عاطف عبد الغنى يكتب: حل القضية الفلسطينية يبدأ وينتهى عند مصر

بيان

لن نناقش مخرجات القمة العربية الإسلامية، ومن العبث أن نعيد الحديث عن انحسار طموحات الشعوب فى استثمار العرب لإمكانياتهم، وممارسة الضغط على إسرائيل، لأجل إجبارها على القبول التسوية المنشود للقضية الفلسطنية. لكن يبقى الأمل على الدور المصرى اللاعب الحقيقى والأساسي، من قبل والآن فى صراعات المنطقة، ومصر هى الدولة المحورية التى تملك العديد من الأوراق التى يمكن أن تصب تحديدا فى مسألة حل القضية الفلسطينية.

وأول هذه الأوراق التى تملكها مصر علاقاتها بطرفى الصراع المباشرين، الفلسطنيين ويمثلهم السلطة والفصائل (فتح وحماس) والطرف المضاد إسرائيل، وكذا علاقاتها بطرف هو الآن فى قلب الصراع، وأقصد المملكة الأردنية، ويضاف إلى ما سبق أطراف أخرى تبدو أنها على هامش الصراع، ولكنها فى الحقيقة تحرك هذا الصراع وتؤثر فيه بشكل كبير، وأهمها إيران وقطر.
وكما ترى أجلت ذكر الغرب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، والشرق، المتمثل فى الاتحاد الروسي والصين، حيث أثبتت الحوادث والمواقف الأخيرة أن الغرب تابع لإسرائيل ومواقفها، وليس العكس، وأن الصين لها حساباتها البرجماتية التى لن تتنازل عنها أو تضحى بها من أجل القضية الفلسطينية، أما الاتحاد الروسى فليس له تأثير سلفه الاتحاد السوفيتى، فى رسم سياسات العالم او ممارسة الضغوط المنشودة على المعسكر الغربى، خاصة بعد الحرب الأوكرانية.
وإيران التى تغيرت مواقفها خلال الفترة الأخيرة، سواء فى علاقاتها بدول الخليج، وعلى رأسها المملكة السعودية أو انفتاحها على مصر، يمكن أن تلعب دورا كبيرا فى الضغط على الغرب وإسرائيل لصالح القضية الفلسطينية إذا تم توظيفها بذكاء.
يبقى الإشارة إلى قطر تحديدا وهى تلعب الآن فى المنطقة الرمادية، وأتصور أنه يمكن استغلالها كوسيط منفتح على كل الأطراف الآن، لكن الخوف من إيمان حكامها بمشروع الخلافة الإسلامية، وأتصور أن هذا الحلم المستمد من قناعات الإسلاميين فى المنطقة، تتبناه قطر من منطلق سياسى بالأساس، ولم ولن تتخلى عنه بسهولة، حتى ولو بدا الأمر غير ذلك
وعلى الرغم من ضبابية المشهد أو سوداويته، إلا أننا نرى أن الصراع الحالى سينجلى عن خطوات حقيقية يمكن أن تقربنا من الوصول إلى حلول منطقية للقضية الفلسطنية، شرط أن نعى جيدا ما يدور فى أدمغة اليهود الموجودين فى فلسطين المحتلة، وأحلامهم الأسطورية التى يسعون إلى ترجمتها الآن بإقامة دولة يهودية.
وفى تقدير الموقف الحالى نرى أنه لابد أن نحافظ على ورقة المقاومة الفلسطينية المتمثلة فى الفصائل، أو المقاومة الإسلامية المتمثلة فى حزب الله فى لبنان، وباقى الميليشيات فى سوريا والعراق لأنها السلاح الأخير الذى يمكن أن يجبر إسرائيل على التنازل للوصول إلى تسوية حقيقية للصراع الحالى فى القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضا للكاتب:

عاطف عبد الغنى يكتب: الله يرحمك يا شعبان

عاطف عبد الغنى يكتب: الأسطورة التى تحكم إسرائيل الآن!

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى