هجوم إيراني على “مقر لعملاء الموساد” في العراق
كتب: أشرف التهامي
شن الحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا باليستيا ليلة الاثنين على “مقر مركزي للتخطيط للتجسس الإقليمي والعمليات الإرهابية، في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث أكدت طهران أن المركز كان يعمل لحساب جهاز الاستخبارات “الموساد” الإسرائيلى، وأن الضربة موجهة ضد المصالح الغربية.
وأدت الضربة الصاروخية الإيرانية واسعة النطاق التى شنتها فصائل الحرس الثوري، إلى مقتل رجل أعمال كردي وعائلته، قالت إيران إنه عميلاً للموساد.
ردا مباشرا على الاغتيالات الأخيرة
وصرح الإيرانيون أنهم أطلقوا 24 صاروخًا على أهداف مختلفة، بما في ذلك قاعدة حرير الجوية في أربيل، التي تستضيف القوات الأمريكية وتعمل كجبهة ثانوية للقتال المستمر في غزة، إلى جانب القواعد العسكرية الأمريكية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة. وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم كان ردا مباشرا على الاغتيالات الأخيرة لبعض قادته.
من المستهدف؟
وكجزء من الهجوم، تعرض منزل رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي للقصف بالصواريخ الإيرانية، مما أدى إلى مقتله هو وابنته زينا البالغة من العمر سنة واحدة وأفراد آخرين من الأسرة.
دزيي، مالك مجموعة فالكون، وهي شركة توصيل سلسلة توريد عالمية، كان يعمل في مجالات البناء والزراعة والنفط والأمن. وأكد الإيرانيون، أنه متورط في أنشطة تجسس لصالح الموساد وساعد في تنسيق عدة هجمات ضد الجمهورية الإسلامية.
وهذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تتبنى فيها إيران ضرب أهدافًا إسرائيلية، لتنضم إلى عديد من قوات فصائل المقاومة الاسلامية في جميع أنحاء المنطقة.
هجمات فصائل المقاومة الاسلامية في المنطقة
وذكرت صحيفة الميادين اللبنانية أن قاعدة للوحدة 8200 الإسرائيلية في أربيل تعرضت لهجوم بطائرات بدون طيار. وفي الشهر الماضي، أعلنت فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، مسؤوليتها عن مهاجمة مركز تجسس إسرائيلي في أربيل.
طالع المزيد:
– 4 جنسيات عربية فى خلية الموساد المقبوض عليها فى تركيا.. تفاصيل جديدة
وقام الحرس الثوري الإيراني بتنظيم هجوم مماثل في مارس 2022، مؤكداً أنه ضرب “مركزًا استراتيجيًا” إسرائيليًا في شمال العراق. وجاء الهجوم في أعقاب تقارير كردية عن سقوط صاروخ باليستي في محيط أربيل والقنصلية الأمريكية. اتهمت إيران إسرائيل باغتيال ضابطين رفيعي المستوى في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وأصدرت تحذيرا شديد اللهجة، قائلة إن “أي عدوان إسرائيلي سيواجه انتقاما حازما ومدمرا”.
تصريحات عراقية
وقال محافظ أربيل أوميد عبد الرحمن حسن إن الصواريخ الإيرانية فشلت في إصابة أهدافها المقصودة، ونفى وجود قواعد أو منشآت أجنبية سرية في كردستان. وأدانت وزارة الخارجية العراقية الهجوم قائلة إنه ينتهك السيادة العراقية. وفي الأسبوع الماضي، نفى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين وجود أي أفراد من الموساد أو تابعين له في قاعدة الحرير الجوية.
العلاقات الإسرائيلية الكردية الدافئة
لقد كانت العلاقات الإسرائيلية الكردية دافئة ومرحبة لعقود من الزمن. وكانت إسرائيل من بين الدول الوحيدة في العالم التي اعترفت بنتائج استفتاء عام 2017 على استقلال إقليم كردستان، حيث صوت 92% لصالح الاستقلال.
وحافظت إسرائيل على علاقاتها مع الأكراد منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وخلال هذه الفترة عمل عملاء المخابرات الإسرائيلية في كردستان العراق بالتعاون مع الملا مصطفى البارزاني، والد الزعيم الكردي الحالي.