د. عصام المغربي يكتب: حقوق الطفل الإنسان
بيان
يُعد القانون الدولي لحقوق الإنسان من أعظم إنجازات الأمم المتحدة، فهو قانون عالمي محمي دوليًا لجميع الدول المساهمة فيه، ويضع التزامات على الحكومات للعمل بطرق محددة أو الامتناع عن بعض الأعمال لحفظ وتعزيز حقوق وحريات الأفراد والجماعات الأساسية.
يوجد حوالي 2.3 مليار طفل في العالم، أي ما يقارب ثلث سكان العالم، ويعرف القانون الدولي الأطفال على أنهم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن سن الرشد، وعادة ما يبلغ 18 عامًا. مهما كانت أعمارهم، يتمتع جميع الأطفال بحقوق الطفل تمامًا مثل البالغين، ويشمل ذلك الحق في المساواة والتحدث والتعبير عن الآراء والأفكار، وكذلك الحق في الصحة والبيئة النظيفة ومكان آمن للعيش والحماية من جميع أنواع الأذى.
تم تكريس حقوق الإنسان في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1989، وهي معاهدة حقوق الإنسان التي حازت أكبر قدر من التصديقات في العالم، وثمة دولة واحدة فقط من الدول الأعضاء الـ 197 في الأمم المتحدة لم تصدق على الاتفاقية، وهي الولايات المتحدة.
تسعى اتفاقية حقوق الأطفال إلى حماية الأطفال من الأذى، وتوفير الخدمات والحماية اللازمة لهم لنموهم وتطورهم، وتمكين مشاركتهم في المجتمع، والالتزام بتثقيف الأطفال والبالغين حول حقوق الطفل، ولكن نادراً ما يحدث ذلك.
وعلى الصعيد العالمي، تتعرض الحقوق الإنسانية للطفل للانتهاك يوميًا، وتتعرض حقوق الأطفال والشباب بشكل خاص للانتهاك لأنهم يعتمدون على البالغين، ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة المخاطر، خاصة في النزاعات المسلحة بين عصابات التهريب.
من المرجح أن يشكل الأطفال المجموعة الأشد تعرضا لخطر الفقر وسوء التغذية وسوء المعاملة، وغالبًا ما يتأثرون بشكل غير مناسب.
ومن المبادئ العامة لاتفاقية حقوق الطفل أن للأطفال الحق في المشاركة والاستمتاع في جميع القرارات التي تؤثر عليهم، وترتبط بحقوق المشاركة بمستويات نضج الأطفال، ويتم تطبيقها مما يعزز نموهم كما يساعد الجميع على اتخاذ قرارات مستنيرة، وبالتالي يصبح المجتمع أقوى.
كما للبالغين الحق في التعبير عن آرائهم والاحتجاج السلمي، ويستخدم الأطفال والشباب هذا الحق في جميع أنحاء العالم، وأحيانًا ينهضون للمطالبة بالعدالة المناخية والمساواة العرقية.
ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة بخصوص المرأة والطفل حول أثر الأزمة في غزة عن النوع الاجتماعي، فإن أزمة غزة تؤثر على النساء والأطفال والفتيات بمستويات كارثية وغير مسبوقة في الأرواح وحجم الاحتياجات الإنسانية، وأن مئات الآلاف من المدنيين مازالوا محاصرين في مدينة رفح وأن نداءاتهم الإنسانية لم يتم الاستجابة لها.
………………………………………………………………
كاتب المقال: خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية وتطوير الذات.