، ويصبح أكثر اعتمادا عليهم، وأن المستوطنين اليمنيين، المتطرفين يستفيدون من الحرب لإجبار الجيش على تحقيق أهدافهم الخاصة المتمثلة في الطرد وإلحاق الأذى بالفلسطينيين، وحتى التدخل في أنشطة الجيش الإسرائيلي من أجل تعزيز سيطرتهم على المنطقة C .

وعلّق أندريا دي دومينيكو، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على ما سبق، قائلا: “إن تزايد العنف ضد الفلسطينيين، والقيود المفروضة على حريتهم في الحركة، مثير للقلق”.
وأضاف “وذلك يؤدي إلى نزوح عائلات ومجتمعات بأكملها، ويولد احتياجات إنسانية.. إن المجتمع الإنساني يدعمهم، واستدرك رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: “لكن مساعدتنا لن تكون ضرورية إذا تم احترام حقوقهم الأساسية”، مؤكدا أن المستوطنات غير قانونية، ويجب حماية الفلسطينيين ومحاسبة من ينتهكون حقوق الإنسان”.
وحاول صحفيو “تايمز أوف إسرائيل” الحصول على تعليقات من قسم المتحدث باسم الشرطة، ولم يستجب أحد، كما لم يستجب مكتب وزير الدفاع يوآف جالانت ومكتب وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي يشغل أيضا منصب وزير إضافي في وزارة الدفاع ، ولا مسؤول الشؤون المدنية في الضفة الغربية، هذا ما يؤكده الموقع الصحفى الإسرائيلى.

………………………………………………………………………

رابط التقرير المنشور على الموقع الإسرائيلى:

https://ar.timesofisrael.com/%d9%85%d8%a6%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d9%81/

زر الذهاب إلى الأعلى