أشرف التهامى يكتب: أمريكا وقعت بالفخ!

بيان
وعد الرئيس الأميركي بتقديم دعم كامل لإسرائيل، وسيعطي إسرائيل كلّ ما تحتاجه ويقدّم دعمًا واضحًا لا لبس فيه، لأن الإدارة الأميركية تشعر بأن دورها هو منح إسرائيل مساحة لالتقاط أنفساها.

أرسل بايدن ذخائر وأمر بإرسال سفن حربية إلى شرق المتوسط، كرسالة تحذير ضمنية لإيران الداعمة لحركة حماس.
كما دعت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضى، أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين عقدوا جلسة طارئة إلى إدانة “حازمة” للهجوم الذي شنته حماس.

وركّزت السياسة الخارجية الأميركية على حماية إسرائيل بالإضافة إلى الإفراج عن الرهائن بما في ذلك من انتقادات الأمم المتحدة، بدلًا من الضغط على نتانياهو.
بينما سعت موسكو إلى دعم العودة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط.

والتوسّع المحتمل للعملية الإسرائيلية قد يفاقم الوضع في الشرق الأوسط، وهو بالضبط ما سعت إدارة بايدن إلى تجنّبه مع تركيزها على المنافسة العالمية مع الصين وروسيا اللتين تعملان بشكل وثيق مع إيران وحسنتا علاقاتهما مع السعودية.

والمحصلة أن الولايات المتحدة تلعب “دورًا خطيرًا جدًا” في تبرير ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزّة.
ومن وجهة نظر القيم، الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل. ومن وجهة نظر المصلحة، تحتاج إلى الحد من نفوذ روسيا والصين كما قالت لورا بلومنفلد. المستشارة السابقة للسياسات لفريق التفاوض حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لدى وزارة الخارجية الأميركية.
وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نشر الولايات المتحدة حاملات طائرات شرق البحر المتوسط، معتبرا ذلك “يؤثر سلباً على الوضع في قطاع غزة.

كما قال باتريك رايدر، متحدث وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، إن إرسال حاملة الطائرات الهجومية “فورد” إلى المنطقة هو رسالة لإيران و ”حزب الله” بألا يفكرا في التدخل.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن “حاملة الطائرات تتمتع بقدرات استخبارية ومراقبة، فضلا عن القدرة على الرد، ما سيسمح لنا بالرد في أي موقف”.

ومضى بالقول: “سنترك طائرات إف-35 في المنطقة ونضيف مقاتلات من طراز إف-15 وإف-16 لمنحنا مجموعة متنوعة من الخيارات”.
و”سترافق حاملة الطائرات المتقدمة وتحمل على متنها ما يقرب من 5000 بحار، طائرات حربية ومدمرات وصواريخ موجهة في استعراض للقوة يهدف إلى الاستعداد للرد على أي شيء، بدءًا من منع وصول أسلحة إضافية إلى حماس، وإجراء المراقبة”، حسب “أسوشيتد برس”.
كماأن “ضباطاً رفيعي المستوى وخبراء من الاستخبارات العسكرية الأميركية وصلوا إلى تل أبيب، وانضموا إلى غرفة عمليات في مقر وحدة الاستخبارات 504، التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية”.

وفي معرض تشكيكه بالغرض من إرسال مجموعة عسكرية أمريكية إلى المنطقة وقت التصعيد، قال بوتين إن: “الولايات المتحدة نشرت حاملة الطائرات الأولى في البحر المتوسط، وتعلن الآن عن الثانية، لا أرى أي معنى لهذا، هل سيقصفون لبنان أم ماذا؟”.. مضيفا: “أم أنهم قرروا فقط تخويف جهة ما؟ لكن هناك أشخاصا لا يخافون من أي شيء”.
وأكّد حزب الله أن إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لدعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة لا يُخيف فصائل المقاومة.

وأكد “حزب الله” على استعدادها للمواجهة حتى تحقيق النصر والتحرير. كما اتهم الولايات المتحدة بأنّها «شريك كامل في العدوان الصهيوني»، وحمّلها “مسؤولية تامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروّعة بحق المدنيين العُزّل من الأطفال والنساء والشيوخ”.

و الآن كل المؤشرات تشير إلى أن تل أبيب تحضر لاجتياح بري من حجم ما لقطاع غزة وهي لن تكون قادرة على ذلك دون الانتهاء من العمليات العسكرية الجارية مع الفلسطينيين في غلاف غزة وبدون المعدات والذخائر العسكرية الأحدث والأكثر فتكا الموعودة بها من أمريكا.

والأهم من ذلك أن عملية الاجتياح المتوقعة تحتاج لضمان ألا ينفذ حزب الله تهديده بمهاجمة شمال الكيان حال دخول قوات الاحتلال لغزة.
كما بات واضحا أن الجيش الاسرائيلي يفشل بقوة في مواجهة “حزب الله”.

وعلى الرغم من ترسانته الحربية الكثيفة يعجز عن مواجهة التطور المفاجئ في تسليح فلسطيني يعتمد على الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة إلى جانب تكتيكات حرب العصابات تم انضاجها على ضوء خبرات المواجهات المتكررة مع الكيان.

ويبدو واضحا أن القطع البحرية الأمريكية ستقف قبالة الساحل اللبناني في ظل تغطية الأسطول الإسرائيلي لساحل غزة وتواجد الأسطول السوفيتي على الساحل السوري على مرمى حجر من لبنان.

كما أن التلويح بالقوة أو ما يسمى بسياسة القمع بالمدمرات لن يردع حزب الله، عن تنفيذ وعيده وتهديده لأن في ذلك مساس كبير بسمعته، فضلا عن الأهداف التكتيكية والاستراتيجية لعملية الطوفان، وهو ما يجعلنا توقع تدخل عسكري أمريكي حده الأدنى الإعاقة الالكترونية لصواريخ ومسيرات حزب الله وربما يصل الأمر للقصف الصاروخي من البحر وبالطائرات لاسيما وأن حزب الله لديه القدرة على شن عمليات برية سبق تنفيذ أشباه لها غير مرة.

أما نسبة استهداف حزب الله لحاملة الطائرات الامريكية ليست بضئيلة خاصة أنه لو استهدفها كسر هيبة الأمريكان؛ ورفع معنويات الكتائب المقاومة وأربك العدو الإسرائيلي وجعل ثباته الانفعالي في الحضيض.

ولن تترك إيران حزب الله منفردا.

كما أن روسيا لن تقبل بوجود الحاملة الأمريكية بين أحضان القوات الروسية بالبحر المتوسط قبالة سوريا.

وبالتالي فإن أمريكا قد وقعت بالفخ.

اقرأ أيضا للكاتب:

أشرف التهامى يكتب: معركة الوعي وفرضية عمل عسكري أمريكي شرق سوريا

 

زر الذهاب إلى الأعلى