أشرف التهامى يكتب: الشرق الأوصد
بيان
اقترب الشرق الأوسط من حافة الهاوية، وأصبح ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، فقواعد الاشتباك باتت معروفة ومحددة من قبل جميع الأطراف.
ففي لبنان اغتيل صالح العاروري أثناء مغادرته مكاتب حماس في بيروت يوم الثلاثاء الماضي فأصيب مباشرة بصاروخ موجه نحوه، كما أصاب صاروخ آخر على الأقل المكاتب نفسها، وإلى جانبه قُتل ستة نشطاء آخرين في حماس، من بينهم عضوان كبيران آخران وهم (سمير فندي وعزام العكرة.)
وفي سوريا أسفرت ضربة جوية إسرائيلية، في 25 من ديسمبر، عن مقتل المستشار في “الحرس الثوري الإيراني” سيد رضى موسوي، المسؤول عن تنسيق “التحالف العسكري” بين سوريا وإيران.
وعن مصدر لم تسمها، كانت قناة “العربية” السعودية نقلت، أن 11 قياديًا في “الحرس الثوري الإيراني” قتلوا في الضربة التي استهدفت مطار “دمشق” مساء الخميس بالتزامن مع مقتل رضى موسوي.
أما إيران فقد ضربها تفجيران في ذكرى اغتيال قاسم سليماني، أدى لمقتل 103 أشخاص وأصيب فيه أكثر من 100، يوم الأربعاء، خلال إحياء ذكرى مقتل قائد الحرس الثوري بغارة أميركية في بغداد.
وفي العراق، يوم الخميس، استهدفت طائرات مسيرة يرجح أحد مقرات “الحشد الشعبي” الواقع ضمن مجمع مبنى وزارة الداخلية العراقية، بشارع فلسطين شرقي العاصمة بغداد ما أسفر عن مقتل القيادي في حركة النجباء المقربة من الحشد أبو تقوى السعيدي (مشتاق طالب السعيدي)، وإصابة آخرين.
وخلال الليلة السابقة، قُتل حسين يزبك، القائد الإقليمي لحزب الله في منطقة الناقورة القريبة من الحدود الإسرائيلية، بالإضافة إلى ثلاثة عناصر آخرين كانوا يحرسونه شخصياً.
كما اغتال الجيش الإسرائيلي والشاباك أمس ممدوح لولو، رئيس أركان حركة الجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة. والذي لعب دورًا محوريًا في تنسيق العديد من الهجمات على العدو الاسرائيلي وشغل منصبًا مهمًا داخل منظمة الجهاد الإسلامي.
وأيد تحالف مكون من 12 دولة، بقيادة الولايات المتحدة، إعلانًا يحث الحوثيين على وقف هجماتهم في البحر الأحمر، محذرًا من العواقب الوشيكة إذا استمروا. وكان من بين الموقعين المملكة المتحدة وألمانيا وكندا واليابان وأستراليا.
أما القوات الأميركية في سوريا والعراق فقد تعرضت لـ 118 عشر هجوما، عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوزعت الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية في البلدين والتي تبنتها القوات الإيرانية.
هجمات القوات الإيرانية في سوريا و العراق ، شملت إطلاق صواريخ على قاعدة الدوريات في الشدادي بسوريا، وهجمات نفذتها طائرات مسيرة هجومية استهدفت قاعدة أربيل الجوية وقاعدة عين الأسد بالعراق ومحيط السفارة الأميركية في بغداد، ومركز دعم القوت الأميركية في القرية الخضراء وتل البيدر بريف الحسكة، وقاعدتي التنف والرميلان بسوريا.
ولا تنفصل الضربات المتسارعة لإيران عن عمليات “الحوثيين” في البحر الأحمر، والتي باتت ترخي بثقلها على الاقتصاد الإسرائيلي وأسعار النفط العالمية وحركة النقل والتجارة.
فأصدرت أميركا واليابان وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والبحرين والعديد من الدول الأوروبية بيانا قالت فيه، إن “هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير”.
وجاءت ردود القوات الأميركية ضمن القواعد التقليدية المرسومة للتعامل مع إيران، ومن الواضح أن الرد الأميركي سينحصر في حدود البحر الأحمر، وأماكن تمركز القوات الإيرانية في سوريا والعراق، حيث انتقلت حاملة الطائرات الأميركيّة “جيرالد فورد” من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، عقب إعلان طهران عن وصول المدمرة “البرز” المزودة بصواريخ كروز بعيدة المدى إلى مياه البحر الأحمر واستقرارها قرب “باب المندب. إلا أن الأهداف الأميركية والإسرائيلية ستكون أكثر “سخونة” في الأيام القادمة، فحسبما يبدو فإن واشنطن قد حددت بنك أهداف لقيادات في الحرس الثوري وحزب الله، كما أن هجمات إسرائيل لن تقتصر على استهداف عناصر القوات والمطارات في سوريا.
كما ان امتداد الحرب في غزة إلى البحر الأحمر وانضمام الحوثيين إلى الحملة ضد إسرائيل تطور إلى تهديد استراتيجي إقليمي قد يتحول إلى حرب منفصلة لن تعتمد بالضرورة على التطورات في القطاع.
فوجود مدمرات أمريكية وسفن إسرائيلية في البحر الأحمر، فضلا عن إرسال سفينة حربية فرنسية إلى المنطقة، لم يؤد إلى تهدئة التوترات،
كما أن مصر أصبحت هي الضحية الرئيسية لانضمام الحوثيين إلى الحرب في غزة بمنعهم السفن القادمة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر من عبور مضيق باب المندب”.
وبنظرة شاملة و مجردة من تلك الأحداث المتسارعة الملتهبة والمتشابكة نرى أنها نتيجة الغباء السياسي والغطرسة للكيان الإسرائيلي وقاداتها التي أدمنت الدماء العربية واستحلت مقدرات شعوبنا ودنست مقدساتنا ولم تعبأ لا بقوانين ولا شرائع ولا أديان فباتت مثل قط علق بزيله كرة خيط لكنها من نار وصار يهرول بهستيرية دون وعي حتى تشابكت كل تلك النيران وأصابت الجميع ولم تعي انها وسط تلك النيران وأنها تهرول في طريق يضيق ويضيق حتى بات أنه طريق موصود.. فبات الشرق الأوسط بكامله طريق مسدود و مشتعل. حتى بات بكل تأكيد الشرق الأوصد.