إسلام كمال: أسرار مباحثات القاهرة لصفقة تبادل الأسري
بيان
أكد إسلام كمال الكاتب الصحفى، المتخصص فى الشأن الإسرائيلى،، ورئيس تحرير وكالة الأنباء المصرية “إندكس” أن أجواءً إيجابية انتهت إليها مباحثات القاهرة ، بين طرفى المقاومة الفلسطينية، وإسرائيل ، يمكن البناء عليها، دون مؤشرات للتصديق على ورقة محددة الملامح لصفقة تبادل أسري بين الجانبين وهدنة بوقف إطلاق نار طويل نسبيا أو حتى قصير، إلا بعد مراجعة القيادات الحمساوية التى تصل القاهرة، والخلاف الأكبر والأبرز هو رقم الأسري الذى طلبته حماس مقابل تسليم ما لديها من محتجزين وجثث من الجانب الإسرائيلى.
ونشر رئيس تحرير “إندكس” تحليلا معلوماتيا على موقعه جاء فيه أن القاهرة حافظت على “تعتيم ما” على المباحثات وفق العقيدة المصرية التقليدية في مثل هذه الملفات والمباحثات والأوقات الصعبة، حتى لا تُفشل التسريبات ما تم تحقيقه حتى ولو قليلا، خاصة أن النقاشات مستمرة، ومن الممكن التوصل لمنتج ما مع مطلع الأسبوع القادم.
وواصل الكاتب الصحفى: إجمالا، التصريحات الرسمية القليلة والمقتضبة من مختلف المشاركين بالمباحثات ومن كل العواصم المرتبطة بالحدث وكل الشخصيات المتداخلة والمتابعة، تشير إلى أن المشهد يبدو مختلفا حتى الآن عن كل مرة، بالذات لأننا وصلنا للأمتار الأخيرة الحاسمة، والتى تنقلنا لمربع أكثر دموية، لو فشلت محاولات التهدئة هذه المرة، مؤكدا أن الرئيس السيسي أوصل الرسائل المصرية لرئيس المخابرات الأمريكية وفريقه المشارك في مباحثات القاهرة
اختلاف المباحثات عن سابقاتها
وأشار كمال إلى أن مباحثات القاهرة ليست مثل مباحثات الدوحة ولا مباحثات باريس، بل هى مصيرية بالفعل، فالفشل يعنى تورط مصر بشكل مباشر في الحدث، ونقل التوابع لسيناء وفق المخطط الإسرائيلي بطرد الفلسطينيين لها وفق المخطط الاسرائيلى، بعدمت اكتظت بهم رفح التى هى على طابور الاجتياحات الآن بعد تجاوز خان يونس، وسط ترقب عالمى، دون موقف رافض حاسم.
وواضح جدا من الموقف الإسرائيلي الذي يقوده بنيامين نتنياهو مدى التعنت والتشدد لإتمام الاجتياح الوحشي لرفح على نفس شاكلة سوابقه، والتى آخرها خان يونس، بالذات بعد الدفعة المعنوية التى حققها الإسرائيليون بأول عملية تحرير لمحتجزين من ال١٣٦ الباقين لدى المقاومة، تحت شعار أن الضغط والحصار العسكرى يحقق لهم مرادهم.
السيناريو الدموى
وأوضح الكاتب الصحفى أن الإسرائيليين أكملوا السيناريو الذي يعدون له بالكشف عن فيديو للقيادى الحمساوي يحى السنوار، يقال إنه يظهر الأخير يهرب هو وأسرته في أنفاق تحت خان يونس، وواضح أن الكشف عن هذا الفيديو الآن بالذات للربط بينه وبين إنجازهم بتحرير عجوزين، وبالتالى إقناع الرافضين من الجبهة الداخلية الإسرائيلية والأمريكان بضرورة إكمال العدوان حتى رفح، مهما كانت الضغوط المصرية والدولية الرافضة لذلك، وعلينا أن نكون مستعدين جيدا لهذا السيناريو الأقرب، حتى الآن على الأقل.
عموما (والكلام هنا للكاتب الصحفى) يبدو أن هذا السيناريو الأقرب للتحقيق، بحجة إنهم لديهم خطة بالتعاون مع الأمريكان والخلايجة بإقامة مناطق للمخيمات لنقل النازحين لها للتعامل العسكرى في رفح دون الإضرار بالمدنيين، وهذا أمر يطرب الأمريكان، وكأن الإسرائيليين لم يقتلوا من الفلسطينيين حوالى ٣٠ ألف ولم يصاب منهم ٧٠ ألف بخلاف المفقودين والجثث المتحللة تحت الأنقاض، ولم تباد غزة عن بكرة أبيها والنازحون المعرضون للأمراض والمجاعات والبرد والأمطار في خيام أقاموها من بقايا الأكياس البلاستيكية، ويتذكرون الآن مثل هذه الخطط الواهية غير واقعية التنفيذ أساسا، متجاهلين جرائم الحرب المفضوحة للجميع.
الموقف الأمريكى
وردد المسؤولون الأمريكيون من جديد في مقدمتهم أنتوني بلينكن وزير الخارجية تصريحات مائعة لكننا مضطرين للتعامل معها، باعتبار الخيار الوحيد بشكل أو آخر.
قال بلينكن إننا نعمل مع مصر وقطر بشأن مقترح يقود إلى إطلاق سراح المحتجزين المتبقين في قطاع غزة، دون الدخول في تفاصيل، مرددين كلمات الدعم لأسر المحتجزين الإسرائيليين، ومتجاهلين بالمرة أكثر من مليونى فلسطيني بغزة يتعرضون لنكبة حقيقية منذ أكثر من ١٣٠ يوما.
وذكر الوزير الأمريكي أنّ لديه قائمة باسم كل أمريكي محتجز في أي مكان بالعالم، وتمكنا من استعادة 45 أمريكيًا محتجزًا بالخارج في عهد الرئيس بايدن، في تصريحات انتخابية أكثر منها إنسانية ، ولم يذكر كلمة واحدة عن الفلسطينيين.
أجواء إيجابية
وحسب كمال أكد مصدر مصري رفيع المستوى في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية” المصرية الرسمية ما لدينا من معلومات حول “إيجابية النقاشات”، مشيرًا إلى استمرار المشاورات على مدار الأيام الثلاثة القادمة.
أسماء بارزة في مشهد المفاوضات..عباس وبيرنز وبن عبد الرحمن وبارنياع
ونفى المصدر وجود خلافات باجتماع القاهرة، مؤكدًا من جديد إيجابية المباحثات واستمرارها خلال الأيام المقبلة.
الترويجات الإسرائيلية بعد عودة بارنياع وبار ومستشار نتنياهو
وكان الوفد الإسرائيلي الذي شارك في مباحثات القاهرة برئاسة رئيس الموساد ديدي بارنيع قد عاد إلى القاهرة (الثلاثاء) وسط تسريبات متضاربة بين الأجواء الإيجابية والمباحثات غير المجدية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه تم إحراز تقدم في المحادثات. فهل سيتم التوصل إلى اتفاق قريبا؟طالبت حماس بوقف الحرب، وتفاخرت قائلة: “إن ائتلاف نتنياهو سوف ينهار”.
رسائل مصر
وأكد كمال أن مسؤولين مصريين قد حذروا الوفد الإسرائيلي (وفق الإعلام الإسرائيلي) من أن أي “غزو لرفح لن يضمن عدم تهجير المختطفين مع المقاتلين المدنيين”، وأشاروا إلى أن “أية عملية لإخلاء المنطقة ونقل أكثر من مليون و400 ألف مدني دون ترتيبات ستكون لها آثار كارثية بعد الدمار الذي حدث”.
وقال مصدر فلسطيني له علاقة بالمقاومة في غزة لقناة الميادين اللبنانية: إن إسرائيل تحاول إفراغ وثيقة باريس من محتوياتها وتسعى جاهدة لتحقيق إنجاز في قضية الأسرى والمختطفين، رغم أننا نعمل جاهدين لتحقيق النجاح ولن نتنازل عن مطالبنا”.
فيما قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لموقع “والاه” الإسرائيلي أن الفجوة الأساسية التي لا تزال قائمة في المفاوضات هي ارتفاع عدد الأسرى الذين تطالب بهم حماس مقابل الإفراج عن المختطفين. وفي المحادثات التي جرت الليلة الماضية “تم إحراز تقدم في فهم الثغرات”، وستبحث مصر وقطر على إثرها الأمر مع حماس لإحراز تقدما ما.
انفراجة قريبة
وقال المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الإسرائيلى، مصادر إسرائيلية منوعة قالت للإعلام والصحافة الإسرائيلية في معاريف ويديعوت أحرونوت وإسرائيل اليوم وهاراتس والقنوات ١١ و١٢ و١٣ و١٤ وتايمز أوف إسرائيل وراديو الجيش الإسرائيلي وغيرها، ممن رصدتهم منصتنا وكالة الأنباء المصرية:إندكس تعليقا على مباحثات القاهرة: “لقد كان اجتماعاً جيداً وجميع الأطراف التي شاركت فيه تبذل جهداً كبيراً لمحاولة تحقيق انفراجة. وكانت هناك مناقشة متعمقة لمختلف الفجوات التي لا تزال قائمة، بما في ذلك قضية الأسرى.
وواصل كمال نقلا عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن “المشاورات مهمة الآن كل مع فرق مجموعته، وبعد ذلك سيكون من الممكن معرفة ما إذا كانت شروط المفاوضات الفعالة قد استوفيت”.
وأفادت المصادر الإسرائيلية إنه من المفترض أن يجري الوسطاء المصريون والقطريون محادثات مع حماس في الساعات المقبلة في محاولة لفهم ما إذا كانت مطالب حماس بشأن الأسرى مجرد فتح مواقف مستعدة الحركة لاستعراضها من أجل الدخول في المزيد من التفاصيل و المفاوضات الجادة.
وقال المصدر الإسرائيلي: “بدون تخفيض كبير في عدد الأسرى الذي تطالب به حماس، لن يكون هناك أي تقدم”..
أى وقف إطلاق نار.. يعنى نهاية نتنياهو.. وبالتالى سيكون شبه مستحيل بدون ضغط قوى عليه، أى أن هذا هو مطلب إسرائيل الأساسي، كما كشفنا في تحليلات سابقة ومشاركات تلفزيونية وإذاعية دولية وعربية ولعرب ٤٨ خلال الساعات الأخيرة، وفي المقابل فتل أبيب من الممكن أن تمرر باقي مطالب حماس، التى وردت في ردها الأخير.
وواصل الكاتب الصحفى إسلام كمال:
وكان قد وصل إلى القاهرة وفد إسرائيلي للمباحثات ضم لأول رئيس الموساد ديدي برنيع ورئيس الشاباك رونين بار بخلاف مستشار نتنياهو الذي تم إرساله لمتابعة الموقف وإلتزام بارنيع وبار بما تم الاتفاق عليه خلال نقاشات مجلس الحرب الإسرائيلى قبل المغادرة للقاهرة، وهذا إجمالا يعكس مدى الاهتمام الإسرائيلي غير الاعتيادى، وليس مجاملة لواشنطن أو قلقا منها، كما رددت بعض الأصوات الإسرائيلية، والتى أكدت أنهم في النهاية سيفعلوا ما يريدون.
وكان من المقرر أن يشارك في المحادثات نيتسان ألون مفوض جيش الاحتلال الإسرائيلي لقضية المختطفين في غزة، لكنه في النهاية لم يشارك وسط علامات استفهام حول الخلافات المستمرة في المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل على خلفية إدارة المشهد الحربي الميدانى. وكانت قد تجلت بشكل واضح بالتلاسن بين نتنياهو ورئيس الأركان هاليفي.
وكان قد انضم إلى الوفد الإسرائيلي – بسبب قرار نتنياهو عدم منح تفويض كامل لفريق التفاوض لتقديم مواقف جديدة – المستشار السياسي لنتنياهو أوفير فولك، مما يعكس مدى الخلافات الداخلية الإسرائيلية في عدة قطاعات، والتى من الممكن أن يتم التحجج بها كمفجر لهذا المفاوضات في النهاية، وينفذ نتنياهو ما يريده من اجتياح لرفح، الأمر الذي يشعل الشرق الأوسط أكثر وأكثر، ولن تسكت وقتها مصر، وبالطبع لا تريد أمريكا أن تصل لهذا المربع المدمر.
طالع المزيد:
-
إسلام كمال: 300 ألف مستوطن صهيوني غادروا أرض الميعاد بسبب حرب غزة
-
إسلام كمال: قضي الأمر.. التحضير للاجتياح البري الكاسح لغزة