لماذا قتلت إسرائيل مهندسين تابعين لحزب الله في غارة جوية شرق صور؟

كتب: أشرف التهامي

أفادت وسائل إعلام لبنانية، السبت 20 يناير 2024، بتعرض سيارة من نوع تويوتا لهجوم جوي أثناء سفرها شرق مدينة صور على الطريق الواصل بين صور برج الشمالي والبسورية في جنوب لبنان. قُتل في الهجوم راكبان هما:
علي محمد حدرج ، ومحمد باقر دياب، كما قُتل شخصان آخران كانا بالقرب من السيارة.

وعلى الجانب الآخر فقد نشر مركز “ألما البحثي” الإسرائيلي تقريراً مفصلاً عن الحادث وشخصية الاثنان اللذان تم استهدافهما في الحادث تناول فيه سيرتهما الحياتية والعملية، وارتباطهما بحزب الله اللبناني ودور كل منهما في تطوير المنظومة العسكرية لحزب الله.

وننشر فى التالى التقرير العبري مترجماً إلى اللغة العربية تحت “مبدأ أعرف عدوك وأعرف كيف يفكر” وإليكم نص التقرير :

من هما المستهدفين؟

1- علي محمد حدرج (المعروف بعباس): لبناني شيعي من قرية الباسورية (عائلة نصر الله تنحدر من هذه القرية)كان في أواخر الثلاثينيات من عمره، ويحمل درجة الدكتوراه في الهندسة (ربما الأنظمة الكهربائية أو الإلكترونية أو الاتصالات).
تناولت شهادة الدكتوراه، من جامعة القديس يوسف اليسوعية في بيروت، مجال “تحسين بث الفيديو لمستخدمين متعددين عبر شبكات الراديو ذات النطاق العريض”.
حدرج، وهو ليس فلسطينيا ولا إيرانيا (كما وصفته تقارير مختلفة)، كان في تقدير الاسرائيليين “بحسب تقارير “عنصرا في حزب الله في مجال بناء القوة التكنولوجية.

طالع المزيد:

حزب الله يرفض المبادرات الأميركية.. ويقبل وساطة هوشتاين لتجنب حرب أوسع

وربطت التقارير الأولى عن حدرج بفرع فلسطين لفيلق القدس العامل في لبنان.
وفرع فلسطين مسؤول عن الحفاظ على الاتصال المستمر بين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والجهاد الإسلامي في فلسطين وحماس.
فرع فلسطين مسؤول عن الدعم المالي والمهني – نقل المعرفة والوسائل. ويعمل الفرع مع جهات الاتصال في مختلف القضايا التي تخص هذه المنظمات. محمد سعيد إيزادي، المعروف أيضًا باسم الحاج رمضان، هو قائد الفرع. وإزادي إيراني يبلغ من العمر حوالي 60 عاماً، ويعيش في لبنان بشكل متقطع، ويتحرك بانتظام على طول محور إيران – سوريا – لبنان.
ويضيف التقرير الاسرائيلي أنه وبحسب التقارير الأخيرة، يبدو أن حدرج كان متورطاً في الحرب الإلكترونية لحزب الله وربما كان متورطاً أيضاً في مجال الطائرات بدون طيار. وفي 20 يناير ، أصدر حزب الله إعلاناً أعلن فيه رسمياً وفاة حدرج. ومساء 20 يناير، تم نقل جثمان حدرج إلى قريته الباسورية، برفقة موكب يضم عشرات الآليات، على رأسها آليات تابعة لمنظمة الصحة الإسلامية التابعة لحزب الله.

وإلى جانب على حدرج، أغتيل أيضاً مهندس لبناني شيعي آخر هو محمد باقر دياب. وحتى كتابة هذه السطور، لم يعلن حزب الله علناً أن دياب كان ناشطاً في صفوفه.

ويبدو أن شبكات التواصل الاجتماعي تثير تساؤلات حول سبب عدم إعلان حزب الله انتمائه. لكن من المعروف أن حزب الله يعمل في لبنان (وخارج لبنان) مع العديد من المتعاونين في قضايا مختلفة، مع التركيز على المجالات التكنولوجية.
ويئكد التقرير الاسرائيلي أنه ووفقاً لتقارير مختلفة، ربما كان دياب على صلة بالمنصة الجوية المرئية التابعة لحزب الله. ومن الممكن أنه ساعد حزب الله في الجوانب التكنولوجية لهذه القضية، لكنه لم يكن ناشطا رسميا في المنظمة. وعلى فرض صحة هذه التقارير، فإن هذا الموضوع يتعلق بموضوع دكتوراه علي درج.

2- محمد دياب: وُصف محمد دياب بأنه “عالم رائد وبارز في مجال التكنولوجيا والاتصالات في لبنان وحول العالم، ورجل أعمال مشهور”. وكان الرئيس التنفيذي لشركة تيكومسا.
توفر تيكومسا حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير البرمجيات ومراكز البيانات وحلول تخطيط موارد المؤسسات (أنظمة تخطيط موارد المؤسسات – أنظمة المعلومات المستخدمة لمعالجة البيانات الإدارية). وتعمل الشركة بالتعاون مع الهيئات الحكومية في لبنان والخارج، ولها فروع في عاصمتي قبرص وألمانياالمناصب التالية:
منصب رئيس شركة MD Holding.
عضو في شبكة لبنان للتحول الرقمي والحوكمة (DTGN.
عضو مجلس إدارة الجمعية المهنية للمعلوماتية (PCA
عضو في الجمعية اللبنانية للمعلوماتية والاتصالات. (ALMA
عضو الجمعية العامة للاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات (ARISPA). .
وتم تعريفه كداعم للإبداع والابتكار وريادة الأعمال في لبنان وحول العالم من خلال جوائز القمة العالمية للأمم المتحدة. وشارك دياب في وفود التكنولوجيا اللبنانية ووفود إلى المنتديات والمؤتمرات والمعارض الدولية.
إن تعزيز قوته التكنولوجية هو جزء أساسي من تكثيف حزب الله. وعلى الرغم من أن حزب الله يعتمد بشكل كبير على الخبراء والمعرفة التي تأتي بشكل رئيسي من إيران، إلا أنه يطمح أيضًا إلى تطوير الخبرات والمعرفة التكنولوجية المستقلة.
ويضيف التقرير “ووفقا لتقييمنا، كان هذان المهندسان مصدرا فريدا للمعلومات للمبادرات التكنولوجية المتعلقة بالحشد العسكري لحزب الله في لبنان.”
في ضوء موضوع الدكتوراه لحدرج، وفي ضوء التقرير الذي يربط دياب بالتصوير الجوي والمرئي، فمن المحتمل أنهما كانا منخرطين في مشروع تكنولوجي يتعلق بالوحدة الجوية لحزب الله (الوحدة 127)، التي تشغل نظام الطائرات بدون طيار التابع لحزب الله وبعض منشآته. طائرات بدون طيار.
وتعتبر الوحدة الجوية منظومة استراتيجية ضمن المفهوم العملياتي لحزب الله في الصراع الحالي مع إسرائيل وفي الحرب المقبلة، حيث ستلعب فيها دوراً مركزياً جداً.
وفي الصراع الحالي، ولأول مرة، استخدم حزب الله العديد من الطائرات بدون طيار الانتحارية ضد إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، قامت بتشغيل طائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية، وأنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار (التصوير، الهجوم، إلخ )
وينتهي التقرير الاسرائيلي بأن حزب الله يمتلك أكثر من 2000 طائرة بدون طيار وترسانة كبيرة جدًا من الطائرات بدون طيار. ويعمل حزب الله باستمرار على تحسين قدرته وقدرته على الاستمرار في مختلف الجوانب التكنولوجية.

زر الذهاب إلى الأعلى