تحريض إسرائيلى: وحدة الرضوان التابعة لحزب الله قادرة على غزو الجليل في أي لحظة
ترجمة: شرف التهامي
تقديم
يواصل مركز “ألما” الإسرائيلى للبحوث “ثنك تانك” التركيز على التنبيه والتحريض ضد جبهة الجنوب اللبنانى، مضخما من خطورة حزب الله، أحد أذرع إيران العسكرية فى المنطقة، وهذا ما يتضح فى التقرير التالى الذى نشره “ألما” قبل ساعات، ونقدم لكم نصه مترجما فى التالى.
التقرير
على مدى العامين الماضيين، يبدو أن حزب الله كان يستعد للمواجهة في الشمال. لقد كتبنا ونشرنا الكثير عنها.
في صيف 2022، في المراحل الأخيرة من المفاوضات بين إسرائيل ولبنان حول الاتفاق البحري، تصدر اسم وحدة الرضوان عناوين الأخبار، حيث تم وضع عناصرها في حالة تأهب وانتشارهم، بشكل علني وغير عادي، في مواقع ثابتة على طول الحدود مع إسرائيل تحت الغطاء المألوف لجمعية “أخضر بلا حدود”.
شعار القوة المتخصصة التابعة لحزب الله والتي يطلقون عليها اسم الرضوان
وانضمت عناصر وحدة الرضوان إلى عناصر وحدتي “الناصر” و”عزيز” الجغرافيتين التابعتين لحزب الله والمتمركزتين بشكل دائم بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
بعد اكتشاف الأنفاق الهجومية في ديسمبر 2018 وبناء إسرائيل حاجزًا أرضيًا ماديًا، أعادت وحدة الرضوان حساب مسارها وواصلت التدريب استعدادًا لمهمتها الرئيسية وهى: التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية والاستيلاء على الأراضي والقواعد والمجتمعات الإسرائيلية في الجليل.
قرار بالسماح بالغزو
وفي تقديرنا، منذ بداية صيف 2022، وصلت وحدة الرضوان إلى القدرة العملياتية لإنجاز مهمتها في اجتياح الجليل. وفي ضوء تراكم الأحداث على الحدود الشمالية حتى أكتوبر 2023، فإننا نقدر أن حزب الله كان على وشك اتخاذ قرار بالسماح بالغزو. وكانت وحدة الرضوان والوحدة الجوية لحزب الله والوحدات الجغرافية في جنوب لبنان بانتظار الأمر.
كيف خطط حزب الله لغزو الجليل؟
المرحلة الأولى:
(وحدات ناصر/ عزيز الجغرافية) – الوحدات الجغرافية في جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق النار عن طريق إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بكثافة على طول الحدود بأكملها، بما في ذلك إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم مسؤولون عن تحييد أجهزة المراقبة على طول الحدود عن طريق نيران القناصة، والطائرات بدون طيار المتفجرة، والطائرات بدون طيار الانتحارية (تحت مسؤولية الوحدة الجوية)، والنيران المضادة للدبابات.
المرحلة الثانية:
(وحدة الرضوان) – بالمحاكاة، إلى جانب الهجوم المذكور أعلاه وتحييد أجهزة المراقبة، من المتوقع أن يقوم عناصر وحدة الرضوان باقتحام الحاجز في جميع أنحاء القطاع بأكمله، واختراق الحاجز في نقاط مختلفة وبوسائل مختلفة (العبوات الناسفة القوية، وربما حتى الأنفاق المفخخة المحفورة تحت الحاجز).
المرحلة الثالثة:
(وحدة الرضوان) – سيعبر عناصر الرضوان سيرًا على الأقدام وبواسطة المركبات (معظمها دراجات نارية ومركبات رباعية الدفع) فوق الأرض إلى داخل الأراضي الإسرائيلية ويتحركون نحو التجمعات السكنية والقواعد العسكرية القريبة من الحدود. ومن الممكن أن يحاول بعض العناصر، وفق تخطيط مسبق، الوصول إلى أهداف في عمق أراضي دولة إسرائيل.
– ملاحظة:
يجب أن يأخذ افتراض العمل في الاعتبار أنه لا تزال هناك أنفاق هجومية لم يكشف عنها الجيش الإسرائيلي بعد، وإذا كان الأمر كذلك، فسيتم استخدامها في هذه المرحلة.
المرحلة الرابعة
(وحدة الرضوان) – السيطرة على القواعد والمجتمعات وتنفيذ عمليات القتل وأخذ الرهائن كأوراق مساومة. إضافة إلى نقل المختطفين إلى الأراضي اللبنانية، مع التركيز على العسكريين.
المرحلة الخامسة
(وحدة الرضوان) – تحصين ونشر وانتظار قوات جيش الدفاع الإسرائيلي أثناء تمركز فرق مضادة للدبابات ومضادات طائرات خفيفة وقناصة.
ويتمثل دور الوحدة الجوية التابعة لحزب الله في مرافقة العملية برمتها باستخدام الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ الهجمات (الطائرات بدون طيار الانتحارية).
سيتم استخدام عناصر من الوحدات الجغرافية (ناصر/عزيز) كتعزيزات حسب الحاجة خلال المراحل المذكورة أعلاه.
7 أكتوبر 2023 – أدى هجوم حماس إلى تأجيل حملة حزب الله.
ولا ننوي تحليل ما إذا كانت عملية حماس في 7 أكتوبر قد تم تنسيقها مع الإيرانيين وحزب الله، وما إذا كانت منسقة، سواء من حيث المبدأ فقط أم أنها تم تنسيقها أيضًا بشكل خاص من حيث وقت تنفيذها.
ومن الناحية العملية، في 7 أكتوبر ، قامت حماس بنسخ خطة الغزو التي نفذتها وحدة الرضوان بشكل فعال ونفذتها، من خلال وحدات النخبة (ووحدتها البحرية)، على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة.
وفي الواقع، أدى تصرف حماس إلى تأجيل توقيت خطة الغزو التي نفذها حزب الله.
حزب الله ليس مهتماً بالانجرار وراء الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن تقديرنا أنه فيما يتعلق بحزب الله، فالمسألة ليست مسألة ما إذا كان.
في ظل هذه الظروف، سيتعين على حزب الله أن يتخذ قراراً جديداً بشأن التوقيت – متى؟
فهل هذا السيناريو مناسب هذه الأيام على الحدود الشمالية؟ هل تستطيع وحدة الرضوان تنفيذ خطتها الهجومية اليوم؟، لقد أثبتت أحداث 7 أكتوبر مرة أخرى أن أي عائق مادي أو تكنولوجي سيتم اختراقه حتماً.
طالع المزيد:
ويجب أن نتذكر أنه، على عكس قطاع غزة، توجد على طول الحدود مع لبنان أجزاء لم يتم تطوير الجدار فيها بعد، مما قد يجعل اختراقه أسهل.
تعتبر التضاريس الجبلية في معظمها على الحدود اللبنانية أكثر صعوبة في المناورة من التضاريس المسطحة على الحدود مع قطاع غزة، من ناحية أخرى، فهي تسمح بحركة أكثر إخفاءًا.
حزب الله يعرف جيدا التضاريس ويعرف كيف يستغلها.
ليس هناك شك في أن التركيز الكبير للقوات الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان واستعداد القوات العملياتية، والاستخباراتية التابعة للجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر يقوض إلى حد كبير عنصر المفاجأة، وهو عنصر مهم للغاية في خطة عمل حزب الله.
تقييم الجيش الإسرائيلي
ومع ذلك، فإن تقييمنا هو أنه حتى اليوم، وفي أي وقت، إذا رغب في ذلك، يستطيع حزب الله تنفيذ خطته العملياتية لغزو الأراضي الإسرائيلية بقوة أصغر من وحدة الرضوان وفي منطقة أكثر محدودية. وفي ضوء القيود الحالية، فإننا نقدر أن حزب الله قادر على القيام بذلك بقوة أصغر تتراوح من بضع عشرات إلى بضع مئات من عناصر رضوان (100-200)، مقارنة بالخطة الأصلية، التي تضمنت، في تقديرنا، المئات إلى بضع مئات من عناصر الرضوان. ألفي ناشط. التوقيع المنخفض سيجعل من الصعب مراقبة المعلومات الاستخبارية وتقديم إنذار مبكر.
في ضوء حقيقة أنه تم إجلاء معظم السكان الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من الحدود، في تقديرنا، يمكن لحزب الله التركيز على منطقة محدودة، مع التركيز على المناطق العسكرية و/أو الاستيلاء على أراضي عدد صغير من المجتمعات، ولم تتأثر كفاءة وحدة رضوان.
وحتى لو كان معظم عناصر الرضوان قد نأوا بأنفسهم عن الحدود منذ بداية الحرب، فإن هذا في تقديرنا لا يلغي قدرتهم على تحقيق هدفهم الرئيسي. وفي تقديرنا أن وحدة الرضوان تواصل جمع المعلومات الاستخبارية بالقرب من الحدود وتقوم بإجراء تعديلات على خططها العملياتية. وحتى كتابة هذه السطور، قُتل حوالي 90 عنصراً من عناصر حزب الله منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويبدو أن بعض القتلى كانوا عناصر وقادة في وحدة الرضوان. إن عدد العناصر الذين قتلوا ليس له أي تأثير على كفاءة حزب الله بشكل عام أو وحدة الرضوان على وجه الخصوص، ولم تتأثر قدرة الصواريخ وقذائف الهاون.
وفقا لتقييمنا، فإن منظومات الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون التابعة لحزب الله، والتي تشكل عنصرا حاسما في تنفيذ المرحلة الأولى من الغزو داخل الأراضي الإسرائيلية، قادرة تماما وجاهزة للعمل في المستقبل القريب. ونظرًا للنطاق الواسع (الانتشار والترسانة) لهذه المصفوفات، فإن تقييمنا هو أن هجمات جيش الدفاع الإسرائيلي ألحقت الضرر بها في منطقة معينة فقط.
هذا التهديد
ولا تزال وحدة الرضوان تشكل تحديا كبيرا للجيش الإسرائيلي، ولا تزال تشكل خطرا واضحا وقائما.
ومع مرور الوقت وانتهاء الحرب، من المحتمل أن يتضاءل نطاق قوات الجيش الإسرائيلي في الشمال بشكل ملحوظ.
وكانت المهمة الأساسية لوحدة الرضوان، ولا تزال، هي اختراق الأراضي الإسرائيلية والاستيلاء على تجمعات ومناطق جغرافية.
هذا التهديد لإسرائيل لم يمر وهو ذو صلة في أي وقت من الأوقات، ويتعين على حزب الله فقط أن يقرر التوقيت.
ويجب على إسرائيل أن تعمل على تحييد التهديد الذي تشكله وحدة الرضوان.
وحتى إخراج عناصر رضوان من الحدود لن يؤدي إلى تحييد هذا التهديد. في تقديرنا، ونظرًا لقرار حزب الله، ستتمكن وحدة الرضوان الآن من الإعداد لعملية تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، بتوقيع منخفض وستكون قادرة على تنفيذ هذه العملية بطريقة مركزة وسريعة.
بل وأكثر من ذلك، عندما يتم تخفيف نطاق انتشار الجيش الإسرائيلي ويعود المدنيون إلى منازلهم.
وفي ضوء ذلك، نعتقد أنه يجب على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يتحرك ويسبب أضرارا مباشرة وواسعة النطاق للبنية التحتية لوحدة الرضوان ونشطائها.
…………………………………………………………..
المصدر: مركز “ألما” للدراسات
