الرافضون: صوت أقلية يهودية ترفض المشاركة في “قمع الفلسطينيين”
كتب: على طه
يطلق عليهم في إسرائيل تسمية “الرافضون”، فى بلد مستنفرة تماما للحرب، والغزو، يحكمها الخوف الدائم من جيران الخارج، ومواطنى الداخل العرب، أو ممن يطلق عليهم “الجوييم” أو الغرباء فى ترجمتها العربية.
ورفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي يطلق عليهم أوصاف أخرى مثل: «المستنكفين من الخدمة العسكرية بوازع من الضمير في إسرائيل» أو mishtamtim أو “refuseniks” أي (المتهربين من التجنيد) .
والإسرائيليون الذين يرفضون الخدمة في الجيش الصهيونى، أو يعلنون عصيانهم للأوامر يفعلون ذلك إما لإيمانهم بقضية السلام، أو لكونهم ضد التجنيد، أو لفلسفتهم الدينية، أو لخلافهم السياسي المعارض للسياسة الإسرائيلية القائمة على احتلال الأراضي الفلسطينية.
وإسرائيل التى يعتبر فيه التجنيد الإجباري أمرا ضروريا للغاية وليس ترفا، يشكل الرافضون لأداء الخدمة العسكرية حسب التقارير الإسرائيلية أقلية، لكن هذه الأقلية بات صوتها مسموعا، ويراها الجميع، خاصة بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 وبداية الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة، حيث تحاول (هذه الأقلية) الخروج من الظل والإعلان عن نفسها أمام العالم.
عناصر الجيش الصهيونى
ويكشف تقرير نشره موقع “فرانس 24” أن الجيش الإسرائيلى يعتمد بشكل أساسي تقريبا على جنود الاحتياط.
ويجب على الذكور تأدية الخدمة العسكرية لمدة 32 شهرا، أما الإناث فالمدة تنقص إلى 24 شهرا، بعد ذلك يكونون خاضعين للتعبئة العامة حسب الحاجة، حتى عمر 40 و38 عاما على التوالي.
وفي أعقاب هجوم 7 أكتوبر الماضى، قام الجيش باستدعاء أكثر من 360 ألف شخ، وهو رقم لم يتكرر منذ الحرب بين الدولة العبرية وحزب الله في عام 2006، ويمثل هذا العدد نحو 4% من السكان في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 9,7 مليون نسمة.
متشائمون
ويؤكد تقرير “فرانس 24” أن هذه الأقلية من الشباب الإسرائيلى الرافضة للخدمة العسكرية فى الجيش الصهيونى، لا تخفي تشاؤمها من الأوضاع الراهنة، ومن الحرب على غزة، وأمور أخرى سياسية تتعلق بالحكم فى إسرائيل.
على سبيل المثال يقول أحد هؤلاء الرافضون: “إن إسرائيل واقعة في دوامة الموت، والطريقة الوحيدة لاستمرار وجود الصهيونية هي عدم التراجع، وسوف يصبح وجودها ساما لدرجة أنه سيصبح من المستحيل على الغرب مواصلة دعمها، ولا يهم من سيكون رئيس الوزراء القادم. يائير لابيد؟ بيني جانتس؟ لا يهم، فهما يشبهان بنيامين نتانياهو.
قصص وآراء
ويورد تقرير “فرانس 24” مزيدا من القصص والآراء لعينات من هؤلاء الشبان، والشابات الإسرائيلون ومنهم: صوفيا أور وتال ميتنيك وإيفياتار روبن، وهم ثلاثة شبان إسرائيليين رفضوا أداء الخدمة العسكرية لأسباب سياسية، وفى التالى رأى كل منهم على حدة:
صوفيا أور (18 عاما) هي ناشطة سياسية تؤمن بأن العنف لا يمكن أن يحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ترفض المشاركة في سياسات القمع والفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
تال ميتنيك (18 عاما) هو أول مستنكف ضميريا من أداء الخدمة العسكرية منذ بداية عملية “السيوف الحديدية” في غزة. يؤمن بأن العنف لا يمكن أن يحل أي مشكلة.
إيفياتار روبن (20 عاما) هو مستنكف مخضرم قضى أربعة أشهر في السجن لرفضه الخدمة العسكرية. يرفض الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية ويعتقد أن إسرائيل تعيش في دوامة الموت.
أصبحت شائعة
يؤكد أيضا التقرير أن ظاهرة الرافضين لأداء الخدمة العسكرية في إسرائيل، التي كانت نادرة في السابق، أصبحت أكثر شيوعا في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها:
- الزيادة في الوعي السياسي بين الشباب الإسرائيليين.
- التحول نحو اليمين في السياسة الإسرائيلية، والذي أدى إلى زيادة القمع ضد الفلسطينيين.
- الحرب الأخيرة في غزة، والتي زادت من حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وإذا كانت ظاهرة الرافضين لأداء الخدمة العسكرية تمثل تحديا للنظام السياسي الإسرائيلي الحالى، فهي أيضا تعكس رفضا متزايدا لسياسة الاحتلال الإسرائيلي والممارسات القمعية ضد الفلسطينيين.
وينتهى تقرير “فرانس 24” إلى التأكيد على أن الرافضين لأداء الخدمة العسكرية الذين يمثلون صوت الأقلية يكافحون من أجل تحقيق سلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.