في نابولي الإيطالية: ضرب وقمع ودماء عقاب من يرفع أعلام فلسطين وصور “غالي”

الشرطة الإيطالية تعتدي بوحشية على مؤيدين لفلسطين و للبطل الشعبي العربي " غالي "

 

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

قام أمس الثلاثاء مجموعة من النشطاء و المؤيدين للقضية الفلسطينية في نابولي بالتظاهر أمام مقر شبكة “RAI” التليفزيونية، التى تمثل التليفزيون الرسمي الإيطالي، وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ويافطات التأييد لموقف المطرب “غالي” وهو من أصول تونسية وفائز بالمركز الرابع في مهرجان الأغنية العالمي “سانيرمو ” والذي يقام سنويا في إيطاليا، وقد أحدث “غالى” جدلا كبيرا داخل إيطاليا خلال الأيام الماضية.

وعلى الرغم من سلمية المظاهرة إلا أن مفاجأة سيئة كانت تنتظر المتظاهرين، وتمثلت تلك المفاجأة فى رد الفعل العنيف من قبل قوات الشرطة الإيطالية التي قامت بالاعتداء عليهم بالعصي والهراوات، الأمر الذي تسبب في حدوث إصابات بالغة بين المتظاهرين ولم يتوقف اعتداء الشرطة على المتظاهرين فحسب بل طال أيضا عدد من الصحفيين الذين تواجدوا لتغطية أحداث المظاهرة.

غالي والقضية الفلسطينية

 مطرب الراب الشاب الإيطالي من أصول تونسية “غالي عمدون” كان قد تم ترشيحه لمسابقة مهرجان الأغنية الدولي “سانيرمو ” وشارك فيه، وفاز فيه بالمركز الرابع من بين عشرات المطربين من داخل إيطاليا.

الشاب غالى
الشاب غالى

وبعد تتويجه بهذا المركز وأمام مئات الحضور في مسرح المهرجان وملايين المشاهدين على الهواء عبر شاشات التليفزيون وردا على سؤال منسق المسرح عن ما يود قوله للجمهور؟ جاء رد “غالى” مفاجئا للجميع حيث تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني وضرورة وقف حرب الإبادة في غزة، ولما قاطعه أحد منظمي المهرجان بعبارة بأنه لا يجب عليه أن يستغل خشبة المسرح من أجل الترويج لأفكار وأراء سياسية، كان رد غالي عليه بليغا حين قال: “لقد ولدت من الإنترنت، وعصر المعلومات، ومن حسن الحظ أن كل شئ موثق، فهذا ليس مجرد رأي شخصي، لي بل حقيقة شاهدناها ونشاهدها كل يوم، أطفال يقتلون، وشعب يباد، وهذا يحدث حتى قبل 7 أكتوبر”.

ومع كلمات غالى اشتعل المسرح بالتصفيق والهتاف.

ردود الأفعال

وتتابعت ردود الأفعال على تصريحات ” غالي ” وجاء أولها من قبل السفير الإسرائيلي في إيطاليا الذي اعتبر تصريحات “غالي” دعوة للكراهية ضد إسرائيل واصفا تصريحات الأخير بأنها سطحية وغير مسؤولة.

تبع سفر إسرائيل، تصريح لرئيس الجاليات اليهودية الإيطالية ” نويمي دي سيجني ” الذي اعتبر أن تصريحات غالي هي عار على المهرجان مذكرا بما أسماه وجود رهائن لدى حماس، مضيفا: “كان علينا أن نتذكرهم أولا”.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ففي استضافة للشاب التونسي على أحد البرامج التليفزيونية قام بالرد على تصريحات السفير الإسرائيلي، وكان ذلك في 11 فبراير، وكان غالي ضيفا على برنامج “دومينيكا” وقال ردا على سفير الكيان الصهيونى :

“حقيقة أن السفير يتحدث بهذه الطريقة ليس جيدًا.. سياسة الإرهاب مستمرة، والناس تخاف بشكل متزايد من القول أوقفوا الحرب وأوقفوا الإبادة الجماعية.. نحن نعيش في لحظة يشعر فيها الناس أنهم يخسرون شيئا إذا قالوا “يعيش السلام”، وهذا أمر سخيف. يجب ألا يحدث هذا، هناك أطفال متورطون”.

وأضاف “غالى”: “أتحدث عما أذكره في أغنياتي منذ أن كان عمري 13 و 14 عاما”.

وفى سياق قريب جاء رد الفعل أخر أثار الرأي العام، وصاحب رد الفعل هذا هو الرئيس التنفيذي لشبكة راي التليفزيونية الحكومية ” روبرتو سيرچيو ” والذي أعلن في بيان تضامنه الكامل مع شعب إسرائيل والجالية اليهودية وتعاطفه مع تصريحات السفير الإسرائيلي معبرا عن ذلك بعبارة: “إن تضامني مع شعب إسرائيل والجالية اليهودية هو تضامن صادق ومقنع”.

وأعقب التصريح السابق تصريح مماثل لعضو مجلس الشيوخ و عضو لجنة الإشراف على شبكة “راي” ماوريتسيو جاسبري، الذي طالب الإدارة العليا للراي بالاعتذار للسلطات الإسرائيلية معتبرا احتجاج السفير الإسرائيلي احتجاجا عادلا.

أكثر من رسائل تضامن

وعلى الجانب الآخر توالت رسائل وبيانات التضامن من قبل المنظمات والجمعيات العربية في إيطاليا لدعم “غالي” الذي أصبح بالنسبة لهم بطلا شعبيا ورمزًا لحرية الكلمة.

وقال رئيس الجمعية الفلسطينية في إيطاليا محمد حنون: “إننا نحيي غالي على موقفه المؤيد للفلسطينيين، وعلى كلماته الواضحة ضد الإبادة”.

وعلى الصفحة الرسمية للمركز الثقافي التونسي بروما أعلن مدير المركز فوزي المرابط عن شعوره بالفخر تجاه مواطنه “غالي”، وتضامن المركز معه.

وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي لأبناء الجاليات العربية في إيطاليا بمنشورات التأييد والتضامن مع “غالي”.

أحداث مظاهرة نابولي

وجاءت آخر ردود الأفعال متمثلة فى تلك المظاهرة التي نظمها مئات من النشطاء أمام مقر شبكة “الراي” بمدينة نابولي احتجاجًا على تصريحات مديرها التنفيذي الداعمة لإسرائيل والمنتقدة لـ “غالي”.

ورفع الداعمون في المظاهرة أعلام فلسطين وصورا للشاب غالي مرددين هتافات داعمة لفلسطين ومتهمة إسرائيل بالإبادة والهمجية ضد أبناء غزة.

وعلى الجانب الآخر قامت قوات الشرطة الإيطالية بقمع المتظاهرين بقوة، وعنف، ما أسفر عن إصابة 12 متظاهراً بإصابات بالغة.

وتحدث أحد المتظاهرين، الذي أصيب في رأسه، عن “رد فعل عنيف وغير متناسب وغير متوقع” من قبل الشرطة فقال: “لم نتوقع ذلك حقًا، كنا هناك بسلام، مسلحين فقط بأعلامنا، وبدلاً من ذلك انتهى الأمر على هذا النحو”.

لكن حقيقة الأمر لم ينته ولكن أحدث جدلاً جديدًا من قبل المعارضة.

تصريحات اليسار والمعارضة

وفي تصريح، لـ “بيبي دي كريستوفارو” ، زعيم مجموعة تحالف اليسار والخضر ورئيس المجموعة المختلطة في قصر “ماداما”، وتحدث الأخير عن “دولة بوليسية” وقال: “حتى مظاهرات المواطنين الأحرار للطعن في الموقف الذي اتخذته روبرتو سيرجيو حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتم السيطرة عليهم بالقمع، بعنف الهراوات والاتهامات من قبل شرطة مكافحة الشغب”.

والآن يطالب نواب المعارضة من وزير الداخلية الإيطالى ماتيو بيانتيدوسي، بتقديم بمعلومات عاجلة لهم وللبرلمان.

وقال برلمانيون من الحزب الديمقراطي وحركة النجوم الخمسة وحزب آفس: “يجب أن تحضروا وتقدموا على الفور إلى مجلس النواب تقريرًا عن هجوم الشرطة على الشباب الذين كانوا يتظاهرون سلميًا في نابولي ضد الحرب الإسرائيلية الفلسطينية”.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى