بالصور: يتهمون الأزهر ولا يرون ذئابهم المتدينة.. معامل تفريخ القتلة فى إسرائيل

كتب: على طه

خلال الأيام الماضية شنت دوائر إسرائيلية مختلفة هجوما على الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الشيخ أحمد الطيب، بسبب موقف الأزهر وإمامه من ممارسات الكيان اليهودى الغاشم ، وجريمة الإبادة الجماعية التى يمارسها ضد الفلسطنيين سواء فى غزة، أو الأراضى الفلسطنية الأخرى المتحدة فى الضفة الغربية، علاوة على تهويد القدس الذى لا يتوقف، وطرد العنصر العربى المسلم والمسيحى منه و إجبارهم على الرحيل وترك بيوتهم وممتلكاتهم لليهود المتطرفين والمستوطنين.

يأتى هذا فى الوقت الذى يمارس اليمين الدين الصهيونى، والعلمانى المتطرف، التحريض ضد العرب، مسلمين ومسيحيين، وتربى المناهج الدراسية البغيضة والدموية النشء الإسرائيلى، وتحولهم لوحوش دموية تنمو مع الوقت على مشاعر الكراهية، وممارسات العنف فى أقصى درجاته ، حتى تصل إلى ممارسات القتل والاغتيال بعقل بارد لكل ما هو عربي وفلسطينى، وفي النهاية يتهموننا نحن بالتحريض.

تقرير كاشف

وفى هذا الصدد يشير تقرير نشرته “وكالة الأنباء المصرية “إندكس” إلى أن العديد من الدراسات تناولت مجتمع اليهود الدينيين المتشدد “الحريديم” فى إسرائيل، والمدارس التابعة له “اليشيفوت”، معامل تفريخ الوحوش فى إسرائيل,

ويلفت التقرير إلى أنه مؤخرا استعرض تقرير للقناة ١٢ الإسرائيلية ، نفس القناة التى شاركت في الهجوم على الأزهر وتتهمه بالإرهاب، حول المدارس الدينية عن أن نحو نصف الأطفال “الحريديم” فى المدارس الابتدائية يدرسون المواد الدينية بشكل أساسى إضافة للصلوات مع بعض المواد الأخرى.

ويتم تكريس وقت هؤلاء الأطفال لتعلم التوراة بهدف إعدادهم للاستمرار فى دراستها حتى المرحلة الثانوية، ولا تستطيع وزارة التعليم المدنية فرض مناهجها وميزانياتها على تلك المدارس فلهم مناهج و ميزانيات خاصة أكبر، حتى أن التلميذ في التعليم ينفق أكثر من التلميذ المدنى بعشرة آلاف يورو.

ويصف تقرير “إندكس” اليوم الدراسى فى مدارس “اليشوفت” فيقول إن اليوم الدراسى فى هذه لمدارس الدينية يبدأ من السابعة صباحا، ويستمر حتى الثانية ظهرا، وفى المدارس الداخلية تستمر الدراسة حتى العاشرة ليلا.

وفى تلك المدارس يتم تشكيل الجيل القادم من الحريديم المتشددين وإكسابهم ما يسمى الهوية الروحية.

وبعد انتهاء المرحلة الثانوية وعند بلوغ طالب “اليشيفوت” العشرين من عمره يتم تزويج الشاب الحريدى ثم يتم تخييره بين الاستمرار فى دراسة التوراة أو الخروج للعمل .

قيام الكيان ودور اليشيفوت

وتحت عنوان: “قيام الكيان ودور اليشيفوت” يذكر تقرير “إندكس” إنه عند قيام إسرائيل أصرت قيادات “الحريديم” المتشددة على الحصول على استقلالية تعليمية فى المدارس، وكانت مستعدة للتخلى عن الميزانية المخصصة لها، من أجل الحصول على الاستقلال التربوى الكامل، وهو ما حدث أيضا فى قضية الإعفاء من الخدمة العسكرية، حيث أعفى ديفيد بن جوريون، فى بداية إقامة إسرائيل 400 من طلاب المدارس الدينية من أداء الخدمة العسكرية.

ويواصل التقرير: “يدرس اليوم نحو 60 ألف طفل حريدى فى المؤسسات المعفاة من أداء الخدمة العسكرية، كما أن هناك مدراس دينية للفتيات فقط فى إسرائيل، وهى عبارة عن مدرسة إعدادية تستمر الدراسة فيها حتى نهاية المرحلة الثانوية، وتقابل المعاهد الدينية اليهودية المخصصة للبنين. وتتمسك هذه المدرسة بالتعليم الدينى اليهودى”.

مدراس دينية للفتيات

كما يكشف التقرير أن هناك مدراس دينية للفتيات فقط فى إسرائيل، وهى عبارة عن مدرسة إعدادية تستمر الدراسة فيها حتى نهاية المرحلة الثانوية، وتقابل المعاهد الدينية اليهودية المخصصة للبنين.

ويجرى التعليم فى هذا النوع من المدارس بموجب مناهج التعليم الرسمى لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، لكن يتم التركيز بشكل أعمق فى هذه المدارس على تعليم التوراة والشرائع اليهودية والعقائد الدينية والرؤية الدينية اليهودية لقضايا أساسية فى الحياة والمجتمع.

وتوجد إلى جانب المدارس السابقة، مدارس داخلية تمنح الفتيات اليهوديات المتدينات مزيدا من الوقت للدراسة والتعمق فى مناهج كالفلسفة والتفاسير الدينية، كما يستفاد من وجود الفتيات فى الأقسام الداخلية لتعلم أسس الحفاظ على السبت وكيفية احترام هذا اليوم لقدسيته الفائقة فى الأوساط الدينية اليهودية.

وتم إقامة المدرسة الدينية الأولى للبنات من هذا النوع عام 1960 فى مستوطنة كفار بينيس. وتوجد اليوم قرابة ثلاثين مدرسة من هذا النوع فى إسرائيل وتخضع لإدارة هيئات دينية يهودية، أبرزها حركة أبناء عقيبا، وتنال المدارس دعما ماليا من وزارة التربية والتعليم أسوة ببقية المدارس والمؤسسات التعليمية فى إسرائيل وبموجب القانون هناك .

ويتميز التعليم فى هذه المدرسة بكونه يمنح فرصة للطالبة أوالفتاة أن تدرس المواضيع الدينية إلى جانب المناهج العادية، بعكس ما تفعله المدارس الدينية المتشددة (التابعة لمؤسسات حريدية يهودية) والتى تدرس غالبا المناهج الدينية دونما اهتمام بتدريس مواضيع عادية يحتاجها الطالب فى حياته.

تقرير الكراهية 

وأظهرت دراسة شبه رسمية “إسرائيلية”، أجراها صندوق “بيرل كتسلنسون” ، وشركة الأبحاث والاستطلاعات (فيجو) في “إسرائيل” في وقت سابق، وتحمل عنوان: “تقرير الكراهية” ؛ تزايد دعوات العنف ضد المواطنين العرب في المجتمع “الإسرائيلي”، خصوصا بين الأجيال الناشئة من التلاميذ والفتيان وطلاب المدارس والجامعات.

وحسب “إندكس” الخطير في تلك الدراسة، أن مفردات دعوات العنف المدونة بأقلام المتطرفين “الإسرائيليين” تحض على القتل، والتصفية، والكسر، والإبادة، والحرق وما إلى هنالك من مفردات عنفية وفاشية، وأن (83%) من الدعوات لارتكاب عمل عنيف كتبها رجال، وأن (66%) من هذه الدعوات كتبها شبان تقل أعمارهم عن (30) عاما.

الغرق المتتالي في قيعان الفاشية

كما تدل مؤشرات نتائج الدراسة السابقة على المزيد من الغرق المتتالي في قيعان الفاشية داخل المجتمع “الإسرائيلي” ، وحتى في أعلى مؤسسات الدولة العبرية الصهيونية، والأمر لايتوقف عند عدد القوانين وفحواها التي جري ويجرى سنها وتشريعها ضد المواطنين العرب، وآخرها قانون الإقصاء الذي طال النواب العرب في الكنيست، وإنما أيضا في كيفية طرحها، وتسويقها والتنظير لها، ودورها فى تأجيج مشاعر الكراهية والعنصرية ضد المواطنين العرب في “إسرائيل”. 

 يكشف أيضا تقرير “إندكس” عن المغالطات في التاريخ والجغرافيا بالمناهج الإسرائيلية المتطرفة، وعلى سبيل المثال، فإن كتب المواد الاجتماعية في المناهج “الإسرائيلية” محشوة بالمغالطات التاريخية والجغرافية والإنسانية، التى انشغلت بتعميق وغرس القيم والتوجهات العنصرية في عقول الناشئة من أبناء المستوطنين والمهاجرين اليهود، وتدعو صراحة للنزعة العنصرية العرقية.

 ثانيا: يهودية التوجه التربوي، وذلك منذ قيام “إسرائيل” بسن قانون التعليم للدولة العبرية في عام 1953، والذي تنص المادة الثانية منه على “أن التعليم في دولة إسرائيل يجب أن يرتكز على قيم الثقافة اليهودية والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي، والعمل على تحقيق مبادئ الريادة في العمل الطلائعي الإسرائيلي”.

التوجهات العنصرية والتعليم الدينى

ثالثا: التركيز على التوجهات العنصرية في المناهج التعليمية، وتقديم النظرة الاستعلائية تجاه العرب، وتزوير التاريخ الإسلامي من خلال قصص وروايات، نجد أن هذه الكتب الدراسية تسعى إلى تشويه التاريخ العربي والإسلامي.

ويأتى التركيز على التعليم الديني، فى إسرائيل واتخاذه منصة للتحريض على العرب وحتى على العالم بأسره، ولنا كم كبير من الأمثلة من خلال تحليل مجموعة من قصص الموجهة للأطفال اليهود في مرحلة الروضة عبر قصص الأطفال المطبوعة، سواء في المقررات الدراسية، والقصص التي تُحكى شفويا في الكيبوتسات والمستوطنات، وفي القرى الزراعية والمدن التي يقيم فيها الأطفال، حيث يبدأ التعليم بالتركيز على المفاهيم الدينية، واتخاذ التلمود أساسا للتعاليم اليهودية العبرية، نظرا لتباين الثقافة التي ينتمي إليها اليهود الذين جاءوا من بيئات اجتماعية وثقافية مُختلفة.

إن التركيز على احتواء الكتب الدراسية الإسرائيلية على العديد من النصوص الدينية التي تشدّد على يهودية القدس منذ قدم التاريخ، للتأكيد على أن الوجود اليهودي في فلسطين؛ متواصل ومستمر ولم ينقطع.

وانتهى تقرير “إندكس” إلى القول إن سعي المناهج “الإسرائيلية” لتجريد العرب من إنسانيتهم، وتوظيف واستحضار تاريخ اليهود “المزور” في بناء أدب يهودي يقوم على المظلومية تحت عناوين مثل: “لا ننسى.. ولن نغفر” لكي تبقى الأحقاد متوالية جيلا بعد جيل.

طالع المزيد:

إسرائيلية تؤكد: أنشطة فظيعة ووقاحة متزايدة للمتطرفين فى القدس

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى