شريف عبد القادر يكتب: المجرم والوسيط غير المحايد

بيان

 أمريكا كانت تدّعي أنها وسيط محايد بين إسرائيل والفلسطينيين وسوريا، وتتغاضى عن تعمد إسرائيل عدم التوصل إلى حل عادل.

ولو عدنا إلى مؤتمر مدريد عام 1991، ثم مؤتمر أوسلو عام 1993، وحضور أمريكا التي كانت تدّعي الحيادية، ثم تنتهي المؤتمرات والجلسات بتعمد وتعنت إسرائيلي لعدم التوصل إلى حل.

ثم تُصرّح أمريكا بأن الحل لن يكون من خلال المؤتمرات والأمم المتحدة، ولكن بجلوس الطرفين سوياً وجهاً لوجه للتوصل إلى حل، وهذا هو السبيل الوحيد.

وهو ما يؤكد أن أمريكا لم تكن راغبة في التوصل إلى حل، تنفيذاً لرغبة إسرائيل في ذلك.

وتمر السنين مع التعنت الإسرائيلي الرافض للسلام، بتأييد أمريكي شبه مستتر، لتتضح النوايا الخبيثة للصهيونية، فلا إسرائيل تريد سلامًا مع سوريا يلزمها بالانسحاب من هضبة الجولان، بل احتلت أمريكا أراضٍ سورية يوجد بها بترول، بحجة نشر الديمقراطية.

كما لا تريد إسرائيل حل القضية الفلسطينية، وظلت تماطل حتى وضحت الرؤيا مؤخرًا، بعد إقامتها علاقات دبلوماسية مع دول خليجية، فراحت تطلق البلطجية المأجورين الذين يسمونهم مستوطنين، ليدنّسوا المسجد الأقصى، ويعتدون على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، تحت حماية الشرطة الإجرامية.

وتطورت النزعة الإجرامية من الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين ضد الفلسطينيين، لتصبح يومية، يتخللها قتل فلسطينيين، واعتقالات، وهدم منازل.

وهذه الجرائم كانت على مدى أكثر من عام، مما أثار ضيق فلسطينيي غزة، وحدث طوفان الأقصى للانتقام، وهو ما أصاب الخنازير أبناء القردة بجنون، وقاموا بحرب إبادة ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، ولم يفرقوا بين رضع، وأطفال، ونساء، وشيوخ.

وما رفع معدل الإجرام الإسرائيلي أن أمريكا التي كانت تدّعي أنها وسيط محايد، قد أرسلت حاملتي طائرات وسفن حربية بالبحر المتوسط، لتتواجد بالقرب من إسرائيل، الوكر الخاص بها في الشرق الأوسط، وإرسال أسلحة لها بكثافة، وكأنها تحارب دولة، وليس مواطنين عزل.

إن ما يحدث من إسرائيل، وبدعم أمريكي، فضح النوايا الأمريكية الخبيثة، وأن علاقاتها بدول الشرق الأوسط زائفة، ولا يستبعد غدرها بكل دول الشرق الأوسط، من أجل مصالحها المتواجدة بينهم، وربما تفكر في أن يصبح الشرق الأوسط الولايات المتحدة الإسرائيلية.

لعنة الله على أمريكا وإسرائيل.

اقرأ أيضا للكاتب:

شريف عبد القادر يكتب: نصائح للدولة

زر الذهاب إلى الأعلى