أيهود أولمرت: تدمير حماس لن يتحقق ويجب الحسم الفورى بوقف القتال

 كتب: أشرف التهامي

وجه إيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق لإسرائيل، نقدا قاسيا لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالي، وذلك من خلال حديث مطول أدلى به لصحيفة “هآرتس” العبرية، هاجم فيه بضراوة وبلسان حال المتشفي الشامت واستعرض فى حديثه خيبات الكيان المهزوم بقيادة رئيس الوزراء الحالى المكنى بـ “بيبي” الفاشل.

واقترح أولمرت فى حديثه مساران لا ثالث لهما للخروج من مأزق السنوار ورفاقه ، وفى هذا الصدد قال: “القتال في غزة، أولاً في شمال القطاع والآن في قلب منظومة حماس العسكرية في خان يونس، هو قتال قاسٍ واستثنائي”.

وأضاف، هذه محاولة من أجل ايجاد التوازن الصحيح بين تحقيق الهدف العسكري المطلوب بتصفية مقاتلي حماس وتدمير بناها التحتية والمدنية، وفي الموازاة جهد كبير لتقليص عدد الخسائر لدينا، وتقليل الخسائر في أوساط سكان غزة غير الضالعين أبدًا في الإرهاب إلى الحد الأدنى.

وواصل أولمرت قائلا إنه “بعد مرور شهرين على القتال، يمكن القول إن هذه الجهود العسكرية تمت بشجاعة مثيرة للإلهام على يد جيل جديد من القادة والمقاتلين المخلصين.. وبالتدريج وأحياناً ببطء متعمد، تتقدم الوحدات المقاتلة وتكشف الأنفاق السرية وتمشط مراكز التخريب المفخخة داخل المساجد والمدارس وتضعف قوة صمود حماس”.

وأضاف كان هناك من تخوف (وأنا من بينهم) من نقص في جهوزية القوات البرية الإسرائيلية، حيال إخفاقات تم الكشف عنها في أحداث سابقة، بدءاً من حرب لبنان الثانية وانتهاء بالأحداث في القطاع خلال السنين.

أولمرت ينافق هرتسي هلفي

أما الآن فيمكن القول إن الجيش برئاسة رئيس الأركان هرتسي هليفي، يعمل في مستوى محترف وباهر مع تنسيق استثنائي بين سلاح الجو والقوات البرية، مع دمج نادر للمعلومات الاستخبارية، التي يتم جمعها أثناء القتال ويتم نقلها إلى رأس حربة القوات المقاتلة في الوقت الحقيقي، مما يساعد في الحسم في ساحة القتال.
أولمرت يهاجم وينتقد نتنياهو.
إن التوقعات التي أطلقتها حكومة التدمير عندنا في الهواء عن أهداف الحرب، لا أساس لها وليست حقيقية، وليست قابلة للتحقق من البداية. أطلقها نتنياهو بوجه محمرّ، وعينين ذابلتين ويدين تتحركان بوتيرة ممثل مسرح بعد فترة قصيرة على تلقيه الصدمة الأولى في 7 أكتوبر – حينها ظهر وكأن عالمه انهار فوق رأسه.
إن إطلاق هذه التوقعات تم لسبب تحايلي. بالتأكيد أننا جميعًا نريد تصفية حماس، ولا يوجد شخص عاقل بيننا لا يأمل في اختفاء حماس، ولا يتخيل في لحظة غضب وأزمة غزة مثل كومة أنقاض.
لو كان نتنياهو في وعيه الكامل عندما أطلق هذا الالتزام المتبجح، ثم كرره في كل مؤتمر صحافي سخيف عقده، لعرف أن لا إمكانية حقيقية لتحقيقه؛ ولكنه منذ اللحظة الأولى لم يكن منشغلاً بحرب شعب إسرائيل، بل بحربه الشخصية، الشخصية والحزبية له ولعائلته.
وإن خلق هذه التوقعات استهدف تمهيد الأرضية للوقت المناسب لاتهام كل المستويات التي هي تحت مسؤوليته بعدم تحقيق هذه الأهداف.

أولمرت يتهكم بلسان حال نتنياهو

“أنا – بيبي- أردت ذلك. هم (وزير الدفاع ورئيس الأركان والجنرالات في هيئة الأركان والجنود)، الذين أشير إليهم من جانب جزء من مؤيدي نتنياهو بأنهم شركاء في مؤامرة خيانة مع حماس التي جلبت كارثة 7 أكتوبر- المذنبون. أنا بيبي البطل، كنت مستعداً للوقوف على رأس الانقضاض حتى التصفية النهائية لحماس.”
هذا كله هراء وخداع وتضليل وعرض مسرحي. هذا بيبي على حقيقته، وفي أوج كذبه.
اليوم أصبح من الواضح للكثيرين أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يقاتل بشجاعة، واصرار، مع الحذر اللازم، ويتكبد خسائر مؤلمة – إلا أنه لا يبدو أن هناك أي فرصة لتحقيق التوقعات التي خلقها بيبي ،فلن يتحقق القضاء على حماس.

حماس سوف تستمر في الوجود

غزة تنهار، الآلاف من مواطنيها يدفعون الثمن بحياتهم، وللأسف، يتم تصفية الآلاف من مقاتلي حماس، مما يسعدنا، ولكن تدمير حماس لن يتحقق، سواء تم رصد مكان يحيى السنوار، أو ما إذا كان سيستمتع بفترة قصيرة أخرى من الحياة مختبئا حتى يتم القضاء عليه هو ومحمد ضيف وشركائهما في القيادة، فإن حماس سوف تستمر في الوجود. وسوف تستمر كقوة ضعيفة للغاية ومهزومة ونازفة، لكنها ستستمر في الوجود على هوامش غزة.
وعلى افتراض أن هذا هو التقييم الحقيقي للوضع، فيتعين علينا أن نستعد لتغيير الاتجاه. أعلم أن هذا قد يبدو غير شعبي. ولكن في أجواء التحريض والتبجح والغطرسة التي تتسم بها تصرفات رئيس الحكومة وأعضائها، لا ينبغي الارتداع عن قول أشياء ليست مفهومة ضمنًا، ولكنها مستوجبة من منطلق المسؤولية الوطنية.

إسرائيل في مفترق طرق

تواجه دولة إسرائيل حاليا الاختيار بين وقف القتال مع صفقة قد تعيد المختطفين إلى بيوتهم، على أمل أن يكون معظمهم على قيد الحياة، وبين وقف القتال دون اتفاق، وبدون مختطفين، ودون أن نرى أي إنجاز، مع كامل فقدان ما تبقى من دعم الرأي العام العالمي لحق دولة إسرائيل في الوجود دون تهديدات إرهابية من منظمات قاتلة.

إن وقف إطلاق نار كهذا سوف يُفرض علينا من جانب أفضل أصدقائنا، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. ولن تستطيع هذه بعد الآن تحمل الأثمان الذي تدفعها في الرأي العام عندها في ظل الفجوة بين عدم الحسم العسكري واستمرار القتال الذي ينطوي على أثمان إنسانية لن تكون مستعدة لتحملها نتائجها.

وواصل: “هذان هما المساران الواقعيان الوحيدان اللذان أمامنا. إن استمرار القتال سيحقق لنا إنجازات محلية مهمة. سيتم القضاء على المزيد من عناصر حماس وسيتم اكتشاف المزيد من الأنفاق، وسيتم القبض على المزيد من قادة منظمة القتل” حسب وصفه.

لن يتحقق قضاء على الحركة. لكن موت مختطفين وارد، لا قدر الله.

لقد حان الوقت للحسم

وإذا أنهت دولة إسرائيل القتال بعد سقوط العديد من الضحايا، ورغم شجاعة وتضحيات القادة والمقاتلون وقيادتنا العسكرية، مع قائمة طويلة من المختطفين القتلى – فلن نتمكن من مسامحة أنفسنا كشعب، ولا مجتمع.
وإذا بلغنا ذلك، فإن إقصاءً مهينًا للمحتال الفارغ والملعون عن رئاسة الحكومة، لن يشكل أي تعويض لفشلنا الأخلاقي كدولة.
لقد حان الوقت للحسم، إما وقف القتال – مع مخطوفين على قيد الحياة، أو وقف قتال مفروض علينا – مع مخطوفين أموات.

زر الذهاب إلى الأعلى