تفاصيل جديدة عن اغتيال مهندس 7 أكتوبر.. الشهيد العاروري

كتب: أشرف التهامي
مازال حادث اغتيال صالح العاروري بمكتبه بشارع هادي نصر الله في حي الضاحية فى بيروت، بلبنان، مثار اهتمام العرب، لما له من تداعيات خطيرة من حيث أهمية، ووزن المستهدف بالهجوم، ومكان الاستهداف الذي وقع ضمن منطقة سيطرة و حماية حزب الله .

وتأتى أهمية ولقعة اغتيال العارورى فى أنه كان يمثّل أحد كبار مسؤولي حماس، كنائب رئيس المكتب السياسي للتنظيم، والمسؤول عن جميع عناصر حماس في الأراضي الفلسطينية ، كان يمارس مهامه من لبنان برعاية كاملة من حزب الله.

على الجانب الآخر فأن إسرائيل التي أكلت منها الهزائم وشربت، تتجرع مر الخسائر الميدانية والسياسية والعسكرية، تبحث عن أى عملية تحسّن من خلالها موقفها، ومن هنا كان سعيها لاغتيال العارورى.

تفاصيل جديدة حول اغتيال نائب إسماعيل هنية صالح العاروري في قلب منطقة الضاحية في بيروت، نشرتها صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أمس الخميس، جاء فيها أنه قبل الاغتيال، رصدت أنظمة الرادار وجود طائرات مقاتلة قبالة الشاطئ وطائرات بدون طيار في محيط بيروت.
وأفادت “الأخبار” فى تقريرها، أن المكاتب التي تم إخلاؤها بعد 7 أكتوبر، أعيد إشغالها للمرة الأولى قبل ساعات فقط من الهجوم؛ أما الوثائق المتعلقة بحماس المخزنة في المكاتب فقد “تمت إزالتها”

                         الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؛ نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري

تحذير

وأكدت تقارير إعلامية أخرى صادرة في لبنان أنه قبل اغتياله، تلقى العاروري، الذي أطلقت عليه حماس لقب “مهندس 7 أكتوبر”، تحذيرا من حزب الله بأن إسرائيل تتعقبه.

 كيف تم اختراق موقعه؟

ومع ذلك، فالسلطات اللبنانية والمقاومة تحاول الكشف عن الكيفية التى تم بها اختراق موقعه، وفى هذا الصدد ومباشرة بعد عملية الاغتيال الدراماتيكية، ذكرت وسائل الإعلام العربية أن الهدف كان مكاتب حماس في منطقة الضاحية.

وتشير التقارير اللبنانية الآن إلى أن المكتب الذي تعرض للهجوم كان منشأة قديمة تابعة للحركة، وكان تحت المراقبة.
وقالت صحيفة “الأخبار” إنه في أعقاب مجزرة 7 أكتوبر تم إخلاء تلك المكاتب وأعيد شغلها للمرة الأولى قبل ساعات فقط من الهجوم الأخير.
وتجري السلطات اللبنانية الرسمية التحقيق في عملية الاغتيال بعد أن وصف رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي العمل بأنه “جريمة إسرائيلية” وأكد أنه انتهاك للسيادة.
لكن التقارير اللبنانية تشير إلى أنه بعد الانفجار الذي وقع في الموقع، قامت “عناصر” – لا تنسب إلى أي منظمة – “بتنظيف المنطقة” قبل وصول مخابرات الجيش اللبناني. وذكرت صحيفة الأخبار أن “وثائق حماس المخزنة في مكاتبها تمت إزالتها”.

                                                    مشهد اغتيال العاروري في بيروت

وكتبت صحيفة المنار التابعة لحزب الله في مقال نشرته أمس الخميس أن اغتيال العاروري “يؤكد عدم قدرة إسرائيل على قبول الواقع الحالي وتداعياته المستقبلية سواء في غزة أو على الجبهة الشمالية”.

وذكرت أن إسرائيل، التي لم تعلن مسؤوليتها رسميًا عن الاغتيال، بحاجة إلى استعادة قوة الردع ومحاولة “دفع المقاومة إلى قبول الحل الدبلوماسي الذي تروج له الولايات المتحدة والغرب”.

وبحسب كاتب المقال، فإن توقيت الهجوم يأتي قبل المرحلة الثالثة من الحرب في غزة ووسط وصول عاموس هوشستين، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن، إلى المنطقة.

وأضاف أن “إسرائيل رأت في التوقيت فرصة لتوضيح أن المرحلة الثالثة لا تتعلق بوقف الحرب بل بمواصلة ملاحقة حماس وقادتها، إن لم يكن في غزة ففي الخارج”.
وقالت مصادر تحدثت إلى «الأخبار» أن إسرائيل لم تكن تهدف إلى إثارة مواجهة مع «حزب الله»، بل إلى إحراجه، وأضاف أن “أي رد على عملية الاغتيال سيثير ردود فعل مضادة ضد تورط لبنان في الحرب، وعدم رد حزب الله سيؤدي إلى اتهامات للحزب بـ “عدم دعم” محور المقاومة”.

وصف الهجوم

وقال مسؤول أمني لبناني تحدث مع وكالة الأنباء الفرنسية يوم الأربعاء أن الطائرة المقاتلة التي هاجمت المبنى أطلقت ستة صواريخ، انفجرت أربعة منها – واخترق اثنان السقف، ودمرا طابقين قبل أن تصيب مباشرة غرفة اجتماعات قادة حماس.

وشدد على “الدقة القصوى” للهجوم والوزن الكبير للصواريخ التي قال إن وزن كل منها يبلغ نحو 100 كيلوغرام. وأضاف أن “مثل هذه الصواريخ تستخدمها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية”.

العاروري و “الجرف الصامد”

وكان العاروري (57 عاما) نائبا لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكان مسؤولا عن أنشطة الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية.
إحدى العمليات التي نفذها مقر قيادة الضفة الغربية بقيادة العاروري كانت أسر وقتل ثلاثة إسرائيليين، وهم جلعاد ميخائيل شاعر، ويعقوب نفتالي فرنكل، وإيال يفراح، في صيف عام 2014، مما أدى إلى إطلاق العملية.

وفي أعقاب مقتل الأسرى الثلاثة، هدمت إسرائيل منزل عائلة العاروري في قريته التي ولد فيها، قبل حوالي شهرين.

وبعد ذلك وضع على أنقاضه لافتة عليها علم منقسم لحماس وداعش، مع عبارة “حماس = داعش” باللغة العربية. وقامت قوات الأمن الاسرائيلية بالاستيلاء على المنزل واستخدمته لمدة أسبوع ونصف تقريبا، حتى وقع قائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس، على أمر المصادرة والهدم.

عودة للشهداء

ونعود إلى عملية اغتيال العارورى، ونشير إلى الصور التى التقطت من مكان الحادث أيضًا، وتظهر مركبة تعرضت لأضرار بالغة بجوار مبنى تعرض لأضرار بالغة، وإلى جانب العاروري، قُتل ستة أعضاء آخرين في حماس، من بينهم عضوان كبيران غير معروفين لدى الشعب الإسرائيلي، سمير فندي وعزام العكرا، فمن هما؟

 سمير فندي:

سمير فندي
سمير فندي

اكا ابو عمار. ولد عام 1976 في مخيم الرشيدية جنوب لبنان قضاء تسور.

ويعتبر فندي مسؤولا عن عمليات حماس في جنوب لبنان وعن إطلاق الصواريخ من لبنان إلى إسرائيل.

عزام العقر

ولد الملقب أبو عبد الله في قرية قبلان قرب نابلس. يعتبر مسؤولاً عن كتائب عز الدين

عزام العقر
عزام العقر

القسام في لبنان والساحات الفلسطينية الخارجية. ساعد العاروري في تجنيد نشطاء للترويج للأنشطة العسكرية ضد إسرائيل في يهودا والسامرة.
وبالإضافة إلى العنصرين السابقين، قُتل أربعة نشطاء غير معروفين إعلامياً في حماس كانوا متواجدين في المبنى، وهم:

1- أحمد حمود.
2- محمد الريس.
3- محمد باشاشا.
4- محمود زكي شاهين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى