استراتيجية تنظيم داعش الإرهابي في سورية خلال عام 2023

كتب: أشرف التهامى

مقدمة

نشر مركز “جسور” للدراسات العسكرية والسياسية والأمنية و الاستخبارية بتاريخ١٩/١٢/٢٠٢٣تقريرا “أمنيا” تناول فيه تمركز وتموضع تنظيم الدولة بالعراق وسوريا (داعش) الإرهابي، مستعرضا نشاط وعمليات التنظيم بسوريا خلال عام٢٠٢٣ الذى أوشك على الاإنقضاء، وقارانها بمثيلاتها فى عام ٢٠٢٢ .

كما يسلط تقرير “جسور” الضوء على تطور وتمحور أيدلوجية واستراتيجية التنظيم الإرهابي في استهداف كل من الجيش العربي السوري وقوات قسد الانفصالية.

وفى التالى نعرض لكم التقرير، نقلا عن مركز “جسور”.

التقرير

مقارنة مع عام 2022، تصاعدت عمليات تنظيم داعش في سورية بشكل مُلاحَظ خلال عام 2023. فبدأت عمليات التنظيم تأخذ وتيرة مرتفعة منذ يونيو 2023؛ حيث يبرز الاختلاف الواضح في مساحة التحرّك وعدد عمليّات الاستهداف عن الفترات السابقة.
نفّذ التنظيم في 8 نوفمبر 2023 هجوماً على مواقع مختلفة للفرقة 17 من قوات الجيش السوري إلى جانب حواجز لقوات الدفاع الوطني المنتشرة على الطريق الواصل بين الكوم والطيبة وبير رحوم جنوبي بادية الرصافة في الرقة وشمال مدينة السخنة في بادية تدمر بريف حمص الشرقي. أدى الهجوم إلى مقتل 34 عنصراً، منهم 6 عسكريين والبقية من قوات الدفاع الوطني إلى جانب إصابة نحو 17 آخرين.
لا يبدو أنّ الهجوم كان مجرد طفرة عمليّاتية إنما نتيجة مسببات سابقة، كعمله للسيطرة على شبكة الطرق الفرعية والرئيسية في البادية السورية، واستغلاله انسحاب معظم مجموعات فاغنر من المنطقة، وسعيه لاستنزاف الدولة السورية اقتصاديّاً من خلال السيطرة المتكررة على عدد من حقول النفط والغاز في المساحة الممتدة بين الرقة وحمص وغربي دير الزور.
سبق الهجومَ عملياتٌ أخرى كبيرة للتنظيم أبرزها استهدافه في أغسطس 2023حافلة مبيت للجيش السوري قُتل فيها ما يقارب 23 عنصراً، في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، مما يُشير لتنامي خلايا الاستطلاع والعمل الأمني والإمداد اللوجستي في المنطقة، وتركز عملياته في المناطق الجغرافية التي تسمح له بالمناورة والتخفِّي.

أولاً: مساحات التحرُّك والانتشار

تُعَدّ مساحات تحرُّك التنظيم الارهابي في سورية امتداداً طبيعيّاً لمواقع تمركزه الرئيسية، فهي عبارة عن سلاسل جبلية داخل البادية السورية تُكوّن كُتَلاً (عُقَداً) في مساحات جغرافية وَعِرة، تمنحه مخابئ طبيعيّة، ومواقع قريبة من شبكات الطرق الرئيسية والفرعية في امتداد البادية السورية، إلى جانب سلسلة تلال منتشرة في بادية الصور شمالي دير الزور، والتي تمنحه القدرة للانطلاق منها جنوباً نحو نواحي دير الزور -شرقي النهر- أو شمالاً نحو الحسكة.

تتركز هذه العُقَد في المناطق الآتية:

1 – سلسلة تلال الباغوز المتصلة ببادية كبيسة وتلال وادي حوران في محافظة الأنبار غربي العراق.
2- بادية الصور شمال دير الزور ومنها تنطلق معظم خلايا التنظيم الارهابي نحو أنحاء المحافظة (في مناطق سيطرة قسد الانفصالية).
3- سلسلة جبال البشري جنوبي الرقة والمتصلة ببادية الرصافة.
4- مثلث تلال الوديان، بيوض، حمارين، غربي الرقة القريبة من منطقة مطار الطبقة العسكري.
5- سلسلة من المقرات/ المضافات التي تُعَدّ قاعدة متقدمة للتوجُّه نحو طرق أثريا المرتبطة بناحية سلميّة -شمال شرق حماة-وأثريا -جنوب شرق حلب-والطبقة غربي الرقة.
6- المثلث المتشكِّل من السخنة -تدمر-القريتين، حيث تنتشر في هذه المنطقة سلسلة جبال تدمر، وهي أطول سلسلة جبال في سورية (240 كم) بعرض (7-15 كم) حيث يتخذ التنظيم الارهابي في هذه السلسلة العديد من المخابئ والمقرات.

النصف الأوّل من عام 2023

في النصف الأوّل من عام 2023 كان الحراك الأبرز للتنظيم الارهابي متركّزاً في دير الزور والحسكة والرقة، بواقع 53 عملية، استهدفت أفراداً من قسد الانفصالية -بشكل أساسي-وحواجز ثابتة بشكل ثانوي. مقارنة بـ 34 عملية ضد قوات الجيش السوري و3 عمليات ضد القوات الإيرانية، وتركزت هذه العمليات بشكل رئيسي في درعا ثم القنيطرة فدير الزور والرقة ودمشق ضد أهداف فردية أو آليات متحركة تحمل عناصر من قوات الجيش في طرق رئيسية بمجملها. علماً أن العمليات ضدّ قوات الجيش حتى إبريل كانت في أدنى مستوياتها، لكنها اعتباراً من مايو تصاعدت بشكل ملحوظ في المناطق المشار إليها.
اتّسمت العمليات ضدّ قسد الانفصالية بالمرونة العسكرية والتكتيكية، والاستمرارية -بشكل شِبه يومي-إلا أنّ المستهدفين منها بشكل أساسي كانوا عناصر اعتياديين، مما يجعل استهدافهم داخلاً في إطار الاستنزاف البشري. في حين أن استهداف قوات الجيش تركّز على ضرب بعض الحواجز والمتعاونين الأمنيين في الدرجة الثانية، وكان الاستهداف الأساسي لقوات الجيش -ضباط وصف ضباط وعناصر قتال مدربة-في مناطق درعا أساساً والطرق الرئيسية -بوادي دير الزور وحمص والرقة-.
في النصف الثاني من عام 2023 نفذ التنظيم الارهابي خلال الفترة بين يونيو ونوفمبر 593 عملية، منها 298 استهدفت قوات الجيش السوري -وحلفاءَه من القوات الإيرانية-في حين استهدف قسد الانفصالية بواقع 295 عملية، أما بقية العمليات فتفرقت في مناطق المعارضة الارهابية في محيط رأس العين والباب وجرابلس.

النصف الثاني من عام 2023

تركزت عمليات التنظيم الارهابي في النصف الثاني من عام 2023 في محافظة درعا، ثم بوادي دير الزور والرقة وحمص وصولاً لمثلث طريق أثريا وانتهاءً بحوالَيْ 17 عملية في دمشق ومحيطها.
أما عمليات التنظيم الارهابي في مناطق قسد الانفصالية فلم يطرأ على انتشارها تغيير كبير، إنما استقرّت في مناطق ذيبان وحوايج والبصيرة وجنوب الحسكة بشكل أساسي. في غضون ذلك، يُلاحَظ أن عمليات التنظيم الارهابي ضد قوات الجيش في السخنة والبوكمال والرصافة كانت أكثر عدداً وتأثيراً -من حيث عدد القتلى والسيطرة الفعلية-من عملياته ضدّ قسد الانفصالية في مناطق شرقي دير الزور بالمجمل.
بالمحصّلة إنّ تصاعُد عمليات التنظيم الارهابي الميدانية تُشير بوضوح إلى اتساع مساحة تحرُّكه، مما يؤكد زيادة أعداد خلاياه وأفراده المدربين المنخرطين في العمليات، سواء كعناصر تنفيذ أو عناصر إسناد أو أجهزة استخبارات وجمع معلومات وإمداد لوجستي، مما يعني أنّ التنظيم الارهابي دخل المرحلة الثانية بعد انتهائه من المرحلة الأولى التي كانت تركّز على إعداد معسكرات تدريبية وتشكيل خلايا نوعية للعمل على مواجهة الجيش أو تثبيت نقاط متقدمة في مناطق أقرب للمدن الحضرية من القواعد الجبلية التي ينتشر فيها عناصر التنظيم الارهابي.

ثانياً: الأهداف والآليات

ركزت عمليات تنظيم داعش الارهابي في سورية ضِمن مناطق قسد الانفصالية خلال عام 2023 على 3 أنواع من الأهداف الأساسية وهي:

1- الحواجز العسكرية.
2- نقاط التفتيش في مداخل المدن ومحيطها وعلى الطرق الواصلة بين محافظة دير الزور والحسكة، والسيارات أو الدرّاجات النارية التابعة لقسد التي تقلّ عناصر عسكريين من مجنديها.
3- المباني العسكرية التابعة لقسد الانفصالية في مناطق دير الزور في معظم الهجمات المنفذة من هذا النوع.و يلاحَظ في هذا الصدد تنفيذ عمليتين بآليات مفخَّخة في منبج والحسكة، استهدفت عناصر من قسد الانفصالية، إلى جانب عمليات اغتيال مركَّزة بعبوات ناسفة لبعض القيادات الثانوية من قسدالانفصالية.
أما آليات الاستهداف فقد تركزت على استخدام العبوات الناسفة في الدرجة الأولى، ثم استخدام الأسلحة الرشّاشة في الدرجة الثانية، إلى جانب استخدام محدود في حوالَي 7 عمليات لقذائف صاروخية وفي عملية واحدة لقذائف هاون ضد قاعدة مشتركة بين التحالف وقسد الانفصالية، وصولاً للتصفية المباشرة بعد المداهمة أو الاختطاف لبعض المتعاونين الأمنيين مع قسد الانفصالية وعناصر منها، واستمرت على هذا المنوال في المرحلة الأولى والثانية دون حدوث تغيير مُلاحَظ في آليات الاستهداف.
أما عمليات التنظيم الارهابي ضدّ قوات الجيش فقد اتَّسمت بالاتِّساق والتعقيد في آنٍ معاً، حيث كثّف من استخدام العبوات الناسفة ثم استهداف الآليات العسكرية التابعة للجيش بالرشاشات، إلا أنه منذ يونيو كثّف – بالتوازي مع استمرار استخدام العبوات الناسفة – من الهجمات واسعة المحاور على قطعات عسكرية ثابتة، مثل الحقول النفطية الممتدة بين غربي دير الزور وحمص – حقل الضبيات، وحقل توينان، وحقل صفيان، وحقل الزملة، وحقل جزّل وحقل حجار للغاز – .
إلى جانب ذلك، استطاع التنظيم الارهابي خرق خطوط الجيش في عدة مدن محيطة بريف دمشق مثل السيدة زينب، ففي 25 و27 من يوليو 2023 نفذ التنظيم الارهابي في المدينة 3 هجمات بدراجات نارية مفخخة، أوقعت نحو 20 ضحية مدنية و6 عناصر من قوات الجيش إلى جانب 25 مصاباً من المدنيين.

طالع المزيد:

100 مسيحى نجوا من داعش فماتوا فى حفل زفاف بكنيسة عراقية.. ما وراء القصة

كذلك نفذ التنظيم الارهابي عمليات أمنية ضدّ عناصر وقيادات سابقة من المعارضة الارهابية في المنطقة انضمت إلى قوات الدفاع الوطني في كل من: حوش عرب والكسوة.

فضلاً عن استهدافه عناصرَ وضباطاً من قوات الجيش في محيط دمشق، مما أدى لمقتل بعضهم وإصابة آخرين منهم كما استهدفت عمليات التنظيم الارهابي بعض عناصر حزب الله قرب الحدود اللبنانية.
أيضاً استطاع التنظيم الارهابي اعتقال عدد من ضباط الجيش وعناصره أو أَسْرهم أو اختطافهم إثر نَصْب حواجز وهمية في البادية السورية؛ حيث تم رصد عدة عمليات من هذا النمط. شكّلت هذه العمليات تصوُّراً واضحاً لدى عناصر داعش الارهابي عن حالة القطع العسكرية المنتشرة لدى الجيش على محاور محطة T2 والشولا وكباجب ومحور بير رحوم، والطيبة والسخنة شرقي حمص، مما مهَّد للتنظيم الارهابي الطريق لتنفيذ عمليات منسّقة بشكل متتال أواخر أكتوبر ونوفمبر ضد هذه القطع العسكرية، وأدى للسيطرة على حقل الضبيات النفطي لمدة أسبوعين، وتمشيط التنظيم الارهابي المنطقة المنتشرة جنوب الرقة إلى شرقي حمص، ومقتل أكثر من 30 عنصراً من قوات النظام والدفاع الوطني.

عموماً تؤكد عمليات داعش الارهابي في مساحات نفوذ الجيش السوري على عدد من النقاط أبرزها:   
1- تركيز التنظيم الارهابي على العمليات النوعية، سواء عَبْر العبوات الناسفة أو الاغتيال أو الهجوم المباشر، من خلال استهداف حافلات النقل العسكرية أو سيارات الضباط أو سيارات القوات الإيرانية.
2- العمل على السيطرة على عقد الطرق الرئيسية والفرعية في البادية؛ حيث تظهر حركة مواقع العمليات انتشارها بشكل رئيسي على العقد الرئيسية والفرعية في البادية السورية، مما يشير إلى أن تركيز هجمات التنظيم الارهابي في هذه المناطق يهدف لبسط النفوذ الناري والقدرة على الاستنزاف على أكبر مساحة ممكنة في البادية السورية، وجعل قواعد التنظيم الارهابي أكثر قرباً من المدن ذات الكثافة السكانية العالية.
3- استغلال الظروف المواتية للتحرُّك الأمني والعسكري؛ حيث تصاعد النشاط الأمني والعسكري لداعش الارهابي في البادية أثناء انسحاب مجموعات “فاغنر” من حقول النفط والغاز وسط سورية، تلا ذلك التحرك المُلاحَظ للقوات الإيرانية نحو درعا والقنيطرة في الجنوب السوري خلال أكتوبر و نوفمبر إلى جانب اتِّصاف هذه المساحات بالهشاشة الأمنية ومساحة الحرية الواضحة في التحرك المَرِن فيها عَبْر وسائل متعددة -جرارات، درّاجات نارية، سيارات زراعية، رُعاة أغنام وغيرها -.
ما سبق يُشير إلى أنّ التنظيم الارهابي لم يستطع تطوير شبكة تحرُّكه أو نوعية استهدافه في مناطق قسد الانفصالية خلال عام 2023، وهذا ما يُفسّر استمراره باستهداف عناصر قسد الانفصالية بطرق اعتيادية دون خرق أمني واضح في معظم النقاط التقليدية التي ينتشر فيها عناصره شرق الفرات. بالمقابل يبدو أنّ التنظيم الارهابي استطاع تطوير تكتيكات مرنة وأكثر تأثيراً لعملياته في مناطق الجيش؛ بالاعتماد على الاختراق الأمني وتفكيك شبكات خلايا القوات التي انضمت لقوات الدفاع الوطني في درعا بهدف محاربة داعش الارهابي بدرجة أولى، إلى جانب تنسيق عمليات متقاطعة مع خلايا قواطع متعددة في البادية بهدف السيطرة العسكرية والاستنزاف البشري لعناصر الجيش، والاستنزاف الاقتصادي من خلال السيطرة المؤقتة والمتكررة على عدد من حقول النفط والغاز، واستمرار ضرب خطوط إمداد الدولة بالنفط عَبْر مهاجمة صهاريج النقل الخاصة والعامة في البادية.

الخُلاصة

اعتمدت استراتيجية داعش الارهابي عام 2023 في سورية – فضلاً عن العراق – على إدامة الاستمرارية – وإنْ تراجعت العمليات العسكرية إلى الصفر مدة من الزمن – بهدف الحفاظ على الوجود من ناحية والحفاظ على مكتسبات الشرعية الجهادية العالمية الارهابية التي نالها منذ إعلانه الخلافة ومبايعة فروع متنوعة من التنظيمات الجهادية الارهابية له بها.
ورغم تعرُّض التنظيم الارهابي في مناطق نفوذ قسد الانفصالية لاعتقالات متتالية من قِبل التحالف لعدد من ميسريه الماليين ومموليه والخلايا المسؤولة عن الموارد البشرية واللوجستية، إلا أن هذه التحوُّلات لم تُؤثِّر بشكل جوهري في معطيات الميدان، بل كانت سبباً في إعادة تقييم الواقع العسكري والميداني من قِبل القيادة الارهابية في العراق وسورية ورسم هيكلة جديدة تسمح بتصعيد العمليات والتجنيد باستمرار دون الوصول إلى قيادة التنظيم الارهابي في المنطقة، وهو ما تُرجم فعليّاً بتصاعُد العمليات الارهابية في مناطق قسد الانفصالية خلال عام 2023 رغم استمرارها على ذات التكتيكات الاستنزافية السابقة، وعدم نقلها إلى مرحلة جديدة.
ويبدو أنّ هدف التنظيم الارهابي -بحسب أيديولوجيته المُعلَنة بعيدة الأمد- تحقيق انبعاثٍ جديد يعيد السيطرة المكانية كما كان الحال عام 2014، ومن هنا بدأ التنظيم الارهابي بالتوسُّع في مرحلة مبدئية وتوسيع قاعدته في عمق البادية السورية ضدّ قوات الجيش السوري باعتبارها أقرب خصومه إليه في تلك المنطقة.
إنّ توجُّه التنظيم للتوسُّع في هذه المنطقة يعود إلى سعيه المستمر لبناء خلايا وقواعد متقدِّمة قريبة من المناطق الحضرية في كُلٍّ من سورية والعراق، وهو ما يظهر بوضوح باستمرار تحرُّك عناصره في درعا بشكل رئيسي وعُمق البادية بين دير الزور وحمص والرقة كخُطوة مبدئية للتحكُّم الميداني وسط سورية.
مع ذلك إنّ القُدُرات الحالية للتنظيم -البشرية والعسكرية- لا تعطيه أفضلية المناورة المستمرة، رغم تحقيقه نجاحاتٍ متعددةً في السيطرة على عدد من مواقع قوات النظام وتطوير تكتيكاته في استهداف ضُباطه وعناصره، إلا أن هذا ليس تحرُّكاً نهائيّاً يؤهله للعودة إلى مساحة 2014 ، بقدر ما يمكن وصفها كخُطوة أولية في إعادة ترتيب صفوفه وأوراقه، ثم التركيز على استمرار وجوده في البادية السورية باعتبارها مَلاذاً آمِناً يمنحه أفضلية المناورة الميدانية، ونقطة انطلاق وتحكُّم في استنزاف النظام على طرق الإمداد الرئيسية والفرعية.
وعليه قد يتطور الواقع الميداني عام 2024 من خلال سيطرة التنظيم على عُقَد مرورية ومدنية مهمة في البادية السورية، كالسيطرة على مدينة السخنة -ولو مؤقتاً- أو مدينة مهين في الريف الشمالي لدمشق -قرب بادية حمص- في ظل سَعْي التنظيم للتحكُّم بعقدة الطرق الرابطة مع العراق وسط سورية، إلا أن تحقيق ذلك ليس مرهوناً بالضرورة بالاستمرار، فقد يتراجع داعش عن الخُطوة لقاءَ مكاسب مادية أو عسكرية -مثل تأمين دعم معلوماتي ولوجستي ضدّ قسد- تزيد من تفوُّقه في منطقة شرق الفرات.

نرشح لك:

إعلان إفلاس ووقاحة.. قيادي بحماس يصف تهديد إسرائيل باغتيال هنية ومشعل

زر الذهاب إلى الأعلى