عاطف عبد الغنى يكتب: نيرون يحرق إسرائيل
بيان
الأنظار الموجهة علي مشهد غزة سرقت الاهتمام تقريبًا عما يحدث في الداخل الإسرائيلي، الذي يشتعل الآن ليس بصواريخ حماس ، لكن بقرارات بنيامين نتنياهو ، حاكم إسرائيل الحالي، الصادرة عن عقل شيطاني تغذيه خيالات مريضة بجنون العظمة، وعناد مركّب صادر عن قناعات سادية لشخص مقتحم لا يتصف بالشجاعة بقدر اتصافه بالحمق في سوء تقديره لقوة وقدرة الخصوم.
حاكم مثل نتنياهو، له سوابق عديدة في التاريخ، وكلهم تقريبًا جروا بلادهم إلي مصير كارثي، انتهي في الغالب إلي الخراب، والدمار، وانتهوا هم أنفسهم إلي نهايات مأساوية.
أخبار الداخل الإسرائيلي كلها تعكس ملامح الخوف المرضي الذي يتسرب الآن إلي وجدان الإسرائيليين، ويزلزل يقينهم فيما يخص مصير دولتهم التي أقيمت علي جثث وأشلاء أصحابها الأصليين الفلسطينيين، وبالسرقة والاغتصاب للأرض، والممتلكات، والعقار، والتراث، وكل ما كانت تصل إليه أيدي حثالة البشر المجلوبين من أصقاع الأرض، ودول الشتات التي كانت في اشتياق للفظهم إلي خارجها، بسبب سوء أخلاقهم، وفسادهم، وإفسادهم للشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها.. هذه قصة أخري يطول شرحها.
أكبر مظاهرة خرجت في إسرائيل ضد الحرب علي غزة، شهدتها تل أبيب خلال الأيام الماضية، بعد أن حصلت «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» في «الكنيست» علي تصريح من المحكمة العليا في إسرائيل بتنظيم المظاهرة وبعد تأكد تام من فشل نتنياهو وحكومته في تحقيق أي أهداف من الحرب «الغبية» علي قطاع غزة.
وبينما يعمل نتنياهو علي تمديد أمد الحرب، لينقذ نفسه وحزبه المنهار شعبيا، تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية الدولية عليه وعلي أعوانه الوزراء المتطرفين، وسط تساؤلات عن طبيعة الأهداف المقبلة للعملية العسكرية.
ويدخل علي خط الأزمة ظهور ابن نتنياهو المدلل ومهاجمته للجيش «الإسرائيلي» علي وسائل التواصل، ومعارك في البرلمان ” الكنيست ” تغذيها انقسامات اجتماعية حادة.
يحدث هذا في الداخل الإسرائيلي، بينما يزحف أيضا الانقسام علي مؤسسات الداعم الأكبر لإسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية، والانقسام هذه المرة داخل وزارة الدفاع ” البنتاجون ” بسبب الهجمات التي تتعرض لها القواعد والمرتكزات الأمريكية العسكرية في العراق، وسوريا علي خلفية دعم الأخيرة المطلق لربيبتها إسرائيل.
وعلي الرغم من أن الأمور كلها الآن ليست في صالح إسرائيل ، إلا أن «بيبي» إمبراطور إسرائيل الذي كان مدلالاً لا يزال متمسكا بالحرب في مشهد يذكر بمشهد الإمبراطور الروماني المجنون نيرون الذي أمر بإشعال الحريق في عاصمة إمبراطوريته روما «ليعيد بناءها» فيما جلس هو في برج مرتفع يتسلي بمنظر النار المشتعلة وبيده آلة طرب يغني عليها أشعار هوميروس التي تصف حريق طروادة.
اقرأ أيضا:
– عاطف عبد الغنى يكتب: الدولار؟!
– عاطف عبد الغنى يكتب: حل القضية الفلسطينية يبدأ وينتهى عند مصر